الشعب السودانى حدد المستوى الاحمر للتعامل مع المؤتمر الوطنى

الشعب السودانى حدد المستوى الاحمر للتعامل مع المؤتمر الوطنى

سلام عبدالله – لندن
[email protected]

فى محاولة جديدة لارهاب المواطنين و تهديدهم و صرفهم عن التعبير عن مطالبهم و حقوقهم المشروعة ، اطل علينا المؤتمر الوطنى بتصريح لاحد المسئولين فى الاجهزة الامنية مفاده بانهم قد وضعوا ثلاثة مستويات للتعامل مع المظاهرات التى يقوم بها الشعب السودانى حليا ضد الوضع الماساوى الذى اوصلنا اليه المؤتمر الوطنى . المستوى الاول هو الاصفر و يستدعى تدخل الشرطة ، المستوى الثانى هو المستوى الاصفر و يستدعى تدخل الاجهزة الامنية و المستوى المستوى الثالث و هو الاحمر و يستدعى تدخل الجيش ، و قال المصدر ان المظاهرات الآن لم تتجاوز المستوى الاصفر للتعامل معها .
لعمرى حكومة تهدد مواطنيها و ترهبهم بتدخل الجيش لسحقهم و قتلهم غير جديرة بالاحترام ، لان مهمة الجيش فى جميع الدول هو الدفاع عن الدولة من الغزو الاجنبى و ليس ليس استعماله ضد المواطنين . اليس من الاجدى و الامثل البحث عن الاسباب التى ادت الى خروج المواطنين و محاولة حلها بدل الارهاب و الترويع ، هل هذا هو فعلا المشروع الحضارى الذى بشرونا به حوالى 22 سنة و لا ذلنا فى طور البحث عنه و لا نرى آثر له على ارض السودان . هل من الاسلام ارهاب المواطن و انزاره بتدخل الجيش و الاجهزة الامنية فى حالة المطالبة بلقمة العيش و المياه و العيش بحرية و كرامة .
و اى جيش يتحدث عنه المؤتمر الوطنى اليس هو نفس الجيش الذى ينحدر افراده من صلب هذا الشعب السودانى والذى يعانى الفقر و لا يجد قوت يومه ؟ اليس هذا هو نفس الجيش الذى رفض ضرب اخوانهم فى جنوب كردفان و النيل الازرق لعدم قناعتهم بجدوى الحرب فى تللك المناطق و انتهى بهم المطاف فى سجون المؤتمر الوطنى بعد محاكمتهم ؟ و هل يعتقد المؤتمر الوطنى بان هذا الجيش سيقوم بضرب اخوانهم المتظاهرين العزل فى مدن السودان و قراها .
فليعلم المؤتمر الوطنى بان الشعب السودانى ايضا لديه ثلاثة مستويات للتعامل معه . المستوى الاصفر و هو مرحلة الحديث عن الفساد السياسى و المالى و الادارى فى اجهزة نظامه و الحديث عن المطالب الاساسية عن طريق الحديث مع بعض العقلاء و الوطنيين لمحاولة التغيير و لتحسين الاوضاع فى السوادن بصورة عامة ، و هذا المستوى قد تجاوزه الشعب السودانى من فترة بعيدة لعدم وجود عاقل او وطنى او مستمع من المؤتمر الوطنى للاستجابة لمطالبه . المستوى الثانى هو المستوى الاصفر و هو مرحلة التئبئة عن طريق الكتابة فى المواقع الالكترونية الحرة و فى الفيس بوك و تويتر و عن طريق الندوات و السمنارات و الاجتماعات و كشف حجم الفساد المالى و الادارى فى دولة المؤتمر الوطنى و خطورة الوضع فى السودان الذى ادى الى هجرة ثلث الشعب السودانى الى الخارج و انفصال جزء عزيز من هذا الوطن و استمراره قد يودى الى مزيدا من الانقسامات ، و هذا المستوى ايضا قد تم تجاوزه بواسطى الشعب السودانى . اما المستوى الثالث و الاخير فهو المستوى الاحمر الذى وصل اليه الشعب السودانى حاليا فى التعامل مع المؤتمر الوطنى الا و هو مرحلة الانتفاضة و الثورة فى وجهه هذا النظام بكافة الطرق السلمية و المسلحة و هذا المستوى و هو عبارة عن تيار جارف لا يستطيع المؤتمر الوطنى و اجهزته الامنية و العسكرية فى ايقافه مهما استخدم من اليات و اساليب ، لان كل هذا الاساليب قد استخدمها قبله الكثيرين من الحكومات الاستعمارية و الدكتاتورية فلم يفلحوا فى ايقاف الشعب السودانى من تحقيق ثوراته و انتفاضاته . و اظن ان المؤتمر الوطنى قد نسى انتفاضة ابريل و اكتوبر و الثورة المهدية و غيرها من الثورات و الانتفاضات التى اثبت فيها الشعب السودانى شجاعة نادرة و بسالة لا توجد فى اى من الدول الآخرى كما شهد آحد الضباط البريطانيين فى موقعة كررى حيث قال انه لم يرى فى حياته اشجع من هولاء على و جهه الارض .
و اخيرا على المؤتمر الوطنى و اجهزته التفكير فى الخروج من هذا المآزق الذى ادخل فيه نفسه و ادخل معه الشعب السودانى بالاستقالة و تسليم هذا البلد لحكومة وطنية انتقالية تضم كافة الوان الطيف السياسى السودانى للخروج به الى بر الامان بدلا من اساليب التهديد التى لا تجدى ولا تمنع الثورة و له فى تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن و سوريا اسوة حسنة . فان تيار التغيير و الثورة آتيا لا محالة و سوف يجرفه الى مزبلة التاريخ .