من يبع نفسه رخيصاً ..!

أنفاس العمر مهما كانت طويلة ولاهثة مُنكبة في طريق الحياة فهي أقصر من خطوات الأحلام !
نغادر الدنيا أياً كان مقدار أعمارنا ونترك خلفنا تلك الخطوات ليلتقطها من بعدنا من الأبناء والبنات أو تلاميذ أو أتباع فيواصلون مشوار السير عليها حافراً على حافر متى ما تركنا فيها ملامح القدوة الحسنة ، هذا إذا ما ربيناهم على المثل القويم ، فيمشون خطاهم ويتركوا أثرها الطيب هم ايضاً لمن بعدهم وهكذا تقوم الحياة المثالية في الأوطان كعودٍ لا ينثني بفعل الرياح أو نزوات الإنحراف فتجعل ظله معوجاً كنتاج طبيعي على إمتداد مساحة تمدده !
هي خطىً مشيناها ومن كتبت عليه خطى ً مشاها !
هكذا عنون مذكراته بهذه العبارة أحد الذين باعوا النفس رخيصة لأهواء من إعتبروه مغفلاً نافعا لهم وليس نافعاً بالطبع لنفسه المباعة رخيصة ، وحينما إنتهت مهمته ركلوه حتى مات وحيداً ولم يترك من أثر لتلك الخطُى الباهتة إلأ ما يقتدي السير عليه ضعفاء النفوس على شاكلته و المنحرفون عن سوية الطريق !
لا نود نبش القبور والعياذ بالله ، لكنها فقط رسالة وتذكرة نوجهها لمن تبقى فيهم بصيص رمق حياة ممن باعوا غاليها الذي كرمه الله بالرخيص ، وحينما أتت ساعة ركلهم باتوا يبحثون في مستودع القاذورات التي شاركوا في تخزينها خيانة لأنفسهم و ايذاءاً للأمة وهاهم ينشرون غسيلاً لطالما دمدموه خلف خزائن الضمير الصدئة حينما كانوا يحابون الخصوم من وراء ابتسامة النفاق بل والخوف ممن يسندهم لاإكراماً لعينه كما زعموا .. فأين كان كل ذلك في ذروة الصراع الذي جاءوا بعده بزمان طويل ليدعوا خوارق بطولاتهم تلك صراعاً مع الذين كانوا معينين دستورياً بدرجة مدير ولكنهم ينطلقون في سكة المشروع بماكينة تسبق التي يتحرك بها الوزير نحو القصر ببنزين التعالي وهدير القرابة !
جئتم متأخرين لتقولوا كنا وكنا ، فكلكم شركاء في بيع الوطن مهما تقازفتم بسهام الخوف وروث الإتهامات عند إقتراب لحظة الحساب وقبلها ، وها انتم تباعون باقل من الثمن الذي إشتروكم به في سوق الخيانة ، !
فمن يبع نفسه رخيصاً في مزاد الصباح عند فورة الطلب وهو قطع أخضر يا سادتي لا يتوقع أن يستعيدها غالية رابحة حينما يبيعه من إشتراه تالفاً في سوق العصر بكوار الكوم في لحظ البوار والكساد وعند الغسق الأخير من سوقه الأيل للإنفضاض ..!
جزاك الله خيراً كتبت كعادتك فابدعت.
برقاوي: وها انتم تباعون باقل من الثمن الذي إشتروكم به في سوق الخيانة
نعم، اختصرت وأصدقت القول بهذه الفقرة المُفرحة فحواها الرّائعة
يا ويلهم من أيّام سود تنتظرهم وسعير يتشوّق إلي لقائهم واحتضانهم
نزعوا الرحمة وروح العفو وكلّ الجماليات من قلوب الشباب والكبار الدّامية
كتبوا نهايتهم المأساة بأنفسهم ، فلا أحد سوف يقدر على كبح عواصف وسيول الشباب الهادرة
لم أحمل حقدا في حياتي الطويلة ، لكنّي اليوم أتوق لأن أتشفى فيهم ولو بالنظر فقط
مبدع يابرقاوى ، وجزاءك الله خير
مبدع يابرقاوى ، وجزاءك الله خير
امثال هؤلاء هم الداخلون الي كهوف خفافيش الظلام مصاصة الدماء و هي في ابشع حالاتها.
فتجيء نهاياتهم بئيسة تعيسة تفوح من اجسادهم نتانة هذه الكهوف .