عمر البشير.. أسوأ رئيس سوداني.. والقسم الكاذب

في مسرحية جديدة خرج عمر البشير, ومن وسط قصره, مؤدياً القسم الرئاسي, وهو قسم كاذب, حيث تهجم, وكال التهم, لشعب السوداني, وزور في التاريخ. اقسم البشير بالله كاذباً بالقول “ان احترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها وان ارعي مصالح الشعب وحرياته واحافظ علي سيادة الوطن واستقلاله وحريته, والدفاع عن سلامة ارضه, وان اعمل علي تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الامة السودانية”.
فلا صان البشير دستوراً, ولا راعي سوداناً, ولا شعبه, الذي قتل منه ما يزيد علي مليون قتيل, وشرد الملايين, ولا صان سيادة الوطن الذي بات تحت الحماية الإيرانية والقطرية والتشادية ومليشيات أجنبية مرتزقة, ولا صان البشير يوماً وحدة الامة السودانية التي قسمها إلي طوائف وملل وقبائل, وصف مناطقها الاساس بالأمس ب”مناطق تخلف قبلي”, بينما كان يقدم الشكر لإيران وقطر وتشاد و… بل ان البشير تحول في خطابه إلي كادر من كوادر مليشيا أجنبية إرهابية مرتزقة, الذي شكره ايضا علي دعمه له في قتل السودانيين, حيث بات البشير كادراً في الإرهاب اقل رتبة حتي من “حميدتي” الذي يتحدث وكانه رئيس السوداني.
في خطاب يمين القسم الكاذب زور البشير التاريخ, وكذب علي الواقع, خصوصا عندما تحدث عن اسماه كذباً الانفصال عن جزء من اراضي الوطن, ووسط تصفيق هزلي سيذكره التاريخ ككوميديا سوداء. فالبشير يتحدث عن غارات إسرائيل عن الوطن بينما لم تطلق مليشيات البشير, رصاصة واحدة تجاه إسرائيل منذ انقلاب البشير للحكم, وإسرائيل تقوم بتنفيذ عمليات جوية في السودان دون ان يتجرأ البشير علي الرد, مكتفياً دائماً بالقول بانه يحتفظ بحق الرد, ودون رد!
وعليه فإن لغة البشير الشاذة هذه في خطاب القسم الكاذب, لا تختلف اطلاقا عن بذاءات خطاب “داعش”, أو المريدين للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين, ومن هم علي شاكلتهم, كما ان خطاب البشير هذا, وافتراءاته, ما هي إلا دليل علي يأسه, وايقائه بان لا امل له, ولذا فان ما فعله البشير في خطاب القسم الكاذب ما هو إلا عملية انتحار تثبت للجميع كذبه, وانه لا يمكن ان يكون البشير الا زعيم عصابة لم تعرف المنطقة مثلها من قبل.
مشهد بائس قدم للعالم حيث أداء عمر البشير اليمين, كرئيس علي ما تبقي من السودان, في انتخابات لم يستطع المشاركة فيها أكثر من عشرة في المائة من الشعب القادر علي الانتخاب والمستحق له, بسبب ظروف التهجير والتشريد والاعتقال والقتل, التي فاقت بإجرامها كل ما يمكن أن يوصف.
تمكن عمر البشير الحضور إلي مجلس الوطني (برلمان المؤتمر الوطني), المكان الذي شهد مسرحية تعديل الدستور في دقائق علي مقاسه, في مشهد ساخر وسط تصفيق موتور من أعضاء برلمانه الذين كانوا في حالة هستيرية من الرعب وهم يصفقون.
بدأ عمر البشير في خطابه البائس مجردا عن الواقع ومجردا من الإنسانية, حول موضوع ثورة شعبية عليه وعلي نظامه إلي حرب منه علي العملاء والخارجين والمخربين ومعروف شتائم ديكتاتور سوداني! ويكفي التمعن جيدا في عينات مؤيديه سواء ممن حضروا مسرحية أدائه للقسم أو من لم يحضروا لتبيان مستوي من يؤيده, تميم, دبي, موغابي, شيخ محمود …و دواعش!! هذه عينة من مؤيديه ولا داعي للتعليق أكثر, فهذه مطبوعة محترمة يقرأها كافة أفراد الأسرة الدولية.
عمر البشير بدأ في خطابه وهو يستند إلي “نصره” الدونكيخوتي, الوهمي, فهو لم يعد- وذلك بحسب قناعته وقناعة عينات مؤيديه- بحاجة إلي أن يستمد شرعية حكمه من أي أحد إلا من نفسه هو شخصيا, فالشعب الذي هو مصدر السلطات لم يعد موجودا, والدولة تمزقت, والدستور تبدل في ظروف مريبة والمجتمع الدولي لا يعترف بشرعيته. وهو يذكرنا بالمشهد الأسطوري حينما وضع شاه إيران تاج ملك الملوك علي رأسه (الشاهنشاه) فتولي هو بنفسه هذه المسألة. فقد وجد نفسه هو وحده الجدير والمستحق لهذه المكانة والمسألة وأنه الوحيد القادر علي منح الشرعية الحقيقية لتلك اللحظة التاريخية في عمر بلاده, وقد رأي أنه هو الذي أوجد الشرعية لنفسه وبالتالي ليس بحاجة إلي أن يستمدها من أي مصدر آخر أبدا.
في علم النفس, ليست هناك حالة انفصام أعمق ولا أخطر ولا أدق من الإنكار, هي المراحل السوداء, كان عليها صدام حسين وهتلر ونابليون وجنكيز وبوكاسا, كلهم طغاة ظنوا أنهم لن يفارقوا وأن لن يقدر عليهم أحد, فحولوا حكمهم إلي غصب والشعب إلي عبيد وطوعوا كل مرافئ وكل موارد البلاد لأجل بقائهم في السلطة ويتجرءون بالقسم علي حماية الشعب وعلي حماية البلاد وعلي حماية الدستور و هم بأنفسهم دمروا الثلاثة.
لن يدرك عمر البشير حجم البارود الذي قذف به علي نيران الثورة السودانية ليشعلها مجددا, ويعيد الغضب ويفجره لأن ما قام يعمله هو إهانة بالغة للدماء السودانية الغالية والنفوس السودانية الأبية, هو احتقار تام لكل معاني العزة والكرامة وتكريس للظلم بشكل فج.
الشرعية الحاكمة إذن لم تكن قائمة علي الحق فمآلها إلي الجحيم. هذه هي الأبجديات التي يعلمنا التاريخ وقد يكون في ذلك الطرح الكثير من المثاليات والمسلمات الحالمة إلا إنها تبقي الحقيقة المستمرة علي مدار مدرسة التاريخ وعمر البشير لن يكون بأي حال من الأحوال مصيره أفضل ممن سبقوه من الطغاة, فالسنة الكونية واحدة ومستمرة وباقية والمسألة تكرر نفسها.
الرئيس الذي لم يستطع الوصول إلي الشارع الذي “انتخبه كذبا”لأداء اليمين, إما يخاف من شعبه ولا يثق به, أو يحتقر شعبه ولا يكترث به. وفي الحالتين هو لا يستحق البقاء ولا الاستمرار. رسالة كرسها عمر البشير مجددا في شهادات لا تنتهي عن فشله كرئيس, لأن التاريخ حسم أمره ودون اسمه بأحرف سوداء كأسوأ رئيس سوداني في التاريخ.
احمد قارديا
[email][email protected][/email]
لماذا لم تدرج جورج بوش الصغير ضمن الطغاة أيها الكاتب ؟ فقد تجبر هذا البوش وادعى أن الله ( حاشا لله ) أمره بغزو العراق وسمى حملته الارهابية لغزو العراق ب
( العدالة المطلقة ) والعدالة المطلقة لله وحده ثم حول هذه العبارة الى
( الحرية للعراق ) زورا وبهتانا … فهل فعل صدام حسين رحمه الله ما فعله هذا الأرعن الماسوني بوش الصغير وكهنته رامسفيلد وديك شيني وبول ولفتز ؟ أتمنى من الكتاب السودانيين أن يمتلكوا الشجاعة ويكتبوا عن أكذوبة ما تسمى بحرب تحرير العراق بمصداقية وهل بوش الصغير يستحق المحاكمة أم لا ؟ولكن للأسف لا يوجد كاتب سوداني شجاع ينتقد المحفل الماسوني الأمريكي كما ينتقد المحفل الماسوني في السودان وكهنته المتأسلمين ..