أخبار السودان

السودان … جنة الأغراب..!

ربما فائدة عدم إمتلاكي لسيارة خاصة أثناء قضاء إجازتي بالسودان قد تجلت في التعرف على نماذج كثيرة وشرائح مختلفة من الشباب الذين يقودون وسائل النقل وهي تتعاطي باسلوب التسعيرات العشوائية التي تحددها أمزجة أولئك السائقين و حاجتهم اللحظية لقيمة المشوار!
فبعد الإختلاف في التفاوض ومن ثم الإتفاق و ما أن يتحرك بك ذلك الشاب وأنت قد تمهلت منجعصاً خلفه على مقعد الركشة او الى يمينه على كرسي الأمجاد حتى يبدا التعارف .. فتكتشف أنه خريج كلية الإقتصاد أو الآداب دفعة العام الفلاني في الجامعة الفلتكانية في الولاية البرانية..!
لكن الملفت أنك حينما تدقق في لهجة البعض السودانية يتعثر عندهم بعض الحروف مثل الصاد والضاد والطاء فتكتشف أن قائد تلك الركشة ماهو إلا من الأخوة الأريتريين أو الأحباش الذين يرون في السودان جنة دنياهم وذروة مبتغاهم .. بينما مستثمروا السودان يشكلون المستوى الثاني بعد الصينين في أثيوبيا على وجه التحديد !
سألت أحدهم وكان أريتريا يصعب التفريق بين ملامحه و التقاطيع السودانية وحتى إتقانه للهجة السودانية كان دقيق المفردات وعميقها ..ماالذي دفع بك للخروج من بلادك .. وأهل السودان أنفسهم يتدافعون نحو المخارج .. قال لي أنا مسلم وأحلم بنظام إسلامي في بلادي ..يطبق شرع الله !
قلت له على شاكلة نظام السودان مثلا ..؟
ولكنه صمت وغير مجرى الحديث الذي إنقطع بوصولي الى غايتي !
أغلب الندّل والنادلات في المطاعم والكافتريات الراقية وصالات الأفراح الفخيمة هم من الأجانب ..وحتى فراشات ومراسلات الخدمة بالمكاتب الخاصة والمؤسسات هن من الفتيات الوافدات.. و لعل وجود خادمة من تلك الجنسيات في الكثير من المنازل بات من متطلبات التفاخر المكملة لرقي العائلات ..!
لافاتات المطاعم والمخابز و المحلات التركية والسورية ..تزيد من حيرتك .. وتجعل الأعين مشدوهة تبحث عن إجابات بقدرما هي ماثلة في ظاهرة تبطّل وعطالة شبابنا من الجنسين ،ولكنها تظل مفقودة في بلاد باتت سوقاً إستهلاكية للبعض بترف الشراء و للكثيرين بتلمظ العيون والمذاق..!
في الشارع الواحد تجد عشر صيدليات و أكثر من عشرين عيادة و المدارس الخاصة تكاد تحجب عين الشمس .. وهذا دليل على أن الخدمات المنوط بالدولة توفيرها للمواطن قد خرجت تماما عن منظومة الميزانية العامة .. ليصبح الناس فرائساً لبراثن المنشات الخاصة التي تعمل وفقاً لما تريده من المقابل دون رقيب أو حسيب..!
بلاد تطرد أبنائها و تحتضن الأغراب لست أدري وفقاً لاية ضوابط لا أعلم !
هل لآننا لا نعلم أين مكامن الخير في أرضنا .. ام أننا ممنوعون عن الوصول الى تلك المكامن التي ربض فوقها أهل الولاء والتمكين وتركوا فتات ماتبقى للإغراب الذين غربلوه وأخرجوا من ترابه ذهبا لا نراه نحن بالعين المجردة عن التركيز !!!!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخى محمد عبدالله الم تسمع بمثلث حمدى الم تسمع بخطورة الكتلة السوداء الم تسمع بالحزام الاسود كلها محاولات ﻻفراغ البلاد من السودانيين واحلال مكانهم المصريين والسوريين والاحباش وغيرهم وطرد السودانيين الى مجاهل افريقيا والوطن العربي انهم ﻻ يتشرفون بشعب مثل الشعب السودانى الاسود والزنجى البشرة والشكل ان ثمن تعريب السودان يدفعه السودانيين الجبناء لماذا قلت جبناء ﻻن اقرب طريقة بالنسبة لهم للتخلص من المعاناه هى السعودية فمن عبودية الى عبودية اشد والعن ولسان حالهم يقول ياروح ما بعدك روح ربما قد اتيت او انك مقيم في السعودية ورايت حياة السودانيين البائسة والتشريد والبؤس ويتمنى الموت هناك وﻻ الرجوع الى السودان واﻻ فما تفسير سياسة الطرد ﻻبناء البلد واحلال مكانهم اجانب من اصقاء الارض وطول ما الشعب السودانى ساكت على هذه الممارسات فالمخططات والمؤامرات قائمة على قدم وساق حتى الوصول الى الهدف المنشود

  2. يابرقاوى اللذين يدرسون بالسودان ليسوا من إرترياأو أثيوبيا كم ذكرت فى مقالك ، وكل السودانيين يعلمون ذلك السودان معبر لهم لدول أخرى وأكثر حباً لبلادهم هدفهم جمع المال والرجوع لإوطانهم بل على العكس اللذين يجدون السودان جنه لهم من غرب إفريقيا تشاد ، نيجريا، النيجر ، إفريقيا الوسطى ، مالى وكثير منهم الآن وزراء وحكام بل رؤساء : مثال لذلك من أين جاء البرقو الذين تنتمى إليهم ؟

  3. نحن شعب كسول يحب التنظير وإنتقاد الاشياء من حوله ولا نجتهد كثيرا فى تحسين أحوالنا.
    ننتقد الحكام والمعارضين ولا نقول أحسنت لمن أحسن
    ننتقد عدم النظافة ونرمي بالمخلفات فى قارعة الطريق.
    ننتقد عدم النظام ولا نساعد فى حفظه (أنظر أي مناسبة تستدعي وقوف الناس بإنتظام لتلقي خدمة ما او غيرها).
    التحكيم عندنا فاشل إذا أخطأ دون قصد.
    اللاعب عندنا ما نافع إذا أخفق فى مباراة.

  4. 1/ نحن أخوان مندى نحمل السلاح ومازلنا نقاتل حتى النصر بإذن الله ، قاتلنا الإنجليز والأنصار والمهديه ،
    2/ مسأله إنه برقاوى وأبيض اللون وأنه من الحلاويين ، وهم كبير ، كل من يتمتع بلون أبيض قد يكون برقاوى صليحابى ، فلاتى ، تشادى ، من تلس والتلبس بقبائل عربيه تحمل نفس اللون لتأكيد سودانيته كل ذلك موجود فى هذه البلاد
    3/ أخوات نسيبه هم اللذين ينظرون لهذا الوهم ولا يرفعون صوتاً ولا سلاحاً ، والسلاح يرفعه الرجال ، من قبل كنا حكاماً لهذه البلاد ، وسوف نصل مادمنا نحمله للعدل والمساوه ورفع الظلم من كاهل المواطن السودانى الأصيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..