مصر تستقبل الذكرى الخامسة لفض ?رابعة? و?النهضة? بمزيد من الانقسام وتبادل الاتهامات..

[JUSTIFY]القاهرة ? محمود القيعي:
بمزيد من الانقسامات وتبادل الاتهامات بين الإخوان وأتباع النظام استقبلت مصر الذكرى الخامسة لفض اعتصامي رابعة والنهضة، ويبدو أن هذه الحالة من الفرقة والتشتت لا تبدو لها نهاية .
اللافت في الشوارع اليوم كان انتشار كثيف لقوات الأمن في شوارع العاصمة وفي محطات المترو لاسيما القريبة من ميدان التحرير، بينما ساد الوجوم والصمت الرهيب بين المواطنين الذي باتوا منشغلين بـ ? لقمة العيش? وسط موجات من الغلاء بعضها فوق بعض .
المعركة الحقيقية كانت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سعى الإخوان والمتعاطفون معهم الى إحياء الذكرى الأليمة بالتذكير بالجرائم التي حدثت، وقدر البعض عدد من قضوا في تلك الأحداث بـ 4000 آلاف نفس.
ماذا قال العودة عن الفض؟
متعاطفون مع الاخوان ذكّروا بما كتبه الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، حيث كتب معلقا: ?ألا أيها المستبشرون بقتلهم، أطلت عليكم غمة لا تفرج?
وهي التغريدة التي اعتبرها البعض نبوءة صدقت للداعية السعودي الشهير.
نشطاء آخرون وقفوا للإخوان بالمرصاد، وحملوهم المسئولية كاملة عن دماء الأبرياء التي أريقت.
نافعة يترحم على ?الشهداء?
أستاذ العلوم السياسية الشهير د. حسن نافعة كتب معلقا على الذكرى قائلا: ?في ذكرى مجزرة رابعة نترحم أولا على أرواح الشهداء ونسأل العلي القدير أن تتمكن كل الأطراف المعنية من تجاوز ما حدث واستخلاص الدروس الصحيحة لانقاذ مستقبل الوطن والأمة، حياة الأوطان كحياة الأفراد لا تتوقف عند حادث بعينه مهما كانت فداحته مستقبل أولادنا وأحفادنا أهم بكثير من ماضينا نحن? .
عطا الله يهاجم الإخوان
أما الكاتب الصحفي مرسي عطا الله أحد أعمدة نظام مبارك كتب مقالا في صحيفة ? الأهرام? نال فيه من الإخوان متهما إياهم بشن حرب نفسية ضد مصر منذ 5 سنوات.
وتابع عطا الله: ?لقد مرت 5 سنوات على فض التمرد وإنهاء الاعتصام غير الشرعى فى ميدان رابعة العدوية والنهضة ومازالت الأهداف الشريرة معلنة والأساليب الدنيئة متبعة بل الألفاظ النابية والبذيئة تتكرر عبر فضائيات الفتنة والتحريض بمثل ما كانت تتردد على منصات التمرد والاعتصام.? .
وقال عطا الله إن ما نسمعه ونشاهده اليوم أقرب ما يكون استمرارا طبيعيا لما حدث بالأمس من عناد يرون فيه مصدر قوة، مشيرا الى أنه فى حقيقته دليل ضعف وعنوان للعجز عن مواجهة الحقيقة وتلك صفات أناس يدورون حول أنفسهم بغرائز الحقد والكراهية وأوهام القدرة على الانتقام ومن ثم فإنهم يصلحون كنموذج لدراسات نفسية عميقة تقوم عليها مراكز علمية متخصصة تفسر دوافع هذا الغباء السياسى الذى يجعل من الموت والدمار حلما يحلق بهم فى فضاء الوهم والرغبة فى إعادة دوران عقارب الساعة إلى الوراء.
وتابع عطا الله ?بعد 5 سنوات من فض التمرد وإنهاء الاعتصام لا شيء يجمع بين أطراف حلف الشر والكراهية المعادى لمصر سوى قاسم مشترك يرتكز إلى حلم بعيد المنال فى استعادة أجواء الفوضى والانفلات الأمنى ووقف مسيرة البناء والتنمية والإصلاح الاقتصادى التى قطعت مصر الجزء الأعظم والأصعب منها.
وليست مندبة البكاء والعويل التى يقيمونها هذه الأيام فى ذكرى فض التمرد وإنهاء الاعتصام إلا اعترافا غير مباشر بمسئوليتهم عن الأرواح التى أزهقت والدماء التى سالت نتيجة استجابة البسطاء والمخدوعين لنداءات التحريض على عدم الاستجابة للمناشدات المتكررة بالخروج الآمن من ميادين التمرد والاعتصام فكان ما كان وحدث ما حدث ولن يفلت المحرضون من العقاب إن عاجلا أو آجلا!? .
واختتم عطا الله قائلا: ?ومن يدقق فى خطابهم الإعلامى بعد 5 سنوات من فض التمرد والاعتصام يدرك أن اليأس قد سد عليهم كل سبيل!?.
وبعد: فالواضح في مصر أن الثارات بلا حدود، والعداوات بلا نهاية والتربص هو سيد الموقف بين النظام الحاكم والإخوان، في حين أن الشعب قد أثخنته الجراح، وآلمته الصراعات سنين عددا، فلم يعد يبالي بشيء سوى لقمة العيش التي بات لا يحصل عليها إلا بشق الأنفس.

رأي اليوم[/JUSTIFY]