فستسعد بها أخي محمد كامل «2 ــ 2»

٭ الختان لا يضمن عفة الفتاة ولا يوشح مسيرتها بالأمان، فالتربية الاصيلة هي المحك الحقيقي لسلوك الفتاة وبعدها عن ارتياد النخاطر والتهلكة والشبهات، وكلما تسلحت بالوعي والنصح والارشاد والحقيقة كان طريقها مفروشاً بمأمونية النتائج، فالكثير من الاسر تضع اعتقاداً مسلما به في دواخلها وثقافتها بأن الختان هو صون الفتاة بلا تردد، ولكنه حديث متداول فقط بمسوغات تبرير لا تخدم غرضاً دينياً ولا دنيوياً، بل هو تشوه تتعايش معه الآن اكثر من «140» مليون امرأة في العالم ينطوي على ازالة الاعضاء الخارجية للفتاة بشكل جزئي أو تام، والختان يا محمد اعتداء صارخ على كيان الطفلة العضوي والنفسي، وهو اقرب الطرق لفقدان الطفلة ثقتها بالآخرين، ففي مقابل «دفع بعض الهدايا والمال» تفقد الطفلة صحتها ويلفها الغدر وعدم الامان والاذى الجسدي والنفسي نما يخلق شعوراً وأحاسيس تتوالد فيها بكثرة الشعور بالظلم والاحباط في مستقبلها الآتي، وهو من ناحية قانونية يمثل الايذاء البدني وهتك العرض اضافة الى انه جريمة متعمدة. ولقد فند الاطباء مضاعفات الختان من ناحية طبية بأنه يسبب التسمم الدموي والتيتانوس والتهاب الكبد الوبائي خاصة اذا حدث التهاب في مكان الجرح نتيجة عدم التطهير واستعمال ادوات بدائية لايقاف النزف، وقد يمتد الالتهاب الى البطن فيؤدى الى التهابات مزمنة للغشاء البريتوني وقناة فالوب، فيقود الى العقم مستقبلاً، وكذلك من مضاعافاته التهابات بولية مزمنة نتيجة لانسداد جزئي فى المسار الطبيعي للبول.
٭ واستخدم العرب التثنية في اللغة العربية لجمع الامرين باسم احدهما على سبيل التغليب، ومثال لذلك العمران ومقصود به عمر وأبو بكر، والقمران ومقصود به الشمس والقمر، والعشاءان ومقصود به المغرب والعشاء، والأسودان وهما التمر والماء، والابوان وهما الأب والأم، وقد ورد في محكم التنزيل «وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج» فالأول نهر والثاني بحر حقيقي ولكنه اطلق البحران لتثنية البحر والنهر، وذلك لأن البحر أعظم شأناً من النهر، ومن ذلك ما رواه حديث مالك في الموطأ ومسلم في صحيحه والترمذي وابن ماجة في سننهما «اذا التقى الختانان وجب الغسل» فإن موضع الشاهد هنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم «الختانان»، اذ فيه تصريح بالموضع ختان المرأة والرجل معاً، مما قد يراه البعض حجة على مشروعية ختان الإناث، ولكن التثنية هي ما جمعت الأمرين باسم احدهما على سبيل التغليب.
٭ «دعوها تنمو سليمة» شعار يهدف الى رفع الوعي حول قيمة وجمال عدم قطع الأعضاء التناسلية للفتاة باستخدام مصطلح إيجابي وهو «سليمة» الشعار الذى يدعو الى التخلي عن ختان الإناث ونشر المعرفة بذلك.. وأدعوك أخي محمد للانضمام بقلمك إلى حملة «سليمة» فستسعد بها وتسعد بك.
٭ همسة:
غادرها في كهوف الصمت والنسيان
يضرب في الأرض رزقاً
في يده الوردة الأخيرة
وفي قلبه صورة العفو والغفران
الصحافة
شكرا”لكم يااستاذةالاجيال دعوهاسليمةلكي تحياسليمةومعافة…