أهالي ود الحليو يستنجدون … فهل من مجيب ؟

آدم حامد فضيل
ود الحليو ثالث اكبر محليات ولاية كسلا تواجه كارثة حقيقية ، اذ تقلي المحلية في صقيع بارد منذ انطلاق العمل في سد سيتيت مطلع العام 2010وقد ساعد موقعاها الجغرافي والجيوسياسي المنسي تماما على ان تنال حظ اقل من بين نظيراتها في المناطق المتضررة جراء تنفيذ السدود ، فهذه المنطقة تعاني من بطء في عملية تهجير المواطنين من مناطقهم التي جرفتها مياه السد بعد البدء في عملية التخزين الفعلية ، كما يعاني اهالي ود الحليو من ردائة الوضع البيئي الناتج عن طبيعة العمل في السد ، بالاضافة الى تردي الوضع الصحي وانعدام الكادر الصحي تماما حيث يضطر اهالي المنطقة الى النزوح الى كسلا والقضارف لتلقي العلاج في الحالات العادية .
المواطن اسماعيل محمد ذكر ان المنطقة من اوائل المناطق التي اصيبت بالكوليرا في بداية اغسطس من العام الحالي حيث الغت المياه المخزنة بظلالها على المنطقة وجرفت المنازل وظلت تنقل عدوى الملاريا والاسهالات المائية التي راح ضحيتها ما يفوق ال30 مواطن ( منتصف اغسطس ) قبل ان يعلم اهالي ود الحليو ان هذا المرض يسمى بالكوليرا ، من ثم بدأ الشباب بتثقيف الاهالي ونقل المصابين الى القضارف لتلقي العلاج وقال اسماعيل ان شقيقته وابنها اصيبوا بالكوليرا وبعد اسعافهم للقضارف لقى الطفل حتفه وشفيت الام بعد صراع مرير مع المرض واضاف : عندما تم حصر العدد خاطبنا المعتمد وكان رد المعتمد ان 30 مواطن عدد قليل بالمقارنة مع سكان ود الحليو موضحا ان الضرر اخف مما توقع المعتمد نظرا لمحليته الخالية من الخدمات على حد قوله .
قصور في خطة التهجير
تحدث المواطن خ . أ عن قصور في خطة التهجير حيث قامت لجنة السدود بتهجير بعض احياء ود الحليو وتركت معظمها مثل الحي الشرقي وحي الوحدة و العامرية و النيلين
ورغم ردائة الوضع البيئي الا ان مواطني هذه الاحياء كانوا يتعايشون مع الوضع الى ان بلغ السيل الزبى في بداية اكتوبر الجاري والذي فاضت فيه مياه السد المخزنة وحاصرت المنطقة التي تعيش الان في جزيرة تصدر كل انواع الاوبئة والكوارث لمواطن المنطقة نتيجة لتدمير كل مصادر الشرب المتمثلة في ( اربعة دونكي ) واصبح المصدر الوحيد لشرب المياه هو سيل مرتد من تخزين السد يحمل في طياته كل انواع الجيف ومخلفات الصرف الصحي وبقايا لجثث انتشلتها مياه السد من القبور ، وقبل ان تهاجم هذه السيول منازل الاسر قام وفد من اللجان الشعبية وناشطي المجتمع المدني بتشكيل لجنة لدرء الكوارث التي تنجم عن حصار المياه لهذه الاحياء ، بدورهم قاموا بتسليم شكوى للمعتمد الذي كشف لهم ان الامر ليس بيده ولا يستطيع اتخاذ اي خطوة لمواجهة الضرر الناجم عن المياه ، وبعد ادلاء المعتمد بضعف الحيلة رفعت هذه اللجنة شكواها لوالي ولاية كسلا الذي وعدهم باتخاذ الاجراء اللازم وبعد عودتهم الى ود الحليو بثلاثة ايام في صباح 11/10من العام الحالي زار المنطقة وفد من وحدة تنفيذ السدود وساعدالوفد في فتح بعض التوربينات بغرض تخفيض منسوب المياه الذي داهم الاحياء ولكن دون جدوى وبعد فوات الاوان ، وطرح المواطنين مطالبهم للجنة السدود والمتمثلة في اجلاء كامل وفوري لكل اهالي المنطقة الذين تزحف المياه في طريقها اليهم والتي حاصرتهم بكل الاتجاهات .
هذا بالضرورة يتطلب جهد كبير في وقت قصير اذا كانت للانسان قيمة وبالقصور الاول اعتراف ، وبعد وقفة الاهالي في وجه اشباه الحلول الجزئية زادة وطأة الامر وانتشرت الاوبئة بالمنطقة وهناك احصائيات تشير لاصابة عدد كبير من الاطفال بمرض جلدي ينتقل عن طريق الحشرات ويظهر عن طريق بقع جلدية تصيب الطفل ، فضلا عن اصابة معظم سكان ود الحليو بالملاريا ونزلات البرد .
الوضع في ود الحليو يتطلب جهد جبار لدرء الكوارث البيئية وتوفير المعينات الصحية وخطط لاجلاء المواطنين من مستنقع الجزيرة الحالية واكمال خطة التهجير بالاحياء في وقت وجيز
وقد ناشد مواطني ود الحليو وزير الكهرباء والسدود مطالبين بتدخل عاجل لحل ازماتهم الحالية بشكل مرضي مبينين ان كل الحلول السابقة لم ترضي اقل حاجيات انسان المنطقة حيث لم تكن المساكن ملائمة ومناطق الاجلاء غير امنة و تم الاجلاء والتعويض لعدد بسيط من المواطنين في ظروف قاسية ورغم عن رغبة الاهالي ، لكنهم وفي وضع اكثر ضراوة استسلموا امام جبروت المياه التي لا ترحم ليطالبوا بتهجيرهم الى اشباه البيوتات التي شيدتها وحدة تنفيذ السدود .
ويبقى الاهم من هذا وذاك ( اتخاذ حلول عاجلة لدرء الكوارث البيئية وتوفير اليات لشفط المياه وردم البرك واسعاف الحالات في وقت عاجل )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..