إلى متى يستمر عطش النظام لسفك دماء أهل دارفور؟

بسم الله الرحمن الرحيم
المتوكل محمد موسى
الأحداث التى تجري الآن في إقليم دارفور، لا تُنبئ بخيرٍ بل تؤسس لشرٍ مستطير فى الإقليم المنكوب بأسوأ مما كانت عليه الأمور من قبل، لقد عاش أهل مناطق معينة فى ولاية شمال دارفور أياماً عصيبة أدت إلى حقبةٍ جديدةٍ من السوء تفوق كل تصور، كيف يُعقل أن يفكر نظام، مهما بلغ به العُته والجنون والإجرام مبلغاً مزرياً، أن يُفكر فى إبادة إثنيات بعينها من شعبه وهو يظن أنه يحكم بشرع الله وسنة رسولة؟.
كل الأخبار المتواترة من ولاية شمال دارفور وحديث المواطنيين هناك تُفيد بوقوع مجازر وحرق للقرى وحملات تجريد واسعة تستهدف المال والسعية لقبيلتى الزغاوة والفور، يحدث ذلك وسط صمت غريب ومريب من الرأي العام المحلى والدولي!! لسنا ندري ما هي جريرة هؤلاء العزّل حتى يُكرِّس هذا النظام الدموي كل قدرات البلاد الشحيحة من أجل إفنائهم؟ لقد ظل نظام السوء ولمدى ثلاث عشر عاما، يُمارس أبشع نماذج الجرائم دون أن تطاله يد العدالة، سواء كانت العدالة الدولية أو عدالة الثوار، فلما أمن العقاب أساء الأدب واستمرأ قتل أهل دارفور بلا هوادة، إلا أن هذه المرة أسرف فى إستهداف قبائل بعينها، وبخبثٍ يتوافق تماماً مع منهجه فى إدارة الأزمة فى دارفور، جعلت من بعض أبناء دارفور أداةً طيعة لتنفيذ مخطاطاته المريضة التي تليق وتتوافق تماما مع التكوين النفسي المشوه لقيادته الملتاثة وعلى رأسها عمر البشير.
فى ظل هذه الأحداث الجسام يتساءل المرء، أين أبناء هاتين القبليتين الذين يتقلدون الوزارات والمواقع السيادية الآن مما يحدث لأهلهم ؟ ولماذا يصمتون صمت أهل القبور ومليشيات نظام الخرطوم تجوس كلابها وآلياتها خلال ديار أهلهم، تقتيلاً وإبادةً ونهباً للأموال وحرقاً للقرى؟ ماذا تفيدهم مواقعهم بعد أن يفنى أهلهم؟ لقد آثروا الصمت المهين فى خسةٍ ونزالة لم يسبقهم عليها أحد فى العالمين من أجل مواقع زائلة لم تدم لأحدٍ من قبلهم فكيف تدوم لهم؟، وحتى وإن دامت لهم فماذا تساوي مقابل قتل أهلهم وحرق قراهم ونهب أموالهم؟.
وهنا أيضاً يتبادر إلى الذهن سؤال، أين الحركات المسلحة من هذا القتل المنهجى والمستمر لأُناسٍ لا ذنب لهم سوى أن بعض أبنائهم قد التحقوا بها ولذا يُعاقبهم النظام الفاشي ؟ الحركات المسلحة عليها أن تستيقظ من سباتها العميق وأن تنتفض وتتناسى خلافاتها وتوحد صفوفها وتُيمم وجهها شطر القصرين الجمهوريين القابعين على ضفة النيل وتهدمهما على رأس السفاح البشير وزبانيته من زمرة السفاحين الذين ولغوا فى دماء الشعب السوداني وتجاسروا عليه وهو أعزل، فوجهوا إمكانية الدولة ومقدّرتها نحو ضرب العزل الأبرياء بدلاً من توجيهها للتنمية أو لتحرير أراضي السودان( الفشقة وحلايب وشلاتين) من يد المستعمرين، أو حتى تحرير المواطن السودانى من براثن الجوع والمرض وسوء الحال والمآل، لقد آن الأوان لوضح حدٍ لعطش النظام المتنامى لسفك دماء أهل السودان ودق أسافين الشقاق فى حياتهم الإجتماعية التى كانت آمنة ومستقرة قبل سطوهم على السلطة فى البلاد.
للأسف إن ما سيعلق برداء ثوب النسيج الإجتماعي للبلاد من أدران، جرّاء القتل والتحريض عليه، لن يتسنى إزالته حتى ولو ذهب هذا النظام إلى مزبلة التأريخ تُشيعه اللعنات غيرُ مأسوفٍ عليه، لأن ما يحدث الآن فى دارفور سيكون له أثره الكارثي والمدمر فى آنٍ واحد، لأن الذين يُقاتلون الآن بالوكالة نيابةً عن نظام المؤتمر الوطني هم أيضاً أبناء دارفور من إثنيات أخرى غررت بهم وزودتهم بالمال والسلاح وقدمت لهم الحصانات ضد المساءلة ليفتكوا عن جهلٍ بجيرانهم ومواطينهم الذين ظلوا يعيشون معهم منذ قرون وأيضاً سيظلوا يحيون معاً بعد زوال نظام المؤتمر الوطني لمصيره المحتوم، ولكن السؤال الجوهري هل ستظل العلاقات بينهم على ما هي كانت عليه قبل مقدم نظام الإنقاذ المشئوم؟ هذا السؤال يجب أن يُفكر فيه ملياً الذين استخدمهم نظام الإنقاذ كمخالب قطٍ للفتك بهؤلاء العزّل الأبرياء الذين مهما مارس فيهم نظام الإنقاذ من تقتيل وإفقار وتشريد فلن يُبادوا عن بكرة أبيهم، فمن بقى منهم سيظل يطلب ثأراً لن يلومه أحد من الأخذ به طالما السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم.
ولذا أنصح كل الذين إنساقوا وراء دعاوى جاهلية الإنقاذ أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يتذكروا قيمة التعايش السلمي مع جيرانهم وأصهارهم، فمهما يكن من أمرٍ ستذهب الإنقاذ اليوم أو غداً وسيتوقف الدعم ( السلاح والمال) والحماية من المساءلة ووقتها سوف لن ينفع الندم، وليتذكروا جيداً أن الأمن والتعايش السلمي قيمٌ لا تُقدر بثمن فليحرصوا على إستدامتهما، ولن يتسنى لهم ذلك إلا بالإقلاع عن تحالفهم الآثم مع هذا النظام المجرم والمصالحة مع ذويهم وجبر الضرر الذي حاق بهم.
[email][email protected][/email]
جزاك الله خيرا. لقد عبرت عني تماما. نعم المشكلة هي كيفية عودة العلاقات بين القبائل بعد الإنقاذ.
انتم فى حوجة ماسة لقناة فضائية للمعارضة من اولى اهتماماتها توعية الشعب والعمل على تلاحمة للعصيان المدنى والانتفاضة العارمة ويمكن ان تقوم مقام النقابات والاتحادات الشرعية التى تم حلها فى ظل هذا النظام الوثنى كما من اهم اولوياتها حث الجماهير على المحافظة على مكتسباتها من المتسلقين واصحاب ركيب سرجين لكى لا يحدث ما خدث لثورتى اكتوبر وابريل حيث ضاعت مكتسبات الشعب بين ليلة وضخاها ووقف الشعب فى قارعة الطريق حزينا مكلوما لذا نقول ونكرر قناة فضائية للمعارضة يا محسنين ولا يفوتى الاشادة بدور موقع الراكوبة وحريات وازاعة دبنقا والكتاب الاحرار فى بلادى الاعلام اقوى من 1000 دبابة ودانة هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟