الأزمة تتربص بمناظر تونغا الخلابة

البحر لازوردي اللون تسبح فيه الدلافين والحيتان، المناظر البرية محافظ عليها وتعبق في الأجواء روائح الزهور الاستوائية، تونغا تعكس صورة بطاقة بريدية خلابة الا ان الأزمة الاقتصادية تضرب هذا الارخبيل الصغير في الصميم.
ارخبيل تونغا الملقب «جزر الأصدقاء» يواجه انهيارا في عائداته الدولية بسبب الأزمة المالية العالمية.
يقول كالافي موالا وهو ناشر من تونغا «الناس هم فعلا في وضع صعب جدا».
ويضيف «مع ان الاقتصاد لم يكن مزدهرا جدا في السنوات الأخيرة إلا ان العائلات كانت لايزال لديها ما يكفي من المال لشراء المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى، اما الآن فهم في حالة بؤس فعلية».
وتونغا مملكة بولينيزية صغيرة يبلغ عددها سكانا 106 آلاف نسمة، وقد توفي ملكها جورج توبو الخامس الغريب الاطوار في مارس الماضي.
وهي مؤلفة من كوكبة من 170 جزيرة مبعثرة على مساحة حوالي 700 كيلومتر مربع شمال شرق نيوزيلندا على بعد 650 كيلومترا شرق فيدجي.
الانكماش الاقتصادي العالمي يضرب هذا البلد في الصميم اذ ان 35% من اجمالي الناتج المحلي فيه يؤمنه سكان تونغا الذين يقيمون في الخارج وعددهم كبير جدا.
فثمة اكثر من 200 ألف من مواطني تونغا اي ضعف عدد سكان الارخبيل، يقيمون في استراليا ونيوزيلندا او الولايات المتحدة ويقومون بتحويل جزء من عائداتهم الى بلادهم.
وغالبية هؤلاء يعملون في مجال البناء وخسر عدد كبير منهم عمله.
وفي الارخبيل ايضا حيث غالبية السلع مستوردة، ادى ارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية الى تعزيز التضخم.
وتؤكد الحكومة ان انعاكسات الأزمة تخففها جزئيا قروض اجنبية لمشاريع اشغال ضخمة إلا ان تقرير الميزانية لديسمبر حذر «من ضرورة عدم زيادة الدين بسبب خطر العجز عن التسديد».
ويشير مدير معهد السياسات العامة في المحيط الهادئ ديريك بريين الى ان البلاد في ظل هذه الظروف معرضة لخضات بسبب الأزمات الدولية.
ويقول «السؤال الذي يطرح هو كيف يحمي هذا البلد نفسه من الصدمات الخارجية مثل الازمة المالية الحالية التي تؤثر على التدفقات الداخلة الى الاقتصاد؟» وأضاف «هذا التحدي لا يشمل فقط تونغا بل غالبية الجزر في المحيط الهادئ».
والقطاع الوحيد القادر على النمو فعلا في تونغا هو السياحة الا انها تراوح الآن مكانها مع 90 ألف زائر سنويا.