صلاح عمر

بسم الله الرحمن الرحيم

تعودنا اننا وحين نكتب عن شخصيات انما نكتب عن شخصيات معروفة سياسية كانت او ثقافية او اجتماعية او رياضية .
وغالبا ماتكون تلك الشخصيات قد انتقلت الي بارئها فيكون حديثنا عنها بمثابة ورود ننثرها علي شواهد قبورهم .
ولكني ارغب هذه المرة في الحديث عن رجل من طراز خاص ، رجل سوداني بسيط المظهر ميسور الجوهر ليس بسياسي!! ولالاعب كرة!! ولا فنان؟.
ولكنه ملائكة تعيش بيننا في ثياب انسان وتحلق في سمو روحي دونما اجنحة .
انه رجل يعشق حب الخير ويتنفس مساعدة الآخرين تجده دوما هاشا ضد الظروف والآلام يخفف عن الغير آلامهم ويخيط جراحهم بجيبه وبذله ودفئه تلفه ابتسامة العطاء وبذخ لامتناهي في منح صكوك من السعادة بتأشيرات رسمية دون تزييف في مشاعر او رياء .
سيمفونية حياته عبارة عن مجموعة من النوت الموسيقية الصادقة تتوزع بين العصافير والاسماك والزهور ومساعدة الآخرين ومعاقرة الكتب .
لديه متجر صغير يعود ريعه اليومي لليتامي والمحتاجين من اقاربه واهله واصدقائه .
تربطه علاقة قوية مع صاحب محل لتحويل الرصيد يظل طيلة اليوم وهو يحول في رصيد لروشتة دواء او رسوم مدرسة او اجرة منزل او تكلفة عملية او سعر نضارة طبية او بخاخ ازمة .
هو رجل يصحو وينام علي هموم الآخرين تؤرق مضجعه مشاكل من حوله ويظل يغدو ذهابا ورواحا من اجل طبع ابتسامة فوق اقدار حزينة لأحدهم.
يجمع حوله دنيا العصافير ويقضي جل وقته متنقلا بين عصافير (الفيشر) و(الروزيلا) و(الكنار ) .
تدغدغ حواسه تغريدات (الباركدلو) و(الروز) و انسجام (القولدن فيشن) و(القراص فيشن) ويتألم لمرض صغار (الزبرا) و(الجاوا) ويتابع زقزقة (الروز يورك).
يتحدث بمتعه عن اخلاص اناث (الرودروم) و(الكوكتيل) والتي لاتتزاوج بعد وفاة ذكورها فتهبه دورة مجانية في ابجديات فن الاخلاص والوفاء .
ومابين روحه وغدوه يجلس علي احواض اسماكه يتأمل (القولد) بألوانه الكثيرة واحجامه المتباينة ويتعجب (للأجرومي ) الذي يحيا من دون حاجة لأنابيب الاكسجين التي تتوهط الاحواض ويتغزل في (الانجل) ملك الاسماك او (الشراع) كما يحلو له ان يناديه.
يتسابق جريا الي اسماكه لمساعدة احداها بسرعة تشابه سرعة وخفة (الكوي) ويلون حياة الآخرين كما تفعل سمكة (الدسكس) بألوانها النادرة والتي تجعل منها فستانا فسفوري الانوار والاضاءة لايخفت ليلا ولانهارا ويجمع من كل بستان زهرة .
هو رجل يعشق الاطفال وتملأ حياته ابنتاه النجبيبتين ويتمني لو يصبح الانسان مثل اسماك (المولي) فينجب في كل مرة ( 80) جنينا.
انه رجل متي ماذهبت اليه حفتك هالات من الترحيب من اسرته الصغيرة والكبيرة والذين يعيشون علي رائحة الكتب والاشجار وهمسات الزهر.
تجده جالسا في حديقة منزله يتنسم روائح الفل، والقرنفل، والياسمين، ويلوح بهتاف (الروز ) و(التايقر) و(الفوربيا ).
تعجبه الصغيرة الزهرة (سارة ) ويغار علي (الماجيك كلوز )القادمة من جنوب افريقيا من جفاف الطقس عله يخدش خدودها الندية فلا تفتأ تغير لونها بين الوهلة والاخري غير عابئة بنظرات الولف التي تعانق الوانها المتمردة.
زرته كثيرا في بيته وطالعت صداقاته الممتدة مع الكتب في تناغم يثير حفيظة كتاب تلك الكتب من عمالقة القلم والفكر واساطين البلاغة ودهاقين الساسة فهذا (مهاتير محمد) يكتب طبيب في القصر وذلك (علي شريعتي) وهذا (مالك بن نبي ).
اما كتب السلوكيات فترتاح علي ضفاف من الكتب العتيقة يقبع علي صدرها (دايل كارنجي) و(كلون ونسون )وتدوينات دكتور (جب ).
انه رجل تصالح مع نفسه وتأثر بالبيئة التي يعيش فيها لذلك اصبح جزء من تلك البيئة يشبهها في كل شئ ، وحقا ….ان الانسان ابن بيئته ويتأثر بما حوله
انه رجل وهبه الله ما وهبه للعصافير والزهور والاسماك من صبروجمال وطيب رائحة ومعشر ….انه صلاح عمر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لو إطرائك للرجل لم يحمل هذا الكم الهائل من التشبيه الرومانسي كانت الرسالة التي تعكس نُبل الموصوف تكون أفضل.

  2. يا سهير يا بنتي معقول في ناس خيرين جنبكم عايشين للعصافير والزهور والاسماك ومساعدة الآخرين ومعاقرة الكتب وآخرين يأكلون لحم الحمير والضفادع – ناس في بيوتهم أحواض سباحة وأحواض أسماك الزينة وآخرين يجلبون الماء لمنازلهم بحمير البراميل – ناس عايشين في البحبوحة دية وهم ليسوا بسياسيين ولا لاعبين كرة ولا فنانين – ديل لازم حرامية مؤتمر وثني ولا لازم تعطينا خيارات أخرى.

  3. شيء طيور ,, وشيء أسماك ,, وزهور ,, وكتب ,, وتأملات !!!
    وبعد دا بمشى يحول رصيد للمحتاجين والمحتاجات !!!
    الزول دا يا بتاع غسيل ,, يا بتاع تنزيل !!

  4. يا راكوباب كوبام
    السيد صلاح عمر واحد من ألإداريين العمالقة الذين أدارو عدة مرافق زمن السودان كان سودان وألإدارة كانت إدارة،علم وفن وذوق وما كتبته إبنتنا الكريمة ما هو إلا القليل،يا ليت أستاذنا عمر الجزلى يستضيفه ويوثق له.

  5. لكي التحية استاذه سهير ونسال الله الكريم ان يجعل كل ما قدمةمن عمل خير يجدة عندالله انشاء الله يوم لا ينفع مال ولا بنون هذا هو اصل الشعب السوداني الذي بعرف الحلال والحرام الحق والباطل والكرم والشجاعة والادب مع النفس والتواضع مع الدنيا وخدمة الناس

  6. والله يا سهير مقالك ده فيه كثير من التناقضات وأشك أنه صحيح لأن الجمع بين هذه الأضداد مستحيل ،حب الحياة الدنيا وزينتها وبذل المال في أحواض الزينة والطيور التي ما سمعنا بها حتى في الغابات الاستوائية وفي نفس الوقت يوزع الصدقات من دكانه الصغير الذي ريعه قد لايكفي حاجة اليوم في ظل غلاة المعيشة بالسودان ولا هو فنان يلم طعام طيور الزينة من الحفلات ولا سياسي ينهب المال العام وأكيد ليس بتاجر لأن معظم التجار أفلسوا من الضرائب والجبايات ،وما أظنه ساكن بأمبدات ولا الحاج يوسف ولا مايو ولا…ولا وكمان لا يكمن أن يكون مستأجر بيت أو سيارة , غايتو حيرتنا .

  7. في سوداننا الحبيب رغم الظروف الإقتصادية المتهاوية والأحوال المعيشية القاسية، إلا أن هنالك رجالا ونساءا حباهم الله بنعمة فعل الخيرات والمسابقة على فعلها، وكثير كثير أمثال الشهم الكريم الإنسان السيد صلاح عمر يعيشون هموم الناس الغلابة ويبذلون ما في وسعهم لمساعدته والتخفيف عنهم.

    ماشاء الله ثقافة ومعرفة واسعة بأسماء الزهور والطيور ياأختنا سهير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..