نعم لادب العكننة لا لقلة الادب

في الأنباء أن البرلمان بصدد استدعاء الأمين العام لاتحاد الصحافيين لمساءلته حول ما يجري من تلاسن وتنابز في الصحافة الرياضية تخطى كثيراً حدود الذوق واللباقة والحشمة، وفي الأنباء أيضاً أن المجلس القومي للصحافة قد توعد بعض الصحف الرياضية بعقوبات رادعة ما لم ترعوِ عن الذي هي سادرة فيه من غي، وقيل وقال وهمز ولمز وغمز. هذه الأنباء غير السارة تعيد للأذهان ذات المشهد الذي حدث قبل نحو أربع سنوات؛ حين أوشكت الأزمة التي نشبت حينها بين مجلس الصحافة وبعض الصحف الرياضية والصحافيين مرحلة إلغاء تراخيص تلك الصحف وسحب سجلات أولئك الصحافيين بواسطة المحكمة، ولكن تم في النهاية تجاوز تلك الأزمة بسلام، فلم توقف تلك الصحف ولم يسحب القيد من أي صحفي، واليوم ها هي الأزمة تكرر نفسها ونسأل الله أن تنتهي بسلام كسابقتها دون أن تضار صحيفة أو يتضرر صحفي، فليس هناك من يتمنى أن يوقف صحفي أو تتوقف صحيفة اللهم إلا من في قلبه غرض أو مرض، ولكننا بنفس القدر لن تأخذنا الحمية للعصبية المهنية لندافع بالباطل عن اخطاء وتجاوزات واضحة لا تفوت على فطنة أبسط قارئ يطالع الصحف الرياضية، كما يلزمنا أيضاً الاعتراف للصحف الرياضية بخصوصيتها القائمة على شيء من المناكفات والمكايدات الحميدة غير الخبيثة التي تكسبها نكهتها الخاصة، على غرار ما كان عليه حالها سابقا، حين كان قراؤها يستمتعون بالمداعبات الراقية و(المشاغلات) الرصينة الرزينة التي أنتجت قاموساً راقياً في أدب (العكننة)، ومنها تلك المداعبة الشهيرة التي خلدها تاريخنا الرياضي والتي جرت بين الأديب الهلالي الساخر أبو آمنة حامد والقطب المريخي الكبير (القبطان) حاج حسن عثمان، حين بادر أبو آمنة يوم إحدى المباريات بين الفريقين إبان حقبة التسعينيات بتحدي صديقه اللدود القبطان جاعلاً من الأغنية الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم (أغداً ألقاك؟) عنواناً لزاويته الصحفية ذاك اليوم، ولكن جاءت اللقيا على غير ما تمنى أبو آمنة وإنما ملأت أشرعة القبطان بكل الأماني حيث فاز المريخ على الهلال، فكتب حاج حسن عثمان يرد لأبي آمنة بضاعته وبصوت أم كلثوم أيضاً تحت عنوان (هذه ليلتي).
فأين تشجيعنا وصحافتنا الرياضية الآن من ذيّاك الزمان ومن تلك المداعبات والمشاغلات اللطيفة والظريفة؟، لقد تدهورت مع كل أشيائنا المتدهورة إلى أن انحطت إلى حضيض الشتائم الشوارعية و(ردحي) الفاتيات في الحواري، واستحال التشجيع إلى تشنيع وتبشيع، ظلت دائرته تتسع يوماً بعد يوم إلى أن طال الأسر الكريمة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وأين برلمان السادة النوام من ألفاظ وقلة أدب نافع علي نافع… اذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل الفحش واللعن والطعن وبذاءة اللسان وقلة الأدب…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..