زيارة البشير إلي روسيا هل هي الضربة القاضية

أن مقطع الفيديو الذي نشرته القناة الروسية الأولي RT والتي توالت فيما بعد علي نشره القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية العالمية هذا المقطع ليس مفبركا كما يقول أحمد بلال الناطق الرسمي لحكمهم، وأحسب أن هذه القنوات والمؤسسات الكبري التي توالت علي نشره مثل الفوكس نيوز، صحيفة نيويورك تايمز وغيرهم، هذه المؤسسات المحترمة لا تنشر أحاديث مفبركة لأنها تحترم رسالتها وسمعتها الإعلامية ولأنها تعلم مدي كلفة نشر الأخبار التي ليست لها مصادر ولذلك فإن محاولة بلال إيجاد مخرج للمازق الذي وضعهم فيه البشير هذا في حد ذاته يوضح حجم الورطة التي يعيشونها.

صحيح مثل هذه اللقاءات لا يصرح بها إلي وسائل الإعلام وتظل حبيسة الغرف المغلقة ولكن طالما هذا قد حدث فعليكم بالبحث لماذا تم نشر هذا المقطع من قبل الإعلام الروسي الرسمي؟ هل روسيا لم تحفل بضيفها وارادت إحراجه مع حلفاءه؟ ولماذا لم يطلب البشير لأن تكون محادثاته سرية لا يجب أن تذهب إلي الإعلام فلأنه اذا طلب ذلك لما نشر له شيئا،ً مما يبرهن أن البشير ذات نفسه أراد إطلاق هذه التصريحات علنا كرسائل موجهة إلي حلفائه في المقام الأول والي الولايات المتحدة ثانياً، البشير كشف عن نواياه تلك في لقاءه الصحفي قبل مغادرته روسيا بساعات والذي بدأ فيه واضحا أنه قد بدأ يتخلي عن حلفه العربي الإقليمي وبدأ يتجه مجدداً صوب إيران وحلفائها بالمنطقة وإلا لماذا كل ذلك الغزل عن إيران بينما في الواقع يقف في المقابل ضدها بل أرسل جيوشه لمحاربتها في اليمن؟ البشير ربما وصله جهرا أو سرا أنه غير مرغوب به إقليميا وغير مرغوب به دولياً كونه مجرم حرب مطلوب مثوله لدي العدالة الدولية وأعتقد ما أغضبه أكثر تجاهل الأمريكان له وعدم الإعتراف به رغم ما فعله وما قدمه من تنازلات بدءا بفصل الجنوب والتخلي عن حلفائه السابقين مثل إيران ورغم كل ذلك أمريكا لم تضع له شأنا وحتي رفع العقوبات لم تأتي له بما يشتهي وشكوته بأن المصارف الأمريكية والإقليمية لازالت تحجم عن التعامل معهم وأنها لم تتلقى الأوامر برفع الحظر عن السودان مثلما تلقته ساعة فرض الحظر عليهم. أيضآ زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي الأخيرة الذي لم يلتقيه دليل آخر علي أن أمريكا لازالت في موقفها القديم والرافض للتعامل معه.

البشير يطالب بالحماية لنفسه كما ظل يفعل دوما طيلة وجوده بالسلطة بعد صدور قرار الجنائية حماية لشخصه لا دولته وقد ظهر في حديثه أنه مغرما بالنموذج الدموي السوري، نموذج بشار الأسد الذي تدعمه إيران وسوريا، بشار اثر أن يبيد ويشرد شعبه ويحطم دولته حماية لنفسه هذا هو النموذج الذي يرغب به البشير ويعتبره ناجحا! ويريد أن يحزو حزوه فهو ينوي بداية فاصل جديد مستندا بظهره علي الترسانة الروسية فلن يستمر تعامله مع التحالف الخليجي وسيعلن خروجه عنه قريبا هذا إذا لم يسدد له التحالف ضربة استباقية فيطالب بالتنحي لصالح أحد الجنرالات أسوة لما حدث مطلع الأسبوع لرفيقه الدكتاتور موغابي وحقيقة نحن نعيش هذه الأيام الربيع الأفريقي فالسقوط الزمبابوي لن يكون الأخير هذه الأيام، لأن الأجواء الداخلية أصلا مشحونة بالحالة الإقتصادية السيئة والشعب يعاني جراء تفاقم المعيشة وارتفاع أسعار السلع وفقدان الجنيه لقيمته في الوقت الذي لم يطرأ زيادة في مستوي الأجور للطبقة الوسطى مما يعني أن الشعب يغلي وغير مستبعد نزوله الشارع في أي لحظه خصوصًا إذا علم أن تحركه سيجد المباركة والسند الإقليمي والدولي.

البشير يريد أن يلعب بالبيضة والحجر فهو يعيش حالة من التناقضات والتوهان، تناقضات لا شك ستورده إلي الهلاك لا محالة طال الزمن أم قصر، يستحيل أن تجمع بين السعودية وإيران، الشيعة والسنة، مصر وقطر، روسيا وامريكا، السعودية وقطر، قطر والإمارات هؤلاء لن يجتمعوا إلا في ذهن البشير فلن يستطيع أن يضحك عليهم جميعاً، فهو يبحث عن قارب للنجاة ولكن أعتقد قد انتهي الدرس والتاريخ يعيد نفسه فأن محطة روسيا هي كمحطة أمريكا في مارس ١٩٨٥ عندما زارها النميري وترك وراءه الشعب يغلي من الضائقة المعيشية فما أشبه الليلة بالبارحة!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..