عربي | BBC News

معان ومثلث الأزمة السياسية في الأردن: معتصمون، وجهاديون، وحكومة

معان ومثلث الأزمة السياسية في الأردن: معتصمون، وجهاديون، وحكومة

  • مراد بطل الشيشاني
  • بي بي سي نيوز عربي – معان، الأردن

أحد أفراد قبيلة البدول في مدينة البتراء الأثرية في محافظة معان ، الأردن، يتأمل غروب الشمس. فبراير/شباط 2019.

صدر الصورة، Getty Images

في صباح يوم الاثنين التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول، فاجأت السلطات الأردنية مواطنيها، باتهام التيار السلفي-الجهادي، أو من تصفهم بالتيار “التكفيري”، بمقتل أحد ضباط الشرطة الكبار وثلاثة من عناصر الأمن بعدها بأيام، بعد مداهمة منزل القاتل في منطقة الحسينية في أطراف محافظة معان الجنوبية، التي يقدر عدد سكانها بنحو 170 ألف نسمة، الذين يغلب عليهم الطابع العشائري.

تزامنت تلك الأحداث مع تحول اعتصامات شعبية سلمية مطلبية، إلى أحداث شغب وعنف في مناطق مختلفة، ولكنها تمركزت في معان.

يشكل أبناء معان ما يعادل 60 في المئة، من قطاع النقل في الأردن، حسب أرقام رسمية، لذلك أثر فيهم رفع أسعار المحروقات بشكل كبير.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

معان والسياسة

معان واحتجاجاتها ضمن عوامل أخرى، كانت سبباً في التحول السياسي نحو حياة نيابية تنهي الأحكام العرفية في الأردن، وذلك عبر ما يعرف بهبة نيسان، عام 1989.

احتجاجات شكلت واحدة من أكثر التحديات الأمنية-السياسية التي واجهها الأردن.

كما كانت معان حاضرة بقوة في مظاهرات ارتبطت بالخبز أيضاً في منتصف التسعينيات، وشهد مطلع الألفية، بروز حركة جهادية قوية.

تتميز معان، بطابعها العشائري، وإحساس سكانها الكبير بالتهميش، كما يقول الدكتور زيد عيادات، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.

يقول عيادات: “استطلاعات الرأي تظهر بأن المعانيين، وأهل الجنوب عموماً، أقل الناس ثقة بالحكومة، وأقلهم تفاؤلاً بالمستقبل”.

ويقول الناشط المعارض ورئيس بلدية معان السابق ماجد الشراري، إن معان ورغم موقعها الجغرافي، بين قطاعات زراعية (الشوبك) وسياحية (البتراء) وتجارية (خطوط النقل)، فإنها تعد “مجرد بقرة حلوب للحكومات المتعاقبة، تأخذ منها وتهمشها بالمقابل”.

الاقتصاد علة العلل

هذا الشعور بالتهميش، كان واضحاً حين ذهب فريق من بي بي سي نيوز عربي، للقاء المعتصمين في معان.

أحدهم قال إنه حطم مدفأته بسبب ارتفاع اسعار الوقود. وآخر قال ان التهميش الذي تعاني منه معان متعمد ويدفع إلى الصدام.

لم تنجح محاولات بي بي سي نيوز عربي الحصول على تصريح حكومي بهذا الشأن.

اعتمد الأردن، تاريخيا، وتحديدا بعد صدام المنظمات الفلسطينية المسلحة مع النظام في الأردن فيما عرف بحقبة أيلول الأسود، على حصر القطاع العام، تحديدا الأمني والعسكري في المواطنين من أصول شرق أردنية، وبقي القطاع الخاص اكثر انتشارا بين المواطنين من اصول غرب أردنية. وهو من اكثر المواضيع حساسية في البلاد.

هذا الشكل، من الدولة الريعية، تغير مع محاولات الدولة للتحول منها إلى سياسات اقتصاد السوق، وبالتالي أثر في العشائر الأردنية التي اعتمدت في معاشها على القطاع العام الأمني والعسكري تحديدا، وهو ما جعلهم يقودون الاحتجاجات التي عرفت بالحراك منذ انطلاق الربيع العربي. وبطبيعة الحال لم تكن معان استثناءً.

الجهاديون

صدر الصورة، The Washington Post/GettyImages

التعليق على الصورة،

متظاهرون يتجمعون للاحتجاج على وحشية الشرطة المزعومة ومقتل أحد السكان المحليين في مداهمة منزل مؤخرا ،معان، الأردن. 25 يونيو/حزيران 2015.

تخطى البودكاست وواصل القراءة

البودكاست

البودكاست نهاية

سائقو الشاحنات، يؤكدون أن لا علاقة لهم بالجهاديين ولا بالشغب، ويؤكدون على سلمية اضرابهم.

المتهم الرئيسي في قتل نائب قائد شرطة معان مع بداية أحداث الشغب، قتل في مداهمة أمنية، ولم يعلن عن اسمه رسميا، لكن أشار بيان رسمي أن له أشقاء أربعة من المتورطين معه، وتم اعتقالهم.

مصادر قالت لبي بي سي نيوز عربي، ان لهؤلاء شقيق خامس، قتل في سوريا وهو يقاتل لصالح التنظيم الجهادي الذي كان يعرف حينها باسم “جبهة النصرة”.

بي بي سي نيوز عربي، لا تستطيع الكشف عن اسمه طالما لم يعلن عنه من قبل السلطات ولا من قبل عائلته، بل هو اسم متداول في وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول حسن أبو هنية محلل الجماعات الإسلامية، إنه، بعكس ما يظن الكثيرون فإن التيار السلفي ما زال حاضرا رغم الحملات الأمنية في الاردن والانتكاسات التي مني بها هذا التيار في سوريا والعراق.

ويضيف أبو هنية” أنماط التجنيد لديهم تغيرت عبر الاعتماد على الأواصر العائلية..هناك عائلات كاملة تعانق الفكر الجهادي”.

استهداف قيادات من الأمن، خاصة من أبناء العشائر، في ظل وجود حالة من الاضطراب السياسي، تكتيك لجأ إليه الجهاديون، بعد هزيمة تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، في العراق، وتحديدا في محافظة ديالى على سبيل المثال التي تعد من المناطق المتوترة أساساً.

حال الاحتقان بسبب الصعوبات الاقتصادية، واضح للعيان، وهو ما قد ينعكس في ظهور تهديدات أمنية مختلفة.

هذه الأزمة، التي باتت معان عنوانا رئيسياً فيها اصبحت في صلب واقع الدولة الأردنية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..