الاستاذ شوقي بدري واحداث بيت الضيافة

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ شوقي بدري واحداث بيت الضيافة
هاشم عثمان ابورنات
[email protected]
الاخ شوقي واحداث بيت الضيافة
هاشم ابورنات
الاخ شوقي بدري تحدث عن في مقالاته السلسة عن احداث انقلاب هاشم العطا وتورط البعض في الاغتيالات التي حدثت بين الجانبين ?منفذوا الانقلاب وومنفذوا الانقلاب المضاد اي بما يعرف باحداث يوليو 1971.
ذكر شوقي انه التقى ببعض العسكريين ولكنهم لم يقدموا افادات كاملة او واضحة عن تلك الاحداث وانا اقول له ان معظم افراد القوات المسلحة كانوا مشغولين بالمعارك في الجنوب والذين حضروا هذه الاحداث ,بعضهم لا يود الخوض فيها واخرين يفسرونها من منطلقات شتى.
ورغم انني لم اك حاضرا لهذه الاحداث لاني كنت حينذاك اعمل بجنوب السودان الا انني اتفق معك انه لايمكن لحزب في قامة الحزب الشيوعي السوداني الذي لم يشتهر بدمويته ?لايمكن له ? ان ينهي تاريخه بمذبحة كمذبحة بيت الضيافة واغلب الظن انها حدثت من ضابط متوسط الرتبة وليس من مجلس الثورة الذي كان يقوده هاشم العطا لان هاشم كان مشهورا عنه بأنه رجل رقيق ومثقف ودرجة اطلاعه واسعة و لايميل الى العنف والدليل على ذلك طابع الانقلاب الذي قام به ولم ترق فيه قطرة دم واحدة بل واختار له زمن لايمكن ان تحدث فيه مواجهات وهو الثالثة عصرا وكان هذا اول انقلاب يستعمل عامل المفاجأة في العالم بهذه الطريقة . ولكن السرعة التي تم بها هذا الانقلاب ونهايته السريعة ايضا ,جعل للحدث روايات عدة تناقض بعضها البعض وكل رواية تصب في مصلحة سياسية معينة او في مصلحة شخصية وحتى المصالح الشخصية تم تداولها لاضفاء بطولات على الجانبين مما اضاع الحقيقة لقلة التوثيق الرسمي وسرعة الحدث وضلوع منفذين ليسوا كلهم من الحزب الشيوعي بل هم سودانيون تجمعهم الروابط الاخوية وروابط زمالة الحروب ?وهي رابطة قوية جدا ? وتجمعهم روابط الانتماء الحزبي والقبلي والترابط الاجتماعي والنظرة الحماسية للسودان. هذه الروابط نشأت من قوة مجتمعنا القبلي والرعوي .
وعن موقف الملازم محمد العماس فهو من الدفعة العشرون بالقوات المسلحة وقد تقلد كأس احسن رياضي عندما تخرج من الكلية الحربية ولست اعلم تماما انتمائه السياسي ولكن الثابت انه احد الضباط الذين نفذوا انقلاب هاشم العطا ولقد كلف بحراسة المعتقلين بمباني جهاز الامن القومي بينما كان اخرون مكلفين بحراسة الضباط الموجودين بمبنى قصر الضيافة . وفي اليوم الثالث وعندما بدأت الاحداث تتلاحق وارهاصات فشل الانقلاب تلوح في الافق وبدأ الرصاص يلعلع رن جرس التلفون وحكى لي احد الضباط الذين حضروا الحدث ان العماس جاء الى المعتقلين وقال لهم:-
-الليلة اليوم ده!!! الواحد يشرب ما يروى…. ثم شرح لهم انه قد وصلته تعليمات بقتل جميع الموجودين في المعتقل ولكنه لن ينفذ الامر
ثم جلس ساكنا في صمت مطبق من الجميع حتى ثبت ان الانقلاب قد فشل ثم وبكل رباطة جأش جمع جنوده وامرهم بالقاء السلاح الى الارض وتقدم نحو اقدم ضابط من المعتقلين وادى له التحية العسكرية وسلمه مسدسه وقال له
-مبروك سيادتك لقد انتصرتم علينا
ولم يهرب العماس ولم يقتل انسانا بل سلم نفسه وتم اعتقاله وتقدم الضباط الذين كانوا معتقلين للشهادة لصالحه وانقذوه من الاعدام وكل ما تم هو رفته من الخدمة .
لذلك نقول ان امر التصفية قد صدر ولكن في وسط تلك الفوضى لانعلم من هو الذي اصدر الامر ولكننا نرجح انه ربما كان رتبة وسطيه ولانظن ان قيادة مجلس ثورة هاشم العطا كانت في وقتها في موقف يسمح لها ان تتخذ اي قرار نسبة لتسارع الاحداث بدءا من اختطاف الطائرة التي تقل اعضاء مجلس الثورة الجديد وانزالها بليبيا حسب اوامر معمر القذافي والتي كانت تقل المرحوم بابكر النور وفاروق عثمان حمد اللة (وليس حمدنا الله)
لقد كانت هزة يوليو 1971 هزة قوية وسط طبقة المثقفين والذين اندفعوا في حماس لتأييد هاشم العطا وانقلابه وصدموا في الايام التي تليه بفشل الانقلاب بينما سالت دماء كثيرة من الجانبين وبالتالي تأرجحت التفاسير ما بين المصالح والخوف والمواقف الشجاعة. وكان من نتاج هذه الهزة ان المحاولات التي اتت بعدها كلها كانت تفشل او تموت لان الكل اصبح لايريد (توريط نفسه ). ولقد كنا نأمل ان يتم توثيق هذه الاحداث من مصدر نشط ولكن كما ذكر الاخ شوقي فان الكثيرين اثروا الصمت وتمنيت لو كان الجميع مثل العقيد صديق عبد العزيز الذي يعد كتابا عن احداث اعدامات الشجرة بعد فشل الانقلاب وهو شاهد عيان لما جرى.
واذا ما عدنا الى اسباب فشل انقلاب هاشم العطا فاني اركز على نقطتين :-
النقطة الاولى هي ان هاشم العطا ومجلسه قد ارتكبوا خطأ كبيرا وهو انهم عندما تولوا السلطة قسموا الوحدات الرئيسية التي تتولى حماية مايو الى قسمين موالي وغير موالي وبالتالي مثلا في سلاح المدرعات اعتبروا اللواء الثاني غير موالي واعتبروا اللواء الاول موال لهم فقاموا بتمكين اللواء الثاني بينما نزعوا ابر المدافع من الدبابات والمدرعات (عندما تنزع ابرة المدفع فأنه لايعمل) وحدث شبه تسريح لقوات اللواء الثاني والذي كان مدربا تدريبا جيدا وبه صف ضباط قدامي بينما معظم قوات اللواء الاول هم من المستجدين عديمي الخبرة .
قبع صف وجنود اللواء الثاني خارج سور المدرعات في المقاهي المواجهة للمدرعات وطفقوا يضعون الخطط للعودة وبمساعدة بعض زملائهم من كتيبة المشاة الميكانيكي نفذوا الخطة وكان معهم بعض الضباط صغار الرتب .
الخطأ الثاني ان هاشم العطا دبج خطابه الافتتاحي بعبارات توحي ان خط الانقلاب هو الخط الشيوعي .والشيوعيين في السودان ?رغم دقة تنظيمهم ونشاطهم السياسي الفعال ? كانت تدور حولهم تهم مرتبطة بعدم ايمانهم بالدين ومما زاد الامر سوءا انه قد خرجت مسيرات مؤيدة لهاشم العطا وتحمل الاعلام الحمراء وتهتف بشعارات تنم عن التوجه يسارا بينما سبقتها دعايات في وسط الموظفين والعمال في صباح نفس اليوم واستغل الذين يودون ان يظهروا كيساريين ?استغلوا- الموقف وبدأوا يهددون من لايخرج للمظاهرة ويكتبون اسماء الذين يجب تطهيرهم من الخدمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرحم الجميع ويرحمنا معهم
"النقطة الاولى هي ان هاشم العطا ومجلسه قد ارتكبوا خطأ كبيرا وهو انهم عندما تولوا السلطة قسموا الوحدات الرئيسية التي تتولى حماية مايو الى قسمين موالي وغير موالي وبالتالي مثلا في سلاح المدرعات اعتبروا اللواء الثاني غير موالي واعتبروا اللواء الاول موال لهم فقاموا بتمكين اللواء الثاني بينما نزعوا ابر المدافع من الدبابات والمدرعات (عندما تنزع ابرة المدفع فأنه لايعمل) وحدث شبه تسريح لقوات اللواء الثاني والذي كان مدربا تدريبا جيدا وبه صف ضباط قدامي بينما معظم قوات اللواء الاول هم من المستجدين عديمي الخبرة .
قبع صف وجنود اللواء الثاني خارج سور المدرعات في المقاهي المواجهة للمدرعات وطفقوا يضعون الخطط للعودة وبمساعدة بعض زملائهم من كتيبة المشاة الميكانيكي نفذوا الخطة وكان معهم بعض الضباط صغار الرتب ."
عندما قرأت مقال شوقي أردت أن أثير هذه النقطة بالذات لكني تكاسلت
( الفايدة شنو يعني ..؟؟) لكن عندما قرأتها عندك أود هنا أن أؤكد عليها .
إذ جمعتني الصدفة المحضة في ميز الضباط (بشندي) بأحد الجنود الذين تمت
ترقيتهم الى رتبة ملازم اول ضباط بعد نجاح عودة النميري .كان رجلا هادئا
وهو يحكي روايته. كان من ضمن اللواء الذي تم إستبعاده (وهو نفس اللواء الذي
نفذ إنقلاب 25 مايو ..) . حكى كيف أنهم دبروا فيما بينهم كيف يخدعموا
عبد المنعم (قائد سلاح المدرعات).
(انحنا برضو بنأيد الإنقلاب ليه تعاملونا كده ليه؟، مش زي اللواء التاني …الخ)
وعبد المنعم كان راجل طيب .. صدق روايتهم وامر بإرجاع الإبر ليهم .
يعني الموضوع مش موضوع مصريين وتدخل خارجي …. والعهدة على الراوي.
والراجل (عبد المنعم) مشى من التعب والسهر يرتاح ينوم نومة قيلولة.
الجماعة هناك ما صدقوا ركبوا الدبابات وجهزوها … وبداوا الضرب ..
إعتقلوا عبد المنعم وكان نائما بدون ملابسه العسكرية …!!!
لا زلت أتذكر شكل الراوي (بعد 40 سنة تقريبا )
قيل بأنه لم ينجح في إمتحانات الترقية لنقيب نسبة لضعف تأهيله الأكاديمي
أرجو أن يحكي لنا المحققون من العسكريين الروايات الصحيحة ..
الكل يطلبها …
من يريد أن يلوم الشيوعيين اليوم على 19 يوليو فسوف يجد من يؤيده
حتى من بين أعضاء اللجنة المركزية للحزب .
المهم روايات حقيقية للتاريخ
سيادة العقيد / ابورنات
مجزرة قصر الضيافة قامت بها عناصر الحزب الشيوعى الانقلابية ربما بدون علم القائد هاشم العطا ( المعروف ان انقلاب 19 ىوليو تم بغير موافقة الاستاذ / عبد الخالق محجوب السكرتير العام وبقية المدنيين وانفرد به الجناح العسكرى ) فعساكر الحزب الشيوعى هم من قام بأعتقال الشهداء وهم من كانوا يحرسونهم ثم قاما بتصفيتهم بعد فشل الانقلاب فاى محاولة لتحميل مسئولية المجزرة لطرف آخر مثل جماعة الرئيس نميرى اوضباط الصف الوطنيين هى تزوير للتاريخ.
نترحم على الشهداء والدرس الرئيسى من هذه الحادثة هى احتكام الاحزاب للآلية السياسية بدلا عن السلاح.