عادل سمعان :- هذا ماحدث بكل صدق ، في مكتب الوزير السماني الوسيلة السماني

بون: اخلاص نمر
** جولة داخل حي ( با دقوداسبيرج )في مدينة بون ، كانت كفيلة بلقاء عدد من السودانيين الذين يعملون في بون وضواحيها ، جلست الى بعضهم في دردشة عجلى ، طفت فيها معهم داخل بون والخرطوم ، وكان اللقاء الاول مع الاستاذ عادل سمعان ، القادم اليها بعد اكثر من محطة ، مسقط رأسه مدينة ودمدني ، التي غادرها لمدينة القضارف لمواصلة الدراسة، ثم بعدها الى الجماهيرية الليبية ، ليهجرها بعد خمسة اعوام للوصول الى المانيا ،ويسرد عادل رحلته الى المانيا قائلا :-
رغم ترحالي وطول المسافه بيني ووطني ، الا انني احمل السودان في اعماق قلبي ، خاصة وان جدي سمعان يونان من مؤسسي السكك الحديدية في السودان ، كذلك جدي مرزوق روس ، الذي جاء واستقر في عطبرة
** ابتدرت السؤال للاستاذ عادل ، حدثني اولا عن تجربتك في الجماهيرية الليبية ؟؟
في الجماهيرية عملت في مجال النقل وفي ركات الطلرق والكباري ، وبنيت علاقات جيدة مع الاخوة الالمان من داخل ليبيا عندما كانوا يفدون اليها ، وهنا جاء سؤالي هذا يعني ان تجربة الجماهيرية كانت بداية لدخول المانيا ؟؟نعم ، فلقد كان لعملي في شركة المانية في الجماهيرية مفتاح الدخول الى المانيا ، بجانب معرفتي القليل من الكلمات الالمانية، اذ وجه الي مجموعة من الاخوة الالمان الدعوة لزيارة المانيا ، فوجدتها سانحةللزيارة، وكان عمي انذاك يعمل في المانيا ، وفيها التحقت بمعهد جوته ودرست اللغة الالمانية ، وتعرفت على ام اولادي وتزوجتها بعد ثلاثة اشهر فقط .
** اختلاف البيئة والثقافة ألم يقف حاجزا دون الزواج ؟؟
ابدا تم الزواج بسرعة وقد اصرت الوالدة عليه بشدة (بي حليفتا لازم تعرس قبل اموت )، في ذلك الوقت كنت اعمل في بناء السطوح من الطوب الفخاري او الحجر الجبلي ، ووالله انه عمل شاق جدا في طقس ( مامتعودين عليهو )، انتقلت بعده للعمل في السفارة القطرية اذ كنت المسوؤل الطبي فيها لاكثر من عامين توطدت علاقاتي بالاخوة العرب لكني تركت العمل لعمل اخر.
** حدثنا عن المجتمع الالماني ؟
مجتمع ممتاز ومريح ، لمن يفهم اللغة والالمان شعب مثقف وراقي ومنضبط ، يفخر بثقافته وفنه وعلمه ومعارفه..
**ماذا اضاف لك العمل في السفارة القطرية ؟؟
اضاف الكثير اذ ولجت الى المجتمعات العربية من خلال الاشقاء من دولة قط ، وكونت صداقات واسعه وممتدة حتى يومنا هذا من مختلف الدول العربية ، لكن للاسف تركت العمل واتجهت لمجال الترجمة فاردفت بسؤال ، لماذا؟؟
** وجدت نفسي تماما في الترجمة ، فتمسكت بها والان اعمل مترجم في عدد من الشركات الالمانية، خاصة التي تود ان طرق ابواب عمل في البلاد العربية، حيث نجتهد في خلق توأمة بين الشركات العربية والالمانية، ولم انسى الخرطوم التي فتحت معها ( خط) للشركات الالمانية ولكن لم يكتب لها النجاح …
* لماذا ؟؟؟
بصراحة ودقة شديدة ، هنالك حدث جعلني اقول ذلك ، لقد ذهبنا للخرطوم في معية شركة نقل المانية لتاهيل السكك الحديدية ، وفابلنا الوزير حينها السماني الوسيلة السماني ، وهنا اصر احد المهندسين ، في معية الوزير على استلام ( مقدم) وهنا كان الاختلاف ، اذ رفضت السشركة ذلك وتكون لديها ان هناك ( شىء غير مضبوط ) في الحديث والاتفاق رغم رسميته ، ذات المهندس الموجود انذاك بالوزارة تجاهل وجودي ،وبدا في مراسلة الشركة الالمانية من وراء ظهري ،وهذا ماعجل بالنهاية ،اذ ايقنت الشركة الالمانية انه لامجال للعمل، وهناك من يتحدث عن مقدم وعمولة قبل بدء العمل ……
ودعت عادل الذي اكمل اليوم عامه الثاني والاربعين بدولة المانيا متنقلا بين بون وبرلين بعد اللقاء القصير ، وكانت محطتي الثانية مع الاستاذ عاطف حسن ابراهيم الذي يعمل في مجال العقارات ، الامر الذي خلق له قاعدة واسعة من الاصدقاء ، والمعارف من كل الدول العربية والافريقية ، كان سؤالي الاول للاخ عاطف متى وصلت المانيا ؟؟
**وصلتها عام 2001 من المملكة العربيه السعودية لزيارة اخي الذي سبقني اليها ، فانا من مواليد امدرمان لكن جذوري تعود لمدينة شندي حيث الاهل والاحباب والاصدقاء والطفولة ..
لماذا اخترت مدينة بون للاستقرار فيها ؟؟
لاكون بجانب شقيقي، فالغربة تتطلب ذلك ،خاصة انني في احيان كثيرة اكون خارج بون ، وهنا اولادي يمكثون مع شقيقي واسرته..
** وجودك في بون زاد من معارفك من السودانيين وغيرهم حدثنا عن معارفك من غير الجنسية السودانية ؟؟
نعم اصدقائي كثر بحكم عملي ، وعلى فكرة السودانيين يتمتعون هنا بالقبول والمحبة ، عند الشعب الالماني ، ونحن هنا في بون اكثر من 25 اسرة سودانية، نعرف بعضنا ونزور بعضنا ونلتقي كثيرا وهناك بعض السودانيين متزوجين من فتيات المانيات …
** اين يتعلم اولادك اللغة العربية ؟؟
ابنائي ريتاج وريتال ومحمد ، والحمد لله توجد كورسات اللغة العربيه هنا في المساجد ، وانا اتحدث مع اولادي في المنزل العربية والعامية السودانية ، كما انني ازور السودان سنويا بمعية اسرتي وعلى ذكر السودان فانا اشتاق لاصدقائي الذين نشات بيني وبينهم علاقات طيبة في قشلاق البوليس بام درمان ، حيث كان والدي الملقب بابي غزالة ، يعمل معلما للمعدات الثقيلة في سلاح المهندسين ..
**وقبل ان اودع بون ، مدينة الجمال والخضرة ، ورغم الطقس الماطر والبارد جدا ، الا ان ذلك لم يمنعني عن التسكع على شاطىء نهر الراين الذي ارتبط اسمه بالاساطير الالمانية ، مثل اسطورة (لوريلي )، والذي يضج بالسفن الراحلة ، وكان مرشدي ورفيقي الشاب اللطيف محمد الريح البله ، الذي يدرس الهندسة في المانيا ، محمد شاب يستحق ان يكون مثالا وقدوة للشباب في بلاد الغربة، تشرب محمد من والديه الكرم والسيرة الحسنة، ولاغرو في ذلك فوالدته الصديقة العزيزة معاذة محمد صالح فهمي ، ووالده الريح البله الذي ينحدر من مدينة السروراب بلد الاصالة والجود ..
**طاف بنا محمد وولجنا الى جامعة بون التي تاسست عام 1818 كامتداد لمؤسسات اكاديمية قديمة ، وهي من اهم الجامعات الرائدة في المانيا اليوم ويدرس بها 31 الف طالب ، وتحتوي مكتبتها على اكثر من مليوني مجلد ومن اشهر خريجيها 7 من الحائزين على جائزة نوبل ، الى جانب الامير ألبرت زوج الملكة فكتوريا والبابا ، بندكت السادس عشر والقيصر فيردرش الثالث وكارل ماركس ..
من جامعة بون وفي معية محمد كانت زيارة منزل الموسيقار بيتهوفن الذي تحول لمتحف رائع ، فزيارة بون لاتكتمل الا بزيارة منزل العبقري بيتهوفن ، ففيه كل انواع الثقافة والتاريخ والموسيقى والعديد من الرسائل والمقالات التي نشرتها الصحف عنه ، والمنزل نجا باعجوبة من القصف ابان الحرب العالمية الثانية ، ويخطط المشرفون على المتحف ىلتنظيم انشطة كثيرة تزامنا مع عيد ميلاده ال 250 عام 2020 ..
**زاد من سحر بون وجودي مع الشابات الجميلات من دولة المغرب الشقيقة ، واللاتي يدرسن الهندسة ايضا فاطمة الزهراء وشيماء ، تقاسمت معهن السكن فكن يقطرن عذوبة وجمالا ، كانت ومازالت ضحكاتهن الصافية ترن في اذني ، شربت معهن الشاي المغربي واكلت الكسكسي ، وتجولت معهن في قلب مدينة بون ، يرافقنا الشاب الظريف الذي يدرس الهندسة ايضا عبدالله من المغرب الشقيق ، بروحه الحلوة اضفى جمالا على التجوال داخل بون ، ودعت بون ومازالت ذكرى ايامها الجميله في قلبي ، بجانب من حفروا اسمائهم في داخلي فاطمة وشيماء ومحمد وعبدالله دعواتي لكم بالنجاح والتوفيق ، والشكر اجزله للاخ عاطف وعادل وسعد النور وهاشم عبد الله محمد الامين الذي تكبد معنا المشاق في فرانكفورت .