الموسم الشتوي .. عقبات ومخاوف

الخرطوم: تيسير الشريف
يرى خبراء ان استعدادت الموسم الشتوي لهذا العام تسير بنفس وتيرة الموسم السابق، وهناك عقبات تواجه المزارعين في بعض المشاريع الزراعية، الشيء الذي أدى إلى عزوف المزارعين عن زراعة القمح هذا العام لتخوفهم من تكرار سيناريو العام الماضي.
ويؤكد مزارعون أن التحضيرات غير مبشرة، وأن إجراءات البنك الزراعي وربط التمويل بالمديونية، وتأخير التمويل أدى إلى إحجام الكثير من المزارعين عن الزراعة، بالإضافة إلى رفض تمويل المزارعين المعسرين، واصفين إجراءات البنك بالعقيمة، ومطالبين بإجراءات جذرية لتمويل المزارعين، وأشاروا إلى أن البنك الزراعي مرتبط بسياسات بنك السودان، ومن المفترض أن تختلف سياساتة عن البنوك التجارية الأخرى لأنه يرتبط بالمزارع، بجانب أن كل سقوفات البنك ترتبط بالمواطن .
ودعا المزراعون إلى النظر في سياسات البنك الزراعي، وفتح قنوات جديدة للتمويل .. وقال مزارعون إن وزارة الري تنظر فقط إلى الطمي والحشائش ولم تجر أي استعدادات للموسم لهذا العام.
و نفى المدير العام للبنك الزراعي في وقت سابق ما تردد حول مطاردات البنك للمزارعين المعسرين، مؤكداً أن البنك جمد مديونيته على المزارعين في الموسم السابق، وأعاد تمويلهم هذا الموسم .. وأبان أن نسبة تحصيل البنك للمديونية بلغت 90%، واعتبر صلاح حسن الحديث عن القبض على معسرين مزايدات، واستدرك أن البنك طالب فقط المزارعين غير المعسرين الذين لم يوفوا بالتزاماتهم تجاه البنك .
وأكد المزارع بمشروع المناقل أحمد عبد الباقي عزوف بعض المزارعين عن زراعة القمح بسبب الإعسار وارتفاع مدخلات الأنتاج، وأن الإدارة رفضت تمويلهم لهذا العام، بجانب أن البنك الزراعي ربط إجراءات التمويل بشرط خلو طرف من إدارة المشاريع.
وقال إن فشل الموسم السابق أدى إلى دخول المزارعين في مديونيات، وأن شركات التمويل ظلمت المزارعين ولم تعوضهم تعويضاً مجزياً.. موكداً ارتفاع قيمة ضرائب الفدان من 150 ألف إلى 250 ألف لهذا العام، وقال إن المزارعين يرفضون زيادة الضرائب جملةً وتفصيلاً .. وزاد أن الموسم لهذا العام غير مبشر وأن مشاكل العطش أصبحت تشكل هاجساً للمزارع، مشيراً إلى أن إدارة الري تقف متفرجة على الطمي والحشائش، ولم تجر أي استعدادات بشأن الموسم .
وأوضح نائب أمين عام اتحاد المزارعين سابقاً بمشروع الحماداب الزراعي عامر علي صالح، أن الموسم الشتوي يمر ببعض العقبات وقال ( ربنا ينجحو ساي)، من ضمنها مشاكل التمويل، مشيراً إلى أن البنك الزراعي لم يوفر مدخلات الإنتاج، واصفاً إجراءات البنك بالعقيمة، وأضاف من المفترض أن يكون ري القمح الأول يوم 15 نوفمبر.
وأضاف (ونحن لسة لم نستلم أي تمويل من البنك) مطالباً بفتح قنوات أخرى للتمويل، بجانب السماح لمجالس إدارات المشاريع بتبني التمويل باسمها بضمان وصول المشروع، وقال إن المساحة المستهدفة لهذا لعام 460 ألف فدان، مطالباً بدخول مستثمرين لمشروع الحامداب، وأضاف أن المشروع يعاني من ضعف الإنتاجية وروح الإنتاج من العام 2008، وقال عامر إن محطة أبحاث الطاقة المتواجدة بالمشروع منذ 12 عاماً لم تستنتج بذور تتلاءم مع تربة المشروع، وزاد أنها تزرع قمح ببذور محسنة عكس المزارعين، مطالباً البنك الزراعي بتمويلهم بتقاوي (وادي النيل والنيلين وكندورة) لتكون هناك إنتاجية عالية.
وفي ذات السياق قال المزارع بمشروع الجزيرة علي البشرى إن نجاح الموسم الشتوي يرتبط بانخفاض مدخلات الإنتاج ووضع حلول لمعالجة العطش، مشيراً إلى أن المساحة التأشيرية المستهدفة من القمح هي 400 ألف فدان، وأضاف أن بعض المزارعين عزفوا عن زراعة القمح نظراً للتكلفة العالية واتجاههم لزراعة الكركدي والحمص.
آخر لحظة.



