توسك: انسحاب بريطانيا من أوروبا ينذر بانهيار الحضارة الغربية

رئيس المجلس الاوروبي يحذر من أن انفصال المملكة المتحدة عن العائلة الأوروبية سيشجع القوى المناهضة للاتحاد الأوروبي على التحرك.

ميدل ايست أونلاين

تفاقم المخاوف مع اقتراب الاستفتاء

برلين – اعرب رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك في مقابلة نشرت الاثنين في ألمانيا عن خشيته من ان يؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي خلال الاستفتاء المتوقع في الثالث والعشرين من يونيو/حزيران الى “انهيار” الحضارة الغربية.

وقال في مقابلته مع صحيفة بيلد الألمانية “الامر سيكون على المستوى الاقتصادي، لكنه سيكون ايضا صفعة لبريطانيا على المستوى الجيوسياسي. لماذا الامر بهذه الخطورة؟. بصفتي مؤرخا اخشى ان يسجل خروج بريطانيا ليس بداية انهيار الاتحاد الاوروبي فحسب، بل ايضا بداية انهيار الحضارة الغربية”.

واعتبر ان الخروج من اوروبا “سيشجع” كل القوى المتشددة المناهضة للاتحاد الاوروبي على التحرك، كما سيشجع ايضا “الاعضاء الخارجيين الذين سيحتفلون” بهذا الخروج.

الا انه اعرب مع ذلك عن “قناعته بأن الاتحاد الاوروبي باق ولو ان الكلفة ستكون عالية”.

وتأتي تحذيرات توسك في سياق ردود الفعل الغربية على احتمال تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء.

ويرى المعسكر الداعم للانفصال عن أوروبا أن كل الأخطار التي يروج لها معسكر البقاء وأيضا الأوروبيون الداعمون له، مجرد فزاعات لترهيب الناس ودفعهم للتصويت لصالح بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأحد إن نفوذ بلاده في الاتحاد الأوروبي سيزيد إذا ما صوت البريطانيون لصالح البقاء في التكتل في استفتاء يجري في 23 يونيو/حزيران، فيما تشير أحدث استطلاعات للرأي إلى أن البريطانيين منقسمون بالتساوي تقريبا بشأن الاستمرار داخل الاتحاد.

وأفاد استطلاع نشر في وقت متأخر السبت بتقدم أنصار البقاء بنقطتين مئويتين فيما أظهرت استطلاعات أخرى تقدم معسكر الخروج بنقطة مئوية.

وفي مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أبرز كاميرون مزايا البقاء. ويصف أنصار الخروج من الاتحاد حملة كاميرون الرامية لاستمرار عضوية بريطانيا بأنها تروج الشائعات المقلقة من خلال التحذير من مخاطر ترك التكتل الذي يضم 28 دولة.

وقال كاميرون “إذا ما استيقظنا يوم 24 يونيو/حزيران وكنا لا نزال في الاتحاد فإن ذلك سيقوى نفوذ بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.”

وستكون لنتيجة الاستفتاء تداعيات طويلة الأمد على السياسة والاقتصاد والتجارة في بريطانيا وفي أنحاء أوروبا.

وجدد كاميرون التحذير من أن التصويت لصالح الخروج من الاتحاد قد يؤدي لخفض المعاشات وتقليص خدمات الصحة العامة.