يصنع من الأبنوس ويُطعّم بالفضة (الخُلال).. زينة تراثــية لإنسان شرق السودان

كسلا – عثمان الأسباط
يتميز السودان بالتعدد ولكل قبيلة عادات وتقاليد تميزها عن الأخرى وهناك عادات حصرية على قبائل بعينها نابعة من بيئتها وفي شرق السودان توجد عادات تراثية ثرة تميز أناس الشرق من أقرانهم من قبائل السودان المتعددة ومن هذه العادات وضع الخلال على الرأس واستخدامه بشكل كبير خاصة عند قبيلة البجا. وللخلال خبايا وأسرار إذ يصنع من شجر الأبنوس وبعض الأشجار الأخرى ولكن خلال الأبنوس هو الأفضل والأميز ويتباهى الشخص الذي يتوسط شعره الكثيف خلال الأبنوس الذي أصبح نادراً وهناك لمسات فنية توضع في صنع الخلال مثل الفضة وهناك خلالان واحد يستخدم للشعر الكثيف وهو خلال بعود واحد، أما الذي يستخدم للشعر القليل يتكون من ثلاثة أو أربعة عيدان سواء أكان من شجر الأبنوس أو غيره، وتوضع في نهاية الخلال فضة كي تلفت الانتباه ويستخدمه الشباب والرجال ولا عزاء للنساء.
وهو لأغراض الزينة في المقام الأول ولتنظيف الشعر وفي الفترة الأخيرة ظهر خلال من الحديد وهو قليل الاستخدام ولا توجد به فضة ويضع البيجاوي زيت الودك على الشعر الكثيف يتوسطه الخلال لأغراض النظافة.
ويختلف استخدام الخلال في الريف عما هو موجود في المدن الكبرى بشرق السودان ويكمن الاختلاف في أن البجا في الريف وأثناء نومهم يضعون مخدة من خشب وتُسمى «اللفدوى» يضع البيجاوي رأسه عليها مبللاً بزيت الودك ويتوسطه الخلال ويعللون ذلك أنه يساعد على استيقاظهم أثناء نومهم إذا أحس بحركة ويعتبرون الشخص الذي يتبل شعره بالتراب ولا يستيقظ من النوم شخصاً معيباً.
مستشار وزارة الثقافة ولاية الخرطوم والباحث في شؤون الشرق الأستاذ أبو علي أكلاب أكد أن الخلال يميز إنسان الشرق خاصة البيجاوي وهو تراث يميزهم عن غيرهم من قبائل السودان الأخرى.
الاهرام اليوم