أخبار السودان

نزيف الكوادر الطبية

اسماء محمد جمعة

ظل السودان خلال السنوات الماضية وما زال يعاني من نزيف حاد في الكوادر المؤهلة عموماً نتيجة الظروف التي تعيشها كل قطاعات الدولة مع استمرار الإهمال الرسمي وعدم وجود رغبة لدى الحكومة لخلق سياسات توقف ذلك النزيف، فكل شيء يمضي بلا رؤية، أكثر الكوادر التي فقدها السودان لها علاقة بالقطاع الصحي والتعليمي حتى أصبح القطاعان يعملان بمنتهى الضعف، ورغم ذلك الحكومة ترى أن المستشفيات والمدارس لم تتوقف وما زالت مفتوحة تعمل، فهي تريدها أن تتوقف تماماً عن العمل لتشعر بأن هناك مشكلة. الأمر وصل مرحلة الكارثة ومع ذلك ما زالت تفتح لكوادر القطاعين الأبواب مشرعة للهجرة ولسان حالها يقول (الباب اليودي ما يجيب)
وزيرا الصحة الاتحادي القادم بقوة السلاح والولائي المستثمر وكل الذين جاءوا من قبلهم وصلوا إلى كرسي السلطة وكل يبكي ليلاه ولذلك وفروا الظروف المناسبة لهجرة الكفاءات الطبية، الآن الوزير ألولائي مشغول بتوسيع استثماراته وصراعاته مع الأطباء وتجفيف المستشفيات المهمة، والوزير الاتحادي القادم بقوة السلاح مشغول بالمناصب وبصراعاته داخل حركة التحرير والعدالة وحزبه الخاص، آخر اهتماماتهما أن يتمتع السودان بوضع صحي جيد.
في المؤتمر الصحفي الذي عقد بشأن توقيع وزارة الصحة إتفاقية مع السعودية من أجل التنسيق والتعاون فيما يتعلق بهجرة الأطباء والتدريب، الأمين العام للتخصصات الطبية الشيخ الصديق أدلى بشاهدة لم يدل بها وزير الصحة من قبل وقال إن هجرة الكوادر الطبية أصبحت متزايدة ولها آثار سالبة على الخدمات الصحية وتحتاج إلى وقفة أساسية وأنها أحدثت فجوة كبيرة في الحقل الطبي، وإن تلك الهجرة أثرت على قدرة المجلس الاستيعابية ووضح أن هناك 60% من الكوادر الطبية خارج السودان حسب إحصائية العام 2005، أي أن وزارة الصحة ليس لديها إحصائية حديثة، وإن تلك النسبة إن راجعتها اليوم ستجد أنها بلا شك قد ارتفعت كثيراً ولم يتبقَ من الأطباء في السودان إلا الديناصورات الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف والخريجين الجدد الذين يستعدون بكل حماس للهجرة بعد انتهاء الخدمة والتدريب المفروض عليهم .
وزارة الصحة كل عام تعترف بمشكلة جديدة تعكس أن الوضع الصحي في السودان لا يتطور أبداً ، نسب الأمراض المزمنة في ارتفاع ، وفيات الأطفال حديثو الولادة والأمهات مازالت مخيفة، السرطان ينتشر وهي لا تملك غير مستشفيات يائسة لا تتجاوز أسرتها بضع عشرات، الأجهزة الطبية التشخيصية في مستشفيات الحكومة معدودة وكل يوم معطلة، امراض التخلف استوطنت حتى تطورت، والقائمة تطول، مقابل كل هذا يتدهور القطاع الحكومي الذي يفترض أنه يستوعب كل المهجرين، وينتعش الخاص لدرجة أنه يستعين بأجانب .
وزارة الصحة ليس لديها نية صادقة لوقف نزيف الكوادر الطبية فهي تعلم أن السودان ليس بحاجة إلى اتفاقيات تعاون بشأن تنظيم هجرة للأطباء بقدر ما هو محتاج إلى تأهيل القطاع الصحي وتوفير الخدمات والارتقاء بها وتحسين ظروف العمل للكوادر الطبية ولكنها ما زالت تحل المشكلة بمشكلة.

التيار

تعليق واحد

  1. و الله لو ظل كل الصحفييين ينزحون و لو اجتمع كل الفاسديين و الصالحيين لانقاذ الوضع الصحى لن ينقذوا مركز صحى لولا وضعت الامور فى نصابها الصحيح بدا من الكادر البشرى من تدريب و تأهيل و هيكلة صحيحة و مرورا بالاعداد الصحيح للحوجة الحقيقية للمعينات و الاجهزة و حصر حسب الخرائط المرضية و الكثافات البشرية و مراقبة الصرف الصحيح من النواحى المالية و ابعاد الشباب الذى يمسك بتلابيب و حلقوم الصحة امثال الشيخ الصديق و ارجاعهم الى القاعدة ليتعلموا العمل فى الطب و اساسيات المهنة.و لا اعلم كيف لدولة ان تحطم اجهزة خدمية تخدمها فى التقرب من المواطن لحساب افراد انتهازيين لاطماعهم الشخصية فماذا سيضير الدولة لو استبدلت اى مستشفى تم ازالته بواحد اضعافه مثل ابراج وزارة البترول او حتى مجمعات سارية او سكن الحلفاية او عمارات الدفاع انها نصيحة لله و للانسانية

  2. ما بني على باطل فهو باطل قال قطاع صحي قال ما تتموا شفخانة بكل كوادركم وجامعتكم ماخدينها شفتنة

  3. يحكي ان جهة ما اجنبية تبرعت ببناء 14 مركزا صحيا في بعض قري بلادي وكان ياما كان فقد تم البناء للمنتصف في كل مركز والباقي تموا انتو …البجاوب صاح له جائزة نص كيلو سفري.
    يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة.
    ثم يامرونك ان تشكرهم عليها.
    الله اكبر ولا نامت اعين الجبناء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..