مقالات سياسية

أطباء مجرمون … تجارة الأعضاء والإفك السياسي

أطباء مجرمون .. تجارة الأعضاء والإفك السياسي

✍ نشأت تجارة الأعضاء البشرية بعد النصف الثاني من القرن العشرين وقد بدأت زراعة الأعضاء في مراحلها الأولية كتجارب ثم انتقلت الى مرحلة التطبيق الآمن خاصة بعد عام 1970م، وضربت فتاة أمريكية الرقم العالمي في زراعة الأعضاء، حيث تم زراعة سبعة أعضاء لها في جسمها عام 1997م، وكذلك تم زرع خمسة أعضاء (الكبد، البنكرياس، المعدة، الأمعاء الغليظة، الأمعاء الدقيقة) لشخص في العقد الرابع بولاية ميامي في الولايات المتحدة الأمريكية واستغرقت العملية 72 ساعة متصلة .
طباء مجرمون .. تجارة الأعضاء والإفك السياسي
✍ شهدت وسائل التواصل الإجتماعي من فيسبوك وواتساب قبل فترة قصيرة تداولاً واسعاً لموضوع تجارة الأعضاء البشرية بصورة تعكس تماماً مدى غياب فهم تجارة الأعضاء لدى الكثيرين من النشطاء والمتابعين عبر وسائل الإعلام الإسفيرية.
✍ وتسبب هذا الفهم المغلوط في إحداث أزمات كثيرة بمختلف مدن السودان، وانطلقت الإشاعات فيه إنطلاق النار في الهشيم، ومازال بعضهم مصراً علي وجود هذه التجارة بالمفهوم الذي يتحدثون عنه عبر الوسائل الإعلامية المختلفة.
✍ حقيقة تجارة الأعضاء ليست بالأمر اليسير والسهل حتى تتم بهذه الطريقة المتداولة في القروبات الإسفيرية، فتجارة الأعضاء أصلا الهدف الرئيسي منها هو شراء الأعضاء البشرية بكامل سلامتها النسيجية بغرض زرعها لشخص آخر . هناك حاجة عالمية أو طلب متزايد من أجل الحصول على أعضاء بشرية سليمة، وهنا مربط الفرس الذي يحيل كل (البوستات) والتعليقات المتداولة في هذا الأمر الى أكاذيب باطلة الغرض منها ضرب أمن الناس وأمانهم في مقتل، وهو سلامة العضو المراد التجارة فيه.
طباء مجرمون .. تجارة الأعضاء والإفك السياسي ✍ سلامة العضو Organ Safty منذ لحظة أخذه من الضحية بطريقة صحيحة لا تسبب أي ضرر نسيجي او تلف عضوي له، ومن ثم سلامة الحفظ وطريقة حفظه حتى لا يتم تحلله أو تلفه، وكذلك سلامته في كيفية نقله وترحيله وعدم تعرضه للظروف الطبيعية الفيزيائية التي قد تؤدي لتغيرات تركيبية فيزيائية فيه، وغيرها من احترازات ضرورية للغاية تُبطل تماماً مسألة انتشار هذه التجارة في السودان.
✍ وهنالك سؤال مهم جدا من يستطيع أخذ هذا العضو من الضحية بطريقة صحيحة تجعله يحافظ على مكونات العضو والشرايين والأوردة الملتصقة به وأحيانا الأغلفة النسيجية المغلفة له، هل هو تاجر الأعضاء جرّاح ماهر، يستطيع فصل العضو من داخل الجسد بهذه السهولة والسلاسة.. وهل من يتم القبض عليهم في تجارة الأعضاء يتمتعون بهذه الإمكانيات الطبية الفائقة والمهارات الجراحية الممتازة، التي تجعلهم يقومون بهذه العمليات الجراحية، في جو تغيب فيه البكتريا تماما والمؤثرات البيئية الأخرى المهددة لسلامة العضو?.
✍ هذا غير مخاوف المشترين لهذه الأعضاء من وجود الأمراض المزمنة بها أو المنتقلة اليها أثناء مراحل التجارة فيها، والسرطانات التي ربما تنتج من عمليات زرعها وغيرها من مهددات تصيب من يفكر في امتهان هذه التجارة باليأس والإحباط وعدم القناعة بأرباحها منذ البداية.
✍ هذا السرد لا ينفي وجود هذه التجارة بالسودان كظاهرة موجودة في كل بلدان العالم حتى في الدول المتطورة الكبرى التي تنشط فيها هذه التجارة بصورة واسعة للغاية، ولكن في السودان تكاد تكون هذه التجارة منعدمة تماماً، وماهو متداول في الوسائل الإعلامية الإسفيرية ليس غير محض إدعاءات وأكاذيب أراد بها من أطلقوها اشاعة عدم الأمن والأمان لإحداث الفتن والتظاهرات وسط المجتمع السوداني، لرغبتهم القوية في إزالة الحكومة من دفة البلاد.
طباء مجرمون .. تجارة الأعضاء والإفك السياس
✍ طبيعة جريمة تجارة الأعضاء كجريمة عالمية منظمة وحديثة وتحتاج لتقنيات علمية عالية، تجعل انتشارها في السودان أمراً عسيراً للغاية، فمن أين لتجار الأعضاء بهذه الثقافة العلمية العالية والمهارة الجراحية للقيام بمثل هذه الجرائم..
✍ مجتمعنا السوداني مستيقظ تماماً لمحاربة هذه الظواهر السالبة من جرائم مستحدثة، ونحمد الله تعالى أن بلادنا تنعم بالإنعدام التام لمثل هذه الجرائم، الا ما يندر للغاية، والمجتمع السوداني من أكثر مجتمعات العالم تماسكاً ورفضاً لكل ما هو قبيح ومنافي للأخلاق، وحتى الجرائم التي ظهرت مؤخراً من تجارة البشر والسلاح هي ظواهر دخيلة تسبب فيها انفتاح حدود البلاد الطبيعية وصعوبة مراقبتها لامتداد المساحات السهلية بأغلب الحدود وغياب السدود الطبيعية من جبال وارتفاعات تضاريسية وغيرها.
✍ أخيرا.. غياب الوازع الأخلاقي وانعدام الضمير والحس الوطني، هو من يجعل بعض النشطاء الإجتماعيين السياسيين يتناقلون أخباراً مغلوطة، قد يتسببون بها في انعدام الأمن والأمان وسط المجتمع السوداني، ويزرعون الخوف في نفوس بعض الأسر من نساء وأطفال، فقط لأجندة خاصة وأهداف سياسية بحتة، متناسين أن التنافس السياسي أخلاق وضمير والتنظيمات السياسية ينبغي أن تكون أدبيات ولوائح وسلوكيات فردية حضارية راقية تحكي عن روعة الإنسانية في نفوس أفرادها.
✍ يقول الله تعالي ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون(19) سورة النور.

✍ علي بابا
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..