الإظلام الكامل وتعريفة الصناعى … تعمد إخفاء الأسباب الحقيقية
محمد وداعة
بتاريخ 1مارس 2018م حدث لقائين بخصوص الكهرباء اولهما على شاشة سودانية 24 مع السيد مدير عام شركة الكهرباء القابضة من الساعة السادسة وحتى السادسة والنصف، واللقاء الثانى مع السيد وزير الموارد المائية والرى والكهرباء بث فى قناة الشروق من الساعة السابعة وحتى الثامنة مساء، يدور موضوعهما حول سبب الإطفاء الكامل الأخير. ذكر السيد الوزير نفس السبب الذى ذكره المدير، وهو أن كل الوحدات العاملة بالشبكة كانت قدر الأحمال بالضبط (الشبكة مستفة) وان خروج الخط الرابط من أثيوبيا والذى كان يمد الشبكة بحوالى 200 ميجاواط هو سبب الإطفاء !!!!
دعونا نترك جانبا حديث السيد الوزير فهو لا يمثل مرجعية فنية فى هذه الحالة فإن ما يصرح به فى مثل هذه المواضيع لا يتعدى أن يكون كلام سياسى لتخفيف آثار ما حدث والتملص من المسئولية المباشرة والتلميح بان ما حدث خارج نطاق الشبكة فلنتجاوزه لتناول الحديث من المسئول الفنى والذى يفترض ان يكون علميا اذا لم يجبر على خلاف ذلك، فاذا تفحصنا جيدا ماورد على لسان السيد مدير الشركة القابضة والذى كان من المفترض أن يتحلى بالدقة والعلمية البحته كما قلنا، نجد أن ما أورده السيد مدير الشركة القابضة لا ينم عن هذه الصفات المهنية ولا تسندة الوقائع ولا تاريخ ماحدث من أعطال مماثلة وربما أخطر مما حدث مؤخرا، فقد خرجت محطات توليد بأكثر من 300 ميجاواط عدة مرات وكانت الشبكة( مستفة) كما يقولون ولم يحدث اظلام كامل، علما بان الشبكة (مستفة) منذ اكثر من خمسة سنوات حسب تصريح السيد الوزير نفسة حيث ذكر ان العجز فى التوليد قد بدا قبل عام 2013م، بالرغم من خروج اكثر من 300 ميجاواط كما قلنا عدة مرات لم يؤد خروجها لإظلام كامل، فمن الناحية العلمية البحتة والمجردة من أى مزايدات جانبية، فإن ما حدث من خروج للخط الرابط لاثيوبيا وادى الى اظلام كامل هذا مجرد عرض لمرض وخلل موجود بالشبكة واذا لم يتم الأعتراف به اولا ومعالجتة ثانية فسيتكرر الإظلام عند خروج أى وحدة توليد اكثر او اقل من 200 ميجاواط واعتقد أن مدير الشركة القابضة يعلم ذلك جيدا ولا ادرى كيف أطر لما قاله وهو ربما يعلم غير ذلك، هل جاء تصريحه لإخفاء السبب الحقيقي للإظلام حسب ما يريد البعض ؟ نقول ان أهم الاسباب لما حدث هو اولا، غياب القيادة الرشيدة القادرة على وضع السياسات الكلية لقطاع الكهرباء بمهنية عالية تناسب و أهمية واستراتيجية المرفق، وثانيا، تشريد الكفاءات المقتدرة من الخبرات التى كانت تشرف على برمجة أجهزة الشبكة لتفادى ما حدث وكانت مجهوداتهم واضحة فى هذا المجال حيث حافظوا على استقرار الشبكة حتى عندما خرج توليد اكثر من 500 ميجاواط دفعة واحدة، هذه الكفاءات بعد أن تم الصرف عليها لتأهيلها قد تعرضت لمضايقات كثيرة أدت لتركهم العمل والذهاب لمواقع اخرى وجدت فيها التقدير والإشادة ويكفى أن منهم من نال شهادة المهندس المتميز لأكثر من مره منافسين فى ذلك للخبرات الأجنبية الموجودة فى تلك المواقع. أما موضوع تعريفة القطاع الصناعى والتى ذكر السيد مدير الشركة القابضة أنها قد درست عدة مرات، فهو أمر لا تسنده الوقائع ونعرف جيدا ان الكثير من المختصين والذين يفترض أن يشاركوا فى إعداد هذه التعريفة فى كل مراحلها وحتى التصديق عليها قد تفاجأوا بتطبيق التعريفة ولم يعلموا بها إلا من خلال إستفسار المواطنين لهم. وبالتغاضى عن وجود دراسة لهذه التعريفة، فلا نجد حتى منشور يحدد تفاصيلها و أبعادها، ولا يعرف الزبون ما له وما عليه فإن تسيير العمل بهذه الوزارة يتم عادة وفق تعليمات شفهية مرتجلة وعلى الآخرين التنفيذ. نقول للسيد مدير الشركة القابضة هل راعت دراستكم المزعومة للتعريفة خصوصية تعريفة القطاع الصناعى؟
الجريدة
