المجلس الأعلى للدعوة يحظر استخدام (السلاسل الحديدية) لاحتجاز طلاب الخلاوى

شكلت حكومة الخرطوم لجنة للتحقيق في ملابسات تعذيب طلاب خلاوى في منطقة الفتح، في ذات الأثناء التي حظرت فيها الحكومة استخدام التقييد بالسلاسل الحديدية لاحتجاز الطلاب في الخلاوى وتركت أمر البقاء في الخلاوى لرغبة الطلاب وأولياء أمورهم.
ومنع رئيس المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد في الخرطوم جابر عويشة في تعميم بحسب (سونا) استخدام أدوات التشديد على الطلاب والتقييد بالسلاسل الحديدية لحجز الطلاب وإنما يترك أمر البقاء في الخلوة وفقاً لرغبة الطلاب وأولياء أمورهم.
ووجه عويشة مشائخ الخلاوى بعدم حجز الطلاب في غرف منعزلة بمبرر الإصلاح، مشيراً إلى أن الحجز في إصلاحيات ليس من اختصاص الخلاوى، إنما يقتصر دور الخلوة على تحفيظ القرءان وعلومه والتوجيه والإرشاد.
وأكد عويشة الذي أصدر قراراً إدارياً بالرقم 8 للعام 2019م بتكوين لجنة لمتابعة ملابسات طلاب خلاوى الفتح 1 مربع 24 والذين تعرضوا لإصابات نتيجة لحجزهم ومحاولة إصلاحهم، ووجه بالاتصال بأسر الطلاب المحجوزين لاستلامهم، مبيناً التزام شيخ الخلوة الذي تزامنت عودته للبلاد مع الحادثة، بعلاج الطلاب المصابين حتى يتم شفاؤهم.
وأوضح عويشة أن خلاوى القرآن الكريم ظلت على مر الأزمان مؤسسات طوعية أهلية، مؤكداً دورها الكبير في تعليم وتحفيظ القرءان الكريم وإرشاد المجتمع.
الانتباهة
لا أدري في أي عصر نعيش نحن؟؟؟!! لقد كان نظام الخلاوي مطلباً فيما مضى ولكن بعد انتشار التعليم النظامي صارت الخلاوي علامة تجارية للتخلف والجهل.
إن هؤلاء الصبية الذين يدرسون في الخلاوي كلهم من الفقراء الذين عجز ذويهم حتى من توفير لقمة العيش لهم، ولذلك يركلونهم الى تلك الخرائب التي تسمى الخلاوي بغرض تحفيظهم كلاماً لا يفقهونه، ويمضون طفولتهم يعيشون على الكفاف وينامون في الارض ويجلدون ويصفدون بالسلاسل اذا تأخروا في حفظ القرآن حسب ما يريد الشيخ، ويمضون سحابة نهارهم في جمع الحطب وزراعة وحصد المحاصيل ورعي أغنام المسيد.
منظر بشع أن تجد طفلاً يحمل لوحاً خشبياً ممسكاً بقلم من البوص يغمسه في دواة حبرها من (السكن) ليكتب ويحفظ ويمحو وكأننا في العصور الوسطى، شيئ يقطع نياط القلب حزناً على هؤلاء البؤساء، في الوقت الذي نرى العالم من حولنا قد وفر (لابتوب) لكل طفل، فماذا ننتظر من هؤلاء البؤساء من ابداع يساهموا به في رفعة وطنهم، مقارنة بأطفال يدرسون على (اللابتوب)؟؟
كثيراً ما اسائل نفسي: هل نحن السودانيين أصحاب الدين الاسلامي؟ هل نحن اشد غيرةً على الاسلام من المصريين والسعوديين والمغاربة والباكستانيين والماليزيين والاندونيسيين وغيرهم من المسلمين، لماذا لا توجد خلاوي قي تلك الدول تفرض على أطفالها حفظ القرآن على ألواح الخشب وهم يكتبون جالشين القرفصاء ؟؟ ثم بعد ذلك ترميهم الخلاوي لا سلاح لديهم الا حفظ القرآن والحديث، فيعيشون عطالى عالةً على المجتمع ولا يساهمون بأي قدر في تنميته.
أن تعليم الصبية السباكة والميكانيكا والنجارة والحدادة وغيرها من المهن أفضل من حشو رؤوسهم بالقرآن والحديث وقال ابن تيمية وقال الحسن البصري وقال النخشبندي والعسقلاني والفلاني والفرتكاني وما الى ذلك من حديث صار مكروراً حد الملل.
ان سباكاً ماهراً أو نجاراً مبدعاً أو ميكانيكياً شاطراً أفضل من أي شخص يحفظ القرآن ويعتاش منه وهو ذليل، غابة ما يتمناه ان يجد مسجداً يؤم المصلين فيه ويقرأ عليهم يوم الجمعة خطبة حفظها الناس من كثرة التكرار.
ثم ما الفائدة الآن من حفظ القرآن وبإمكانك ان تسمعه مجوداً ومقروءاً بأعذب الاصوات من خلال جهاز الموبايل الذي تحمله في جيبك؟
اتقوا الله ايها الناس في هؤلاء الأطفال البؤساء وأقفلوا هذه الأوكار التي تسمى الخلاوي وخذوا الصبية للمدارس أو حتى للورش ليتعلموا شيئاً ينفعهم وينفع اسرهم ووطنهم، بدلاً من هذه المذلة التي تقتل الطفولة فيهم فينشأون أناساً غير أسوياء ويعانون من العلل النفسية التى تدمر حياتهم.