أخبار السودان

الصادق الإمام المفكر السياسي والفقد الأليم

الباقر علي محمد الحسن

لا ولن نقول إلا ما يرضي الله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، الإمام الصادق المهدي ، فقد جلل لقامة بحجم الوطن والامة ، كان مناضلا وصاحب فكر متجدد ، كان صاحب كلمة وصاحب موقف ، كاتب صحوي مجدد ، كتبه مرجعا في السياسة والفقه ووسطيا وحكيما ، لم يبخل في عطائه لأمته ولحزبه ومريديه ، كياسته وحكمته وقدرته على الإستماع بفطنة أكسبته مساحات كبيرة للحركة والمواءمة مع كل ألوان الطيف السياسي السوداني وفي عالمنا العربي والإسلامي والأفريقي كانت له إسهاماته المشهودة  ، صاحب قدرة عالية على التشخيص السياسي وتحديد مواقفه البلسمية الشافية عند شدائد الأمور ، الخلاف والإختلاف لا يحوله لعدو مصادم ، بل يظل  ناصحا و عالما ببواطن الأمور  يسبر أغوارها بجرأة الخبير العارف  ،ظل ملجأ لخصومه السياسيين عند الشدائد والإحن ، مجلسه جامعا لكل جماعات الطيف السياسي مهما توسعت شقة الإختلاف ، ألا رحم الله الإمام الصادق الصديق المهدي وجعله من الذين يؤتون كتابهم بيمينهم ، إنه فقد أمة ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
إن فقدنا للإمام الصادق المهدي في مرحلة المخاض السياسي الذي تمر به بلادنا يزيد من إحساسنا بالفقد  الجلل لركيزة توافقية ذات بعد نظر وصاحب صدر سياسي رحب ،الصادق المهدي المغفور له بإذن الله ،
البلاد كانت في أمس الحاجة له ، والبلاد تدخل في عملية سلام مع حركات مسلحة ذات رؤى ومشارب فكرية مختلفة ومتنوعة ، تحتاج وقوف رجل عركته السياسة والموازنات ويجيد فن  وزن المعادلات متعددة المجاهيل والثوابت ، ومتمرس على إخراج اللوحات الجمالية بأصباغ وألوان متعددة ،لأنه صاحب حكمة وكياسة وحنكة وصاحب قدرة عالية على إختراق الموانع والحواجز ليقف فارسا ليحمي قناعاته الديمقراطية ، الصادق كان في مقدوره أن يكون مقنعا للإطراف الثورية المسلحة التي إمتنعت من الإنضمام لمسيرة السلام في جوبا أن تعود الى ركب السلام وكان في مقدوره وبإلهام المتفقه والعالم أن يجد مساحة وأرضية مشتركة في موضوع الدين والدولة والعلمانية .
البلاد تحتاج لرجل بقامته لرسم خارطة طريق  وبلادنا تقدم على إتفاقيات سلام مع دولة إسرائيل ، في ظروف تحولات إقليمية ودولية متسارعة الخطى ، وأطماع تتسيد على المصالح والمنافع المتبادلة ، بلادنا كانت في أمس الحاجة لبصيرته النافذة ليحدد لنا المزالق والمهالك والمخاطر المحدقة في مثل هكذا خطوة عظيمة فرضتها الظروف الداخلية والإقليمية والدولية
.الوضع المضطرب والحرب في الشرق الأفريقي والصراع  الدائر في ليبيا كان يحتاج الى ان يكون الإمام الصادق غلى رأس قائمة قافلة المصالحات هنا وهناك لتمتعه بكاريزما تمكنه من القبول والنجاح في خلق مناخات أكثر أستقرارا في أثيوبيا الجوار  والتي تتعرض للتفتيت والخراب بعد بزوغ الأمل في بناء سد النهضة والذي من مبتداه يبدأ الإنطلاق لمستقبل التنمية الطموحة والرفاه ، وليبيا التي أصبحت ميدانا لتصفية الحسابات الدولية  والإقليمية والشعب تقهره الفاقة والعوز والخير تحت أقدامهم يموج .
عزاؤنا في غياب الإمام الصادق المهدي أنه ترك إرثا ثقافيا للإجيال القادمة في الفقه والسياسة والتاريخ كما أنه رفد المكتبة السودانية بالعديد من المقالات والندوات والخطب التي  ستظل مرجعا سياسيا وفقهيا يهرف من معينه طالب الدين والسياسة وطلاب المعرفة .
مهما إختلفت الآراء حول مواقفه السياسية وحداثة تفكيره  ، إلا أنه زعيم متفرد القدرات ذو باع طويل في ميادينها لا تطاله قامة في وقتنا المعاصر . ألا رحمه الله رحمه واسعة وجعله من أهل اليمين.
.حزب الأمة وقيادته الجديدة التي ستحمل الراية من بعد الإمام عليها مسؤولية عظيمة ومهام جسام ، أن تحافظ على وزن الحزب الذي بني على مدى التاريخ السياسي السوداني كحزب أغلبية ساحقة ، على الحزب أن يحافظ على نهجه الطليعي في مواقفه السياسية ومخاطبة هموم الجماهير ، أن تعمل القيادة الحديثة للحزب على جمع فروعه التي تساقطت عبر النضال السياسي في العقود الفائتة ، ان يجتهد الحزب في إعادة سيادته الجماهيرية في المناطق التى فقدها في غرب السودان خاصة وفي السودان طيلة العقود الثلاثة الماضية ، على قادة الحزب الجدد أن يعملوا على خلق تيار حداثي طليعي حتى يلتف حوله الشباب الذين صنعوا التغيير السياسي على الأرض ، والتحدي الماثل أمام القيادة الحديثة ، هل بمقدورها الخطو بثبات في ظل الوضع السياسي المتغير في السودان .

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ربنا يرحمه لكن علي الواقع ما شفنا ليه حاجه برغم ما كان متاح له لينقل حزبه الي مرتبه اعلي

  2. شكرا استاذ الباقر فقد اصبت في وصفك للسيد الإمام بالمريول الدائم للوسطيه في علائقه مع الاحزاب رغم الاختلاف الزبائن في الرؤي. عليه رحمة الله عاش يشدو بالديمقراطيه ولكن ما وفق في ارسائها في بيته الكبير الحزب
    كان ليكون قد ضرب مثالا في التحول الديمقراطي داخل اكبر الاحزاب وكان لتكون سنه لبقية الاحزاب والحكومات
    مات باسقا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..