مقالات سياسية

ممارسة تمارين الديمقراطية على الطريقة السودانية

أسامة ضي النعيم محمد 

مكونات العمل العام والسياسي في الساحة السودانية لها قبائل ، تتعارف بينها علي الطريقة السودانية، تنافر وصد في البدء، ثم افساح مقاعد في عربة القطار، يعقبها الود والتعارف، والقطار في أزيز عجلاته، يحمل في جوفه القوات المسلحة ، والدعم السريع ، ومكونات المجلس السيادي ومجلس الوزراء، قوي اعلان الحرية والتغيير. 

تتنوع الخلفيات، فالقوات المسلحة سليلة مهرة أصيله، قوة دفاع السودان، أنشـأها الانجليز في العام 1925، لحقت بصروح شاهقات في بناء الدولة ألسودانية مشروع الجزيرة والخدمة المدنية وجامعة الخرطوم، ثم تحولت الي مسمي الجيش السوداني في عام1954. حماة البلاد وحدودها طارت حسن صنائعهم وبسالتهم الي المكسيك وكرن ، في الذود عن فلسطين كان لجيش السودان القدر المعلي. كائن حي، لا يختلف ويتأثر بالعوامل في محيطه، تعرض لرياح الشمال و(فيروس) الضباط الأحرار ثم الانقلابات العسكرية، تأخذ برقاب بعضها البعض، انقلاب يعقبه انقلاب مضاد، تلك ديمقراطية تبادل كراسي الحكم بين الضباط وعسكرهم. ثم يفد أيضا من الشمال مؤثرجديد، تصبغ ضباط  الجيش السوداني استمالات، بعضها صبغة (الاخوان) ومجموعة ضباط أخري تعرف نفسها (قومية عربية أو ناصرية)، ولطلاء الشيوعية الحمراء الروسية أو الصينية مقاعد للعمل السري الحركي بين  ضباط الجيش السوداني، لا تغيب راية حزب البعث السوري أو العراقي فيحمل لوائها نفر من ضباط الجيش السوداني، فالساحة حبلي تصطرع فيها أفكار الغير يحمل راياتها منافحا عن كل لواء خيار من أبناء الشعب السوداني ، ضباط القوات المسلحة السودانية، الرايات المرفوعة تواصل الخفقان عاليا ، الكل يشحذ انقلابه سرا يحاول كسب الرهان ليصل عبر الدبابة الي كرسي الحكم.

فاز في الرهان (الاخوان) ، تمكينا أصبح لهم الصوت العالي، المقاعد العالية في هرم القوات المسلحة أصبحت من نصيب (الجماعة) ، عدلوا التراتيبية، فكان لإبراهيم شمس الدين السبق علي عمر البشير، ينفذ الاعدام سلفا ليوثقه البشير مأمورا لاحقا ، ضاق الماعون ، فكادر القوات المسلحة وهيكل الرتب فيه لا تسع كافة عناصر التنظيم ، فتح (الاخوان) مدارج جديدة لتقسيم الغنائم ، شركات القوات المسلحة معارج ومسالك بديلة ، تحقق بعض الرضي عند (الاخوان) ، واستعر الغبن والغل في النفوس من بعض رايات أخري يحملها ضباط أحرار اخرون هم من غير(الاخوان)، هكذا وصلنا الي محرقة رمضان ، ثمانية وعشرين  من خيرة ضباط القوات المسلحة تم تصفيتهم في فرز بالدبابة والسلاح بديلا لسلمية الديمقراطية في الاحلال والإبدال.

الدعم السريع له خصوصية التكوين والنشأة ، الحق بالقوات المسلحة ، الخلاء عنوان ساحتهم في التدريب والتأهيل ، لهم الحق في الالتحاق بالكلية الحربية ونصيبهم في البعثات للكليات العسكرية في وست بوينت وسانت هيرست ومصريجب أن لايضام.

قوي اعلان الحرية والتغيير ، شباب ومكونات حزبية استوعبوا نضال الشعب السوداني ، نصب أعينهم تجارب البلدان الاخري في ادارة الحكم وسوس البلاد والعباد.

تلك هي المعطيات في ساحة العمل العام والسياسي ، المطلوب وضع المعادلة لتحقيق تمارين ممارسة الديمقراطية، وبناء نموذج المعادلة الجبرية ليس بتلك الصعوبة التي يتخوف منها البعض، مصالح أطراف المعادلة تتحقق في المحافظة علي البناء، ترميمه وصيانته مسؤولية الجميع ، حمايته من أصحاب الرايات المتعددة هنا وهناك من أساسيات استمرار الفترة الانتقالية والعبور بها.

تمارين ممارسة الديمقراطية هي كما الدواء ، مذاقه مر ولكن لا بد من صنعاء ولو طال السفر، قبول البعض بالبعض هو فن يجيده الاذكياء في لعبة البقاء داخل مربع المعادلة الجبرية، صراعات الضباط بينهم في مجلس السيادة وزملاء اخرين ، ثم صراعات بين مكونات مجلس السيادة ، عتاصر يأخذها العقلاء من قبيل تبادل الارأء وليس حجة لإعمال السكاكين الطويلة في ليلة ظلماء.

وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد

 

              

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..