عائلة ريجيني تعلن أن مصر «ليست صديقة» وتطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط عليها

روما ـ لندن ـ : ناشد والدا الباحث الإيطالي القتيل، جوليو ريجيني، الاتحاد الأوروبي بممارسة ضغوط على السلطات المصرية لإجراء تحقيق شفاف حول قضية اختفاء ومقتل ابنهما في القاهرة في فبراير/ شباط الماضي.
وقال الولدان، أمام لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، إن «جوليو تعرض للقتل وللتعذيب بكل وسائله. لدينا 266 صورة (للجثة)، ولا نريد عرضها أبدا. مصر ليست دولة صديقة، فلا يمكن قتل أبناء الأصدقاء». وطالب والدا ريجيني، بالضغط على مصر، داعين إيطاليا والاتحاد الأوروبي لتبني خيارات «كي لا يحدث ما حدث لجوليو لأي شخص آخر». وحول مجرى التحقيقات المصرية بشأن الحادثة، قال الوالدان: «حتى الآن ليست لدينا سوى أوراق وشهادة زور».
وسببت قضية مقتل الباحث الإيطالي ريجيني، الذي تم العثور على جثته في 3 شباط / فبراير الماضي وعليها آثار تعذيب على طريق سريع بأطراف القاهرة، أزمة دبلوماسية كبيرة بين روما والقاهرة. كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، مؤخرا أن «الفترة الماضية شهدت استئنافا لاتصالات السلطات المصرية بالنائب العام في روما».
وكانت رئيسة البرلمان الإيطالي، لاورا بولدريني، قد طالبت أيضا في نيسان / إبريل الماضي بتدخل أوروبي للكشف عن ملابسات مقتل الباحث الإيطالي. وقالت: «لقد تم قتل جوليو ريجيني، وحملت جثته علامات تعذيب واضحة. أعتقد أن حقوق المواطنة الأوروبية يجب أن تمارس حتى في هذه الحالة، أي عندما يتم التعامل مع مواطن أوروبي بهذا النحو. على أوروبا الدفاع عن ضرورة الكشف عن الحقيقة في مثل هذه القضية».
وتحت مثل هذه الضغوط توجه وفد برلماني مصري رفيع المستوى، برئاسة الدكتور أحمد سعيد نائب رئيس «ائتلاف دعم مصر» إلى مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في فرنسا والتقى مع عدد من قادته وأعضائه.
وحمل هذا الوفد، الذي ضم 13 عضوا في مجلس النواب، ردا على تقرير البرلمان الأوروبي والاتهامات الموجهة ضد مصر، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان وقضية مقتل ريجيني. وكان البرلمان الأوروبي قد أدان في أذار / مارس بشدة ما وصفه بـ»التعذيب والاغتيال تحت ظروف مريبة للباحث الإيطالي»، مطالبا بوقف المساعدات لمصر. وقال البرلمان الأوروبي، عقب جلسة طارئة له وقتها، إن جثة ريجيني «وضحت عليها علامات الضرب الشديد والعنف غير المقبول».
ووفق السفارة الإيطالية، فإن الباحث الإيطالي (28 عاماً)، كان مقيماً في مصر منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لتحضير أطروحة دكتوراة حول الاقتصاد المصري. واختفى مساء 25 يناير/ كانون الثاني الماضي في حي الدقي (الجيزة)، حيث كان لديه موعد مع أحد المصريين، قبل أن يعثر عليه مقتولاً في 3 شباط / فبراير الماضي.
ووجهت أصابع الاتهام في تعذيبه ومقتله إلى أجهزة الأمن المصرية. وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إن التعذيب بهذه الطريقة يشير لمقتل الشاب الإيطالي بأيدي قوات الأمن، وهو أمر نفته القاهرة بشدة.
«القدس العربي»