الفنان يحيى أدروب : أنس العاقب وقف معي ، وخليل فرح احتواني ،،

– الخرطوم : مصعب الهادي
الفن وجهة نظر وتبادل بين الأشياء الجميلة لتهذيب الإنسانية، مؤانسته تختلف من شخص لآخر ، وذلك لايعني أنك لابد أن تكون من أصحاب العدادات وذائع الصيت كي تقيم لما تصدح لأجله ، يمكن أن تكون في صحراء أو وسط ضوضائية وتترنم لتسعد شيء يختالك، لن أطيل في الحديث نسبة لشخص يحمل كل تلك المدلولات في شخصه قبل فنه، ربما يكون بفعل ظروف ما جعلت منه يقف في حدود “طبوغرافيته” بعيداً عن بريق الشهرة، يدندن إشباعاً لذاته ومن حوله، على مضض كانت لي جلسة مع الاستاذ (يحيى أدروب) الذي يغني ترنما للوطن والحبيبة والأسرة ، باحثاً عن السلام بين أطراف بلاد شبعت من الدم ، رحلة خاصة مع رجل يعرف قدر نفسه ولا ينتظر شيئاً لما يربو لأجله ، وثقنا مع بعض من حياته التي تستحق أن تفتح لها كتباً لتدرس في مجاله :
بدءاً من هو يحيى أدروب؟
“يحيى إبراهيم أحمد أدروب” أكنى بـ(يحيى أدروب) ، من مواليد 1963م كسلا نهر عطبرة بقرية قوز رجب شرق ، درست الابتدائية أولى وثانية بقوز رجب شرق ، وفي الصف الثالث انتقلت إلى مدرسة بورتسودان الشرقية “أ” ، وواصلت خامسة بمدرسة الحلنقة “أ” بكسلا ، ثم سادسة بالميرغنية الغربية “أ” ، ودرست الثانوي العالي السنة الأولى بكسلا في مدرسة (الاميرية الثانوية العامة) ، ثم انتقلت لإكمال ثانية وثالثة ثانوي بولاية البحر الأحمر ، بعدها التحقت بجامعة الخرطوم كلية الآداب ولم أكمل.
لماذا لم تكمل؟
لأنني كنت أود دراسة الموسيقى ، وكانت ممانعة أهلي ألا أدخل الموسيقى نسبة للصيت الديني ، بل مانعوني عند كتابتي لها ضمن رغباتي ضمن استمارة القبول ودخلت كلية الآداب ، ولأنني أعشق الفن التحقت بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح تخصصت بقسم الموسيقى ، وكنت أول طالب منذ تأسيس الكلية أقود فرقة الأوركسترا ?تمعن وقال- كانت أيام رائعة على ما أذكر من دفعتي آنذاك أنور عبدالرحمن “عضو فرقة عقد الجلاد” ومصطفى سيد أحمد ، وفي تلك الفترة عاصرت من الدفعات التي سبقتني كل من علي السقيد وأبو آمنة حامد وعثمان النو ، ومحمد نعيم سعد وفخري وغيرهم.
ومن ثم؟
الكلية لم تكن مستقرة في مكان واحد ، والتنقل من موقع إلى آخر كان يمثل حالة من التشتت ، حينها عدت إلى كسلا وتزوجت من البحر الأحمر ، ، ليضيف : بعدها عدت مجددًا إلى حقل العلم ، وحاولت أن أسافر إلى الخارج لأكمل الدراسة ، وكان ما أردت وذهبت إلى العراق ، ولكنني لم أكمل وعدت مجدداً لأن الزواج كان يشغلني ، بعد أن عاودت أدراجي تزوجت للمرة الثانية تزوجت لنفسي أيضاً كي أجمع بين أهل الوالد والوالدة ، وخلال تلك الفترة عدت للغناء وبدأت أتحسس تلك الخطى وجئت حينها للخرطوم لأوجد مساحة للغناء البجاوي.
لنرجع قليلاً كيف كان شكل البدايات؟
أذكر جيداً ، كان ذلك في الفترة ما بين السنة والخامسة بالابتدائي ، كنت أجلس مع شقيقي بمعهد التربية وكان هنالك أستاذ موسيقى مصري كنت أحضر معهم حصص المزيكا ، ضف إلى دور الجمعيات الأدبية ، التي صقلتني إبان الثانوية العامة ، حتى وقفت مشاركاً في الدورة المدرسية في عام 1980م وبفضل الله نجحت وكان النجاح على مستوى كسلا وبورتسودان ، تلك البدايات شكلت انطلاقي.
وما الذي تلى ذلك؟
كما أسلفت أهلي كانوا يمانعون بشدة ، حتى أنني في فترة ما لجأت إلى “أنس العاقب” واللواء “الصديق الحسين” و”علي التوم” الذي كان قائد اللواء الصحي ببورتسودان ، كل هؤلاء كانت لهم وقفة معي وساعدوني كثيراً خاصة الأستاذ “أنس العاقب” والرائع “عبدالوهاب هلاوي” ، ولكن ممانعة أهلي ورفضهم ، حتم علي أن أقف قليلا ً وأن أعمل دون أن أطرق باب الشهرة ، مما جعلني أغني إشباعا لرغبتي وحفاظاً على موقف الوالد الذي كان يُدرس القرءان الكريم.
إذن بعد أن أصبح يحيى أدروب على مستوى كسلا كيف كان موقف الأسرة؟
ما بين الرضا والتحفظ ، وكنت أشد حرصاً على عدم غناء الأغنيات الساقطة والهابطة.
إذاً كيف كان شكل الإطلالة الأولى على المسرح؟
من الأشياء الجميلة أنني بدأت عبر الجمعيات الأدبية بكسلا مدرسة الأميرية ، كنت أغني حينها رائعة “في الضواحي لخليل فرح والشال منام عيني لعثمان الشفيع و” ” للكاشف ، ولأنني بحسب رؤية من يعرفونني أجيدها ، شاركت بها في الدورة المدرسية ?ليضيف- كانت آخر أغنية اختتم بها خلال مشاركتي “في الضواحي” وقف الكل يشاركني بالغناء ، أعقبتها مشاركة بمسرح تاجوج في حضور الرئيس “جعفر نميري” أيضا وجدت القبول والإشادة منه ، كل تلك كانت أبرز نقاط البداية ، لا أخفي عليك كنت أشعر بالتهيب والرهبة ، لكنني تجاوزتها تدريجيا بعد التجاوب الذي وجدته.
وكيف كانت تجربتك مع “خليل فرح”؟
عملت معه في آخر أيامه بالمعهد ، حين عرفني كنت “عواد” ، نسبة لأنني أجيد العزف على العود ، وبعد أن استمع إلي أخذ حقيبتي من الداخلية التي كنت بها وأخذني لأقيم معه في “دار الذكريات” وعملت معه حتى وفاته.
بما أنك عاشرت عمالقة الأغنية السودانية ما الفرق بين الأمس واليوم؟
أنا بقول لكل مرحلة ناسها، لكن الميديا والوسائط الإعلامية المتخصصة أثرت بالسلب والإيجاب في غنائنا ، لذا أوصي يجب علينا أن نميز ما بين السالب والموجب ونأخذ ماينفعنا ونترك مالايعنينا ، لأن غناءنا يحمل قيماً ، وللناس حرية الاختيار.
على الرغم من أن البداية كانت لمشروع ضخم لماذا لم يتجاوز الحدود الشرقية إلى أنحاء السودان؟
أعزي ذلك إلى حصار الجغرافيا ، والعوامل الفيزيائية التي حصرتني هناك ، رغم أنني أصر عند زيارتي للخرطوم بالتسجيل في أجهزة الإعلام المختلفة ، وذلك لإيجاد مساحة للفن في شرق السودان تعضيداً لمن سبقوني من شعراء وأدباء -وقطع بقوله- لم أكن حريصاً أن أكون مغنياً مشهوراً لتحفظ أهلي وانشغالي بدراستي وأبنائي ، بقدر ما كنت أسعي لإيجاد مساحة للغناء الشرقي ، و-قال جازماً- إلى الآن ماعملت المفروض أعملوا لانشغالي بدراسة ابنائي.
إذاً لما الاغنية الشرقية لم تبارح حدود المكان الذي ولدت فيه؟
أرجع ذلك لأننا نحن أبناء الشرق كبقية أبناء السودان وارثين “طغي” ليس “كبر” ، طغيانين بمعنى أوضح ، نعتقد أن الإعلام بدل مانمشي لي يجينا ليه نمشي الخرطوم ، لحدي ماجاء الإعلام ، لكن ذلك لايحجر من دور فناني كسلا فهم قوميون يغنون لكل السودان.
بشفافية كدا التقصير من الإعلام أم فنان كسلا؟
كما أسلفت من الفنان “باستثناء” آدم شاش بتاع سوي الجبنة يابنية ، فهو من القلائل الذين وعوا بدور الإعلام وانفتحوا عليه.
إذن من لفت نظرك من الشباب؟
لا أستطيع أن أحصي ، فهنالك الكثير من الشباب أصواتهم جميلة ولديهم أغنيات جميلة ، فالأغنية تتكون من عدة عناصر تتكاملها فمثلا تحبها في اللحن أو الكلمات أم الصوت الذي يحملها.
طيب من الأصوات النسائية؟
صوت المرأة من أجمل الأصوات وهي في شخصها وحي الجمال وموضوع الأغنية ، -ليجمع بقوله- ياسلام عليهن كلهن ، شوف سميرة دنيا وأسرار بابكر ونانسي وغيرهن الكثيرات لا أخفي عليك الكثيرات.
في رسالة للشباب ما تود قوله؟
أرجعوا إلى تراثكم ، ليس عيب أن تغنوا بأرثكم الثر ، وإن لم تكونوا ترطنوا أبحثوا في فنونكم الراسخة وخذوا بدرب الكبار ، وعودوا إلى الفن الأصيل ، واكبوا الحاصل لكن دون الانجراف نحو الهابط ، فنحن نمتلك فن يحمل قيم ، ولكم أن تختاروا ولكن لاتنسوا أصالة بلدكم.
ولفنان الشرق؟
أقول لفنان الشرق أنت عظيم وأنت شامخ زي جبالك ، فأنت تمثل أحد روافد الثقافة السودانية الأصيلة ، صحي أنت ماداير تمشي للإعلام ، لكن توجب عليك ذلك ، شاركوا يافناني الشرق في أي حتة في السودان أو خارجه ، بل بادروا أن تعرضوا ماعندكم من فن ففي المركز الإعلام كلو مفتوح لكم مشرع صوبكم ، الآن ضعوا بصمتكم يا إخوتي.
التيار
أريتك سمعت كلام أهلك وأكملت الجامعة
خليل فرح حته واحدة يا يحيى ؟ يعنى لو سالناك متى ولد خليل فرح ومتى توفى ؟ حتقول لينا شنو ؟
تكون غلطة مطبعية والمقصود خليل اسماعيل …
الرد على اوهاج.
اراك تسخر من مكانة هذا الفنان الفذ يحى ادروب وتحط من مكانة الراحل المقيم العبقرى خليل اسماعيل طيب الله ثراه. ما الفرق بين فرح واسماعيل كلهم عمالقة فن عرفتهم الساحة الفنية على مر العقود ونحن نقدر الاثنين معا بما قدما للوطن من اغنيات اطربت كل المعجبين على مر الاجيال. فى نظرى لا فرق بينهما الا ان الحقد دعاك لهذا.
كما ان العملاق ادروب ساقه القدر فى ضيافة الراحل المقيم خليل فرح لا لشئ الا ان كفاته وقدرته الفنية جعل من فرح يستدعيه ليكون على مقربة منه لمساعدته متى ما شاء.