فن قراءة المقالات وكتابة التعليقات ..

فن قراءة المقالات وكتابة التعليقات ..
سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]
حكمة بالغة ان يبدأ الله عز وجل كلامه بأمر ويقسم باللأداة التي تستخدم لإنتاج الرسم الذي يحققه. ليست هي صدفة إنما إعجاز وإبداع. مع سيل الكتابات الغزيرة والزخم الإعلامي وتمدده إلكترونيا كثرت المقالات وذللت المشاركات. لذا هناك موهبة يجب أن تتعلمها إن كنت مواظب على القراءة ألا وهي فن جني ثمار المطالعات والمساهمة في قلب الحصاد. دعني أنقل إليك بعض النقاط التي جمعتها من بعض المصادر وحسب الخبرة:
– في نهاية كل مقال لابد من ورودك إلى المحصلة النهائية والفكرة أوالهدف الذي سطره الكاتب، حتي وان لم يكن هناك هدف يجب أن تتوصل لنتيجة. حتي نتيجة رأس الحربة أي كلام أو عليك أن تشك في حارس المرمى، ربما لا يعرف الهدف من سبحان الله.
– إذا كنت قارئا نمطيا لا تحول الكاتب إلى كاتب نمطى، كلما اجتهدت فى تصنيف الكاتب والإبقاء عليه فى حدود زاوية ما لا يجب أن يغادرها فأنت تخسره بالتدريج، امنحه دائما خط رجعة. الأشياء لا تبدوا كما هي أحيانا. النفاق ليس كما يبدو لك دائما. الثورية أيضا ليست كما تبدو لك دائما. إذا أعجبت أو لم يعجبك كاتب إقرأ بعض إرشيفه لتتبين لك ما هي تفاصيله. فلا يجب أن ينافقك الكاتب ليرضي توقعاتك. الاهم أن يكون الكاتب أمينا مع نفسه أولا ومن ثم معك.
– لا تجعل حرصك على قراءة الكاتب يشغلك عن قراءة المقال أصلا. لا تقتطع من سياق المقال لتحكم على الكاتب وتدينه عن عمد في شيئ لم يقله، السياق هو المقال كله أو الكاتب كله.
– لا تأخذ الأمور على محمل شخصى، قد يكون لديك ثوابتك التى تعتز بها لكنها ليست فرضا على الجميع، فإذا ما اقترب الكاتب من ثوابتك ممسكا بمعول ليفحص ما تحتها ويكشف بعض العور فلا تعتبرها إهانة لك. عليك إحترام الآخر والرد في حدود الذوق اللائق.
– في تعليقك، لا تتقول على كاتب المقال ما لم يقله، ولا تحور الموضوع فينفض الجميع للقضايا الإنصرافية.
– لا تتوقع من الكاتب دائما أن يطرح حلولا للمشكلة التى يناقشها، مهمة الكاتب الأولى أن يفكك الأفكار المتشابكة والمحيرة فتصبح أكثر وضوحا و أن يسلط الضوء على ما يراه هو مشكلة فيلفت إنتباهك ويفتح عقلك وينشط ذاكرتك للتفاعل معها. الكاتب يفكر معك بصوت عال ويحدِث ما يشبه العصف الذهنى الذى يفيد الطرفين. فما عليك هو ان تفكر وتفكر. أي انه يشخِّص المرض، والتشخيص نصف العلاج، أما صرف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية فهو مهمة المتخصصين، أو من يمسهم العصب الحي للموضوع، كالمسؤولين، والمجتمع، والشعب، والزعماء وقادة الفكر. وإن أدلى الكاتب بحل فهو خير وبركة.
– لا تعامل المقال معاملة تصحيح الواجب. .. يقول الشاعر:
قلت له هناك سمك يُخرِج نارا
فقال كاذب فالماء يطفيه
قلت له هذا كلامى فَخُذْه أو خلّيه.
– حاول أن يكون تعليقك مفيدا ومميزا وجذابا ومختصرا قدر الإمكان سيما إذا كان المقال طويلا، لتكن من المغردين الأفذاذ.
– وأهم نقطة هي عليك دائما أن تجيد قراءة وإكمال ما بين السطور. فهناك فراغات لا بد من وضعها عن عمد، احتراما لعقلك لا عن عجز مهنى.
وفوق هذا لا بد ان يكون عقلك حرا غير مكبل بأي قيود ليكون تفكيرك ليس لديه حدود فتكون من المبدعين في هذا الفن الذي يتعلم به الإنسان ما لم يعلم كي يصل للحقيقة ويسود الوعي الكامن.
كلام جميل ومفيد شكرا أستاذ سيف الحق
شكراً لك أخي سيف الحق جعل الله لك نصيباً من اسمك .
كلام علمى نحن فى امس الحاجة اليه ، لك كل التقدير
كلامك صحيح .. ولكننا قد نعرف ماهى ( المشكلة ) ونود من الكاتب أن ينير لنا زواياها المظلمة التى قد يراها أوضح مننا لوقوفه فى المكان الصحيح .. صحيح ليس فى يده ( الحل ) ولكن إن إقترح لنا حلا -مثلماذكرت – فهو خير وبركة وإن لم يفعل فلسوف يكملها له ( المعلقين ) فى هذا العصر ( الأليكترونى ) بسرعة ففيهم من هو (أكبر ) منه عمرا وبالتالى أكثر تجربة ومنهم من هو ( أعلم ) من الكاتب فيما يخص (المشكلة ) وفيهم من ( متخصص ) فى حل المشكلة ..!
نفسي في داخلك أعاين