“درع حدودي” بالشرق

في محاولاته لمواجهة مخاطر التسريح وانتهاء المهمة اختار الدفاع الشعبي سبيلا اخر لمواصلة مسيرته التي امتدت بطول وعرض الانقاذ سنوات عددا ولكنه يتاهب الان لممارسة جهادا اخر في حدود السودان الشرقية لتامين الزراعة والمزارعين علي امتداد 260 كيلو هي طول الحدود الفاصلة بين السودان واثيوبيا في ولاية القضارف وتحديدا عند منطقة الفشقة وعبر مشروع جديد اطلقت عليه قيادة الدفاع الشعبي “الدرع الحدودي” ..
والفكرة هي ان بلادنا تعاني هناك بالحدود الشرقية مع الجارة اثيوبية انتهاكات صريحة وواضحة وتهديدات مستمرة من مليشيات الشفتة الاثيوبية ضد المزارعين السودانيين حيث اكدت التقارير الواردة من هناك ان الاف الافدنة من الاراضي الزراعية البكر باتت في قبضة المجموعات الاثيوبية ولهذا فان الفكرة تبدو وكانها مهمة عسكرية خصوصا ان كافة البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة واللجان المشتركة بين الدولتين ربما فشلت تماما في ان تنتج صيغة حاسمة للتسوية بين الدولتين كما لم تفلح اللجنة السودانية الاثيوبية المشتركة في اجتماعاتها الاخيرة ببورتسودان من معالجة تعقيدات هذا الملف ولكنها للاسف انتهت الي لا شي فالاوضاع هناك علي الشريط الحدودي تبدو وكانها في حالة احتقان وربما تلك هي المبررات التي دفعت بالدفاع الشعبي للتدخل وتنفيذ مشروعه الجديد الموصوف بالدرع الحدودي لكن لم تتضح بعد الكيفية التي يتم عبرها تنفيذ هذا المشروع وحتي لا تنفتح جبهة عسكرية جديدة علي حدودنا الشرقية مع الجارة اثيوبيا يمكن ان تكون شرارتها الاولي اي احكاكات محتملة بين مجموعات الشفتة الاثيوبية والدفاع الشعبي , يجب ان تتدخل الارادة السياسية لدي الدولتين لحسم هذا الملف واعلاء خيار المنطق المدني والسياسي والاداري قبل ان نستدعي اي خيارات اخري لمعالجة هذه القضية التي تحتاج الان الي سقوفات اعلي من الاهتمام وان تتحدث الحكومة بلسان مبين حول طبيعة هذا النزاع لان الذي لحق بحقوق المواطنين والمزارعين السودانين في هذا الشريط الحدودي امر يتنامي يوما بعد يوم اوشك ان يصبح ازمة دولية جديدة بيننا وبين اثيوبيا.
فوضي “عروس الرمال”
في عروس الرمال مدينة الابيض حاضرة شمال كردفان اكتشفت حكومة احمد هارون ان هناك 11 صيدلية وفي رواية اخري 110 صيدلة خارج المنظومة القانونية تبيع السموم القاتلة للمواطنين بدلا من ان تمنحهم البلسم وادوية الشفاء ..تجاوزات واخطاء وفوضي وغياب للقانون الذي يضبط وينظم تجارة الادوية بشمال دارفور وادوية (الكيري) تجد من يروجون لها ويكنزون عائداتها بالمليارات ..قالتها وزارة الصحة بالولاية بانها ضبطت مجموعة من الصيادلة لا علاقة لهم بالصيدلة ولا بقانونها ولا بضوابطها وصيدليات تدخل سوق الله اكبر بلا ضابط وبلا رقيب وبلا تراخيص مثلها مثل اي بقالة او “كنتين” في حي طرفي بمدينة الابيض . وهكذا يجردون المهنة من انسانيتها ويحيلون المرضي الي جثث دون ان يسالهم احد فمن المسوؤل اذن عن كل هذه الفوضي ..هل هي وزارة الصحة التي تمنح التصديقات للصيادلة (المزيفين) دون ان تراقبهم ؟ ام هو المجلس القومي للصيدلة والسموم ؟ ام هو الحاكم العام بالولاية الذي هو مسوؤل امام الله عن رعيته ؟
غضبة الجنرال ..
قالت محلية الخرطوم قبل يومين علي لسان معتمدها الفريق الركن احمد علي ابو شنب ان الاخوة الاريتريين والاثيوبيين الذين ملاؤا ازقة وشوارع واحياء الخرطوم لا يحق لهم قيادة الركشات بمحليته واعتبر ابو شنب ظاهرة انتشار قيادة الركشات من قبل هؤلاء الاريتريين والاثيوبيين دون الحصول علي رخصة قيادة ظاهرة غير مقبولة ومخالفة ويجب ايقافها ولكن الجنرال ابو شنب لم يحدثنا عن حقيقة الضوابط التي تتاهب محليته لاصدارها لان ضوابط قيادة الركشات وغيرها من المركبات العامة هي سلطة حصرية لشرطة المرور وبالتالي هي التي تضع ضوابطها لكن سعادتو (ابو شنب) ذهب الي ابعد من ذلك حينما خاطب سفارتي الدولتين بضرورة اصدار توجيهات حاسمة لرعاياها بالخرطوم لمكافحة الزي الفاضح الذي يراه الفريق ابو شنب ويراه اخرين كاسوأ صورة شائهة بمحلية منتشرة الان بشكل كبير في احياء وشوارع محلية الخرطوم وتحديدا في مناطق (الديم والصحافات والعمارات) ربما فات علي السيد المعتمد ان مثل هذه الظواهر لا يمكن معالجتها باجراءات محلية وادارية بحتة خاصة انها مرتبطة بحجم وطبيعة الوجود الاجنبي في بلادنا فالقضية يا سعادتو ابو شنب تحتاج لمنظومة متكاملة من الحلول والمعالجات والسياسات والقوانين وربما الي قرارات رئاسية ولكن يبقي السؤال المحوري هنا ..هل الزي الفاضح في شوارعنا هو ظاهرة عرضية تتلبس فقط الاخوة الاريتريين او الاثيوبيين ؟
العودة المستحيلة ..
في كل عام تتجدد معاناة السودانيين في مهاجرهم المختلفة مع رحلة عبورهم لبوابة سواكن من والي السودان فالمواعين الاجرائية والخدمية هناك فيها كثير من النواقص والتراجعات والاحباطات رغم ان رقعة الجغرافية التي تغطيها اعداد السودانيين بالخارج تتمدد عاما بعد عام نتيجة لضغوط وعوامل جديدة تفرض ذاتها بقوة في وجه كل سوداني حتي يختار الغربة بديلا للسودان , وفي كل عام ايضا تتذايد قناعات الكثيرين من هؤلاء المهاجرين السودانيين بان مشروع ادماج الاقتصاد المهاجر في الاقتصاد الوطني ماهو الا مجرد شعار غير قابل للتطبيق فيما لم تجهد الدولة نفسها كثيرا في سبيل البحث عن صيغ جديدة يمكن من خلالها استثمار “الاقتصاد المهاجر” ولهذا ظلت الكتلة الاكبر من الاموال السودانية (مجمدة) بالبنوك الخارجية تنتظر مشروعا وطنيا سودانيا وشفافا وبلا تعقيدات يعيد لها الثقة ويقدم لها الضمانات الكافية حتي تعود طوعا واختيارا .

حراك بالمناقل
حركة دوؤبة تشهدها محلية المناقل هذه الايام بحثا عن بنيات تحتية في المجالات كافة وهي بنيات مطلوبة لطالما انتظرتها المنطقة طويلا والان بات مواطني المحلية يتعايشون ويتسامحون طوعا مع واقع جديد فيه كثير من البشريات والامل والتحولات الموجبة في قضايا الناس واحتياجاتهم الاساسية وقد افلح معتمدها الاخ عبد البديع الماحي في ان يحدث حراكا كثيفا في سبيل معالجة قضايا التنمية والخدمات فمدينة المناقل بدات تسترد بعضا من عافيتها شيئا فشيئا وتتجاوز مرحلة (الاقدام الحافية ) بانشاء الطرق الداخلية المسفلتة , اما المشروع الاكبر والاكثر نفعا وتاثيرا علي واقع منطقة غرب الجزيرة هو طريق (المناقل القرشي ابو حبيرة ) تمضي خطوات تنفيذه علي خطي واثقة وجادة بحسب ما اكدته التقارير الرسمية الواردة من هناك فهذا الطريق كما يبدو هو شريان جديد للحياة يبعث الامل وينهي العزابات القديمة وربما لاول مرة تستدرك الحكومة انها اجحفت كثيرا في حق منطقة غرب الجزيرة واهملتها تماما من اي مشروعات استراتيجية او تنموية “مشروعة” طيلة حقبة الانقاذ ولكن اكثر ما يبعث الامل بالمناقل ان الحاكم الذي يجلس علي كرسيه هناك علي الضفة الغربية من النيل عند مدينة ود مدني عينه علي منطقة غرب الجزيرة فتولدت لديه ارادة قوية بضرورة مكافاة تلك المنطقة لصبرها علي المكاره والحرمان والوعد السراب هذا ما تتحدث عنه المعطيات وحتي اهلنا في الكريمت العركيين تبقت لهم بعض المسافات القصيرة لتحقيق مشروع الطريق الذي يربطهم مع مدينة المناقل عبر الطريق القومي القرشي ابو حبيرة كما ان هناك بعض التفاهمات والتحركات الجادة علي المستوي الرسمي لمعالجة المشكلة الازلية التي يعانيها مواطني الكريمت في مسيرة بحثهم عن ماء يصلح للشرب فالسيد الوالي محمد طاهر ايلا حينما التقيناه قبل ايام بالخرطوم اكد لنا التزام حكومته بما قطعته من وعد لاهل الكريمت سواء كان ذلك علي مستوي الطريق او محطة المياه او المسجد فليت الوعد يصبح حقيقة .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..