شبكات تهريب البشر ……جحيم الهجره الي المجهول(1)

مليشيا مسلحه فرضت على كل شاب انتاج خمسه كيلو غرام من الذهب مقابل اطلاق سراحه

تحقيق هارون محمد ادم

قصص وروايات مأسأويه يحكيها الناجون من عمليات الاتجار بالبشر عبر الصحراء الليبيه بعد رحله امتدت لعده ايام بين السوادن وليبيا لينتهي بهم المطاف الي فاجعه انسانيه مؤلمه عندما يصبح المهاجرون رهائن تحت رحمة عصابات الاتجار بالبشر الذين يطالبون ذوي الضحايا بدفع فديه ماليه كبيره مقابل اطلاق سراح اقربائهم حيث تضطر الاسر التي ارسلت ابناءها الي الهجره املا في تحسين اوضاعها الاقتصاديه والاجتماعيه الي بيع الممتلكات الخاصه بها من اجل تحرير ابناءها من قبضة عصابات الاتجار بالبشر التي اصبحت تصطاد ضحاياها من الشباب من خلال برنامج الهجره الي اوربا جنة الله في الارض فمعظم الضحايا في السودان يتحركون ليلا من نقاط محدده انطلاقا من منطقة سوق ليبيا بامدرمان حيث يقوم الوسطاء بتجميع الضحايا في مواقع محدده حتى يسهل نقلهم عبر الصحراء على متن سيارات رباعية الدفع بعد تسديد مبالغ ماليه تحددها عصابات تهريب البشر فالهجره غير الشرعيه بات تجد روجا كبيرا في دول العالم الثالث وسط الشباب الذي يعاني من الاحباط والبطاله وضيق فرص العمل الامر الذي جعل الهاجرون يتحركون في شكل كتل بشريه تجاه اوربا عبرمياه البحر الي ازهقت فيه الاف الارواح بسبب استخدام عصابات التهريب والاتجار بالبشر قوارب متهاله لتهريب الاشخاص الطامحين في مستقبل افضل والهاربين من جحيم الحروب الاهليه الي السواحل الاوربيه فهناك مأساة انسانيه كبيره تواجه العالم بسبب الهجرغير الشرعيه التي اصبحت تجاره رائجه وسط المجتمعات التقليديه.
استرقاق مناجم الذهب
الطاهر سعيد شاب في بدابة العشرينات من عمره كان يعمل فني لحام في مدينة ام درمان استدرجتة احدى عصابات الاتجار بالبشر ليصبح ضحيه بعد ان نقل الي ليبيا وتم احتجازه من قبل عصابات الاتجار في البشر ولم يتم اطلاق سراحه الا بعد ان دفعت اسرته فديه ماليه لاحد عملاء العصابه في السودان يقول الطاهر اثناء عملي في احدى ورش الحداده بمحلية امدرمان عرض علينا شخص انا و زملائي فرص عمل مجزيه في الحداده بمدينة بنغازي الليبيه فكرنا في الامر كمجموعه وقررنا السفر للعمل في ليبيا اكتملت اجراءات سفرنا من داخل سوق ليبيا ثم تحركنا ليلا على متن عربات ذات دفع رباعي عبر الصحراء الي ليبيا فبعد مضي عدة ايام وصلنا الي مدينة بنغازي التي تطل على السواحل الشرقيه لليبيا بالبحر الابيض المتوسط.
ويضيف الطاهر في مدينه بنغازي وجدنا انفسنا رهائن لدى عصابه مسلحه ابلغتنا علينا الاتصال بذوينا في السودان لاخطارهم بدفع فديه ماليه مقابل اطلاق سراحنا فقمنا الاتصال باسرنا الذين تلقوا تهديد من عصابات الاتجار بالبشر بان ابناءكم لم يتصلوا بكم مره اخرى اذا لم تسارعوا بتسليم الفديه في الوقت المحدد الامر الذي ادى الي ارتباك وسط الاسر التي كانت تسابق الزمن في توفير المبالغ الماليه التي طلبها الخاطفون وبالفعل دفعت اسرنا فديه ماليه مقابل كل مختطف فتم اطلاق سراحنا في مدينة بنغازي التي عدنا منها الي السودان عبر مصر بعد انتهاء ازمة الاختطاف .
يقول ابراهيم محمد انه كان برفقة اربعه اشخاص كانوا ينوون السفر الي ليبيا للبحث عن عمل فقابلو احد الاشخاص بسوق ليبيا التابع لمحلية امبده افادهم بانه على اتصال بشخص ليبي يمتلك منجم للذهب على الحدود السودانيه الليبيه يسمح للسودانيين بالعمل فيه بنسبه كبيره من الانتاج وان كل العاملين سيتم ترحيلهم مجانا الي المنجم .
ويضيف ابراهيم انهم تحركوا على متن عربات لاند كروزر رباعيه الدفع ليلا باتجاه الحدود اليبيه السودانيه فبعد رحله امتدت لثلاثه ايام وصلنا الي المنجم الذي وجدناه يخضع لحراسه مشدده من قبل احدى المليشيات الليبيه المسلحه التي تم تسليمنا لها فابلغنا المليشيا المسلحه بان كل شخص وصل المنجم عليه انتاج س خمسه كيلوغرامات من الذهب لكي يتم اطلاق سراحه ليتجه الي الجهه التي يقصدها وان كل من يرفض العمل في المنجم سيتم اطلاق النار عليه .
ويواصل ابراهيم لم امامنا خيار سوي العمل في المنجم لتحرير انفسنا فعملنا في المنجم مدة سته اشهر كامله بعدها قرر زعيم المليشا اطلاق سراحنا فخيرنا بين العوده الي السودان او نقلنا الي المدن الليبيه فقررنا العوده الي السودان فقررت المليشيا نقلنا تحت حراسه مشدده الي الحدود السودانيه ومنها عدنا الي السودان حيث عشنا نصف عام تحت تهديد السلاح والقهر والاستعباد .
جهاز شئؤن المغتربين
يقول الدكتور عثمان حسن عثمان مدير مركز السودان لدراسات الهجره والسكان السابق بجهاز شئؤن المغتربين ومدير برنامج نقل المعرفه عبر المهاجرين الحالي ان السودان اصبح بلد مصدر للهجره ومستقبل لها وبلد عبور في أن واحد فهناك تحركات كبيره للاجئين ونازحين في اقليم جنوب الصحراء بالاضافه الي وجود هجره من افريقيا واسيا باتجاه اوربا الغربيه الامر الذي يجعل الهجره شأن عالمي بامتياز ولذلك لا توجد دوله حول العالم لا تتاثر بالهجره سلبا او ايجابا مما يجعل ان معالجة قضايا الهجره غير الشرعيه لا تم الا في اطار تعاون دولي يقدم حلول عمليه لجذور الهجره غير الشرعيه.
ويضيف دكتور عثمان حسن تدفقات الهجره غير الشرعيه ستستمر باتجاه اوربا الغربيه لم يدعم المجتمع الدولي السودان فنبا وماليا لمواجهة قضايا الهجره غير الشرعيه لان الوضع الاقتصادي الحالي في السودان لا يساعد الدوله على مراقية حدودها الشاسعه التي يعبرها يوميا مئات اللاجئين من الشرق والغرب والجنوب استعدادا لركوب امواج البحر الابيض المتوسط وصولا الي دول الاتحاد الاوربي كما ان التكوين الثقافي والاجتماعي والديني المتسامح في السودان يجعل المهاجرين يستقروا مؤقتا في الاراضي السودانيه دون مضايقات ثم التوجه شمالا نحو ليبيا ومصر لاكمال رحلة العبور الي اوربا عبر البحر المتوسط لذلك المكافحه الحقيقيه للهجره غير الشرعيه لا تتحقق الاعبر التنسيق مع السودان والعمل على احداث تنميه مستدامه في دول الجنوب المصدره للهجره غير الشرعيه التي تعاني من هشاشه في الاقتصادوالبنيه الاجتماعيه بسبب الحروب والنزاعات المسلحه وعدم الاستقرار السياسي .
تهريب البشر
ويواصل دكتور عثمان هناك عمليات تهريب واتجار بالبشر تنفذها شبكات دوليه للجريمه المنظمه تتطلب مكافحتها تقنيات متطوره لضبط ومراقبه تحركات اللاجئين عبر الحدود غير متوفره حاليا لدى السودان الامر الذي يجعل عمليات المكافحه محصوره في نطاق محدود فهناك اعداد كبيره من المهاجرين قادمين من افريقيا واسيا يموتون بصوره مستمره في عرض البحر المتوسط بعد عبور الاراضي السودانيه باتجاه دول الاتحاد الاوربي كما ان مكافحة الهجره غير الشرعيه تتطلب برامج للتوعيه بمخاطر الهجره غير الشرعيه والعمل على رفع قدرات الاجهزه الامنيه والشرطيه للتعامل مع قضايا الهجره والاتجار بالبشر فشبكات الاتجار بالبشر تزود المهاجرين بمعلومات خاطئه عن الهجره وتقوم بنقلهم من بلدانهم الاصليه الي بلدان اخرى ثم تقوم باستغلالهم قسريا في بيع الاعضاء البشرعيه والدعاره والسخره نسبة لوجودهم في بلدان اخرى بصوره غير شرعيه فالبرغم من ان السودان شرع قوانيين صارمه في مواجهة الاتجار بالبشر منذعام 2009م الا ان عمليات الاتجار بالبشر لم توقف نسبة لمحدودية امكانات الدوله في مواجهة الظاهره التي اصبحت عالمية.
يقول دكتور عثمان حسن ان هناك زياده كبيره في اعداد السودانيين المهاجرين للخارج منذ عام 2012 م غالبيتهم من الكفاءات المهنيه المتخصصه الامر الذي بات يهدد الرصيد المعرفي بمؤسسات الخدمه المدنيه والتعليم العالي ولذلك لابد من تنظيم هجرة الاطباء واساتذة الجامعات بصوره راشدهتدعم الاقتصاد الوطني وفق الحقوق الوارده في اعلان حقوق الانسان الدولي فالسودان بدأ حاليا في وضع سياسات وطنيه لتنظيم هجرة الكفاءات والهجره الوافده عبر المجلس الاعلى للهجره وجهاز تنظيم شئؤن السودانيين العاملين بالخارج فالمفوضيه الساميه لشئؤن اللاجئين تقدر عدد اللاجئين في السودان بحوالي(669372) لاجئ داخل المعسكرات غالبيتهم ليس لهم مهارات مهنيه اوفنيه او اكاديميه تستفيد منها الدوله .
احصائيات وزارة العمل
تفيد احصائيات وزارة العمل ان ان هناك حوالي (402320) مهاجر سوداني من بينهم اطباء واساتذة جامعات واداريون وفنيون مهره غادروا السودان للعمل بالخارج فيم هناك حوالي (25536) عامل اجني متواجد داخل البلاد منهم (2590 ) عمال منازل .
وزارة الداخليه
وزارة الداخليه اعدت دراسه لخصت فيها الاسباب الدافعه للهجره في عدم الاستقرار السياسي في منطقة القرن الافريقي وزيادة النمو السكاني وتفشي البطاله بجانب الرغبه في تحسين الاوضاع الاقتصاديه من خلال اللجؤالي دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحده الامريكيه وكندا كما حصرت الدراسه العوامل الجاذبه للهجره غير المشروعه الي السودان في سهولة اختراق الحدود السودانيه مع دول الجواربسبب عدم توفر التقنيات المتطوره لمراقبة الحدود وسهولة حصول مواطني بعض جنسيات دول القرن الافريقي على صفة لاجئ في اوربا
وذكرت الدراسه ان غالبية اللاجئين يدخلون السودان عن طريق شبكات تهريب البشر حيث يتعرض الللاجئون الي عمليات الاتجار بالبشر عن طريق الاستغلال والاكراه والتخويف من اجل استمرار العلاقه بين المجرم والضحيه.
واوردت الدراسه تحديات تواجه السودان في التصدي للهجره غير الشرعيه منها صعوبة مراقبة الحدود الشاسعه وعدم قيام ضحايا الاتجار بالبشر عن العصابات خوفا ردة الفعل كما ذكرت الدراسه ان هناك تدابير عمليه اتخذتها الشرطه لمواجهة عصابات الاتجار بالبشر منها انشاء وحدة مكافحة الاتجار بالبشر وتطوير قدرات ادارة مراقبة الاجانب التابعه لدائرة شئؤن الاجانب بالجوازات وتكوين لجان لضبط الوجود الاجنبي واصدار قانون مكافحة الاتجار بالبشر على المستوى الاقليمي والدولي .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السودانيون يباعون بالكيلو والحكومة لا يرمش لها طرف أو تتحرك لإنقاذهم ،،، الاعلام المصري يولع الدنيا لأجل شاب قتل في ايطاليا أو مجموعة محتجزة في ليبيا ،،، و نحن كأن الأمر لا يعنينا ،،،فقط يتحدثون عن السودانيين الذين قتلوا في مصر وذلك حتى يضغطوا عليها لأجل عيون التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ،،، بئس الرجال أنتم.

  2. السودانيون يباعون بالكيلو والحكومة لا يرمش لها طرف أو تتحرك لإنقاذهم ،،، الاعلام المصري يولع الدنيا لأجل شاب قتل في ايطاليا أو مجموعة محتجزة في ليبيا ،،، و نحن كأن الأمر لا يعنينا ،،،فقط يتحدثون عن السودانيين الذين قتلوا في مصر وذلك حتى يضغطوا عليها لأجل عيون التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ،،، بئس الرجال أنتم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..