مدرب الخرطوم ل : المشاركة الأفريقية تحتاج لجهد عال

أكمل حمزة الجمل لاعب الإسماعيلي والمنتخب المصري السابق والمدير الفني الحالي لفريق الخرطوم الوطني السوداني ، مهمته بنجاح وهو يعيد الفريق للمركز الرابع وللتمثيل الافريقي دفعة واحدة وهو أمر فقده الفريق في الموسم الماضي ، وقد جاء تعديل مسار الخرطوم في ظل متغيرات كثيرة شهدها النادي قبل قدوم الجمل الذي كشف في الحوار التالي مع “” تفاصيل النجاح الذي تحقق..
لماذا تأخر حسم حصول الخرطوم على بطاقة التمثيل الافريقي في الموسم حتى آخر مباراة ؟
تأخر لأن الدوري قوي ، هذا أولا .. الفرق التي كانت تتنافس على المراكز من الرابع وحتى السابع كانت كلها فرق قوية وجيدة جدا في المستوى ، هذا ثانيا .. نحن نافسنا الجميع بقوة وتحدي ، وإن استطعت بهذا النجاح أن تضعني فضعني في آخر الصف ، ضع مجلس إدارة نادي الخرطوم وجمهور الفريق ولاعبيه والأجهزة الآخرى التي شاركت معه في تحمل المسؤولية في المقام الأول. نحن عانينا من نقص عددي في مواقع معينة بالفريق كالمهاجمين فأنت فريق تنافس على المراكز الأولى والمتقدمة ، ولابد بالتالي أن يكون لديك عنصرين أو ثلاثة في الجانب الهجومي ، ولكن مع ذلك فإن لاعبي الخرطوم الوطني من افضل لاعبي الفرق التي أدت مباريات من الناحيتين البدنية والفنية والانضباط التكتيكي ، وأيضا انضباط خارج الملعب ، وأنا حقيقة فخور جدا بالتجربة في الخرطوم الوطني والحمدلله أن المجهود الذي بذل لم يذهب هدرا وذلك ظهر في آخر مباراة.
كيف خططت للفوز أمام الأهلي شندي القوي مع أنها آخر مباراة لكم ولا خيار فيها غير الفوز لضمان التمثيل الافريقي ؟
مباراة الأهلي شندي من ناحية فنية لا تقل عن المباريات ضد المريخ والهلال ، فالأهلي شندي لديه لاعبون جيدون يملكون الحلول الفردية والجماعية ، سرعة في الآداء ، حارس مرمى على أعلى مستوى ، ومهاجمين خطيرين ، فكان لابد أن نضغط عليهم في وسط الملعب وأن نضعف الأطراف خاصة الظهير الأيسر فارس لأنه لاعب جيد ، ولعبنا على أساس أن يكون لدينا لاعب يشكل العمق في وسط الملعب ، وعمق في وسط المدافعين وتسبب هذا الأسلوب في إرتباك شديد للأهلي شندي ، كما قمنا بتشكيل عمق هجومي ساعدنا في الوصول إلى المرمى وإحراز هدفين واضعنا أكثر من ست من فرص مؤكدة ، فصلاح الأمير اضاع هدفين مثلا ودومينيك هدف ، ولكن الأهلي شندي فريق محترم جدا ويلعب بأعلى مستوى فني ، ومن الفرق التي أستمتع بأداءها في الدوري السوداني.
ماذا تعني عودة الخرطوم الوطني للتمثيل الأفريقي على يديك ؟
حينما جئنا إلى السودان لتولي المهمة كان فريق الخرطوم الوطني يمر بمرحلة انتقالية ، حيث تغيب عن المشاركة في البطولة الافريقية ، وفقد لاعبين على مستوى فني رفيع ، وكان ذلك بمثابة تحد بالنسبة لي في أن احقق هدفا بعينه خلال مهمتي مع الفريق ، ولقد حققنا الهدف المعني حيث أننا نافسنا الآخرين حتى آخر لحظة ، وهذا إنجاز في ظل نقص العناصر التي غادرت الفريق نهاية الموسم الماضي ، أما ما حدث في مباراة الأهلي شندي أمس فإنني أعتبره إعجازا ، فالمجهود الذي بذل خلال العام كان كبيرا جدا منذ أول يناير وحتى يوم الجمعة 24 أكتوبر ، وخلال تلك الفترة كنت أمر بظروف أسرية صعبة جدا ، فتحاملت على مشاعري كثيرا وبذلت جهدا أكثر بحيث أنني تملكت إرادة أنني لابد أن احقق المهمة ، وقد كنت أحد ثلاثة مدربين فقط بالدوري السوداني الذين اكملوا الموسم منذ بدايته وحتى نهايته في ظل أن أغلب الأندية غيرت مدربيها سواء وطنيين أو من خارج السودان ، فذلك بفضل الله أعتبره إنجازا لشخصي ، وخلال ها الموسم قدمنا لاعبين صغار السن وآخرين لمنتخب السودان ، كما قدمنا مستوى فني جعل الكل يحترم أداء الخرطوم الوطني.
وأما المشاركة الأفريقية فإنها تعني إنجاز لي كمدرب يعمل لأول مرة بالسودان ، فهذا يبدو أمر صعب جدا لأن العملية فيها يصحبها ضباب وأنت تعمل في بيئة لا تعرف عنها أي شئ ، ولكنني الحمد لله اكتسبت ثقافة جديدة تمثلث في التعامل مع ثقافة الإداري واللاعب والجمهور والإعلام السوداني ، والملاعب والتحكيم ، وبهذا حصلت الآن على خبرة كافية من كرة القدم في السودان وخبايا المنظومة بالكامل. وأما المشاركة الأفريقية فهي شئ جيد ولكنها تحتاج إلى جهد عالي ليس فني بل جهد إداري من مجلس الإدارة بأن تملأ الفراغات الموجودة بالفريق.
ما هي حقيقة تعاقدك مع نادي الخرطوم ووضعك الحالي معهم ؟
لقد انتهى عقدي مع نادي الخرطوم الوطني ، ارى أنني كشخص محترف لا يمكنني إطلاق أحاديث من نوعية “سوف أغادر أو أبقى أو أن تفتح معي إدارة النادي هذا الملف” حيث أن ذلك يشتت أفكاري ، فقد كانت أمامي مهمتان كبيرتان جدا مثل مباراة الرابطة الاسبوع الماضي ومباراة الأهلي شندي أمس ، فكان لابد أن اركز على أعلى مستوى من التفكير ، ولقد انتهت هذه الأمور ، والآن ننتظر مجلس إدارة النادي وهو صاحب القرار حول وضعيتي بالتجديد أو عدم التجديد ، وأفخر بأنني عملت مع هذه الإدارة المحترمة جدا ، ولهذا أترك هذا الأمر لي ولهم معا ، وأنا إن شاء الله سعيد بأن اعمل معهم لكن لابد أن تتوافر عناصر النجاح ، فأنا من المدربين الذين يعشقون النجاح وأحب ذلك جدا ، فهو بالنسبة لي قرار مثل الأكل والشرب ، ولهذا أتمنى توفر مقومات النجاح بالنسبة لي على رأس الجهاز الفني ، وسوف أرفع تقريري النهائي لهم اليوم ، وسواء استمريت مع الفريق أو لا فإنني أكن لهم كل إحترام وتقدير ، واعتبر نفسي منذ هذه اللحظة أنني إبن من أبناء نادي الخرطوم الوطني.
ما هي المباراة التي شكلت المنعطف في حصول الخرطوم الوطني على مقعد التمثيل الأفريقي ؟
هي مباراة فريق الرابطة بملعبه في مدينة كوستي الاسبوع الماضي ، نحن أدينا بمستوى فني جيد هذا الموسم لفترات طويلة ، لكن التراجع الذي حدث لنا في مباراتي الامل عطبرة والهلال المتصدر أحدث نوعا من الإرتباك لكن الحمد لله نجحنا في معالجة اللاعبين نفسيا ، كما منحتهم ثقة كبيرة جدا لنخرج من ذلك الإرتباك ، ولهذا كانت مباراة الرابطة فاصلة بحيث اننا يجب أن نفوز فقط ولو لم يحدث ذلك يجب ان نحقق التعادل وهذا ما حدث ، وقد كانت من أفضل المباريات على الإطلاق ، وأود بهذه المناسبة ان اشكر جمهور مدينة كوستي بشكل رائع وما حدث قبل الذهاب إلى كوستي هو أمور فردية لا تعبر عن جمهور كوستي المحترم. لقد إقتنصنا نقطة مهمة جدا من الرابطة بملعبه في مسيرتنا هذا الموسم وكانت كافية لأن تمنحنا دفعة في مباراة الأهلي شندي فحققنا الفوز.
ما الذي يحتاجه فريق الخرطوم الوطني للظهور الجيد ببطولة الكونفيدرالية الأفريقية ؟
الفريق يحتاج لملء فراغات معينة في الملعب من ناحية فنية ولابد أن يحدث ذلك بعناصر جيدة تستطيع أن تحقق هدف النادي سواء في الموسم القادم أو في المشاركة الافريقية والتي من الأفضل أن تشارك فيها بإيجابية وهذا يتطلب العنصر البشري ، ولقد دونت هذا في تقريري.
ما هو تقييمك للدوري السوداني الممتاز بعد أول تجربة خضتها به ؟
دوري قوي ، وقد تطور خلال السنوات الثلاث الآخيرة ، ومستويات الفرق فيه متقاربة ، أما مستوى التحكيم فيه فقد بدأ مهزوزا ولكنه تحسن بشكل ملحوظ جدا ، وهناك تنافس جيد ولا تحسم فيه البطولة مبكرا ، ما عدا حسم الأهلي شندي الترتيب الثالث فقط قبل فترة كافية ، بينما لم يحسم المراكز الرابع المؤهل للتمثيل الافريقي والأول والثاني بعد ، ولم يحسم الأمر ايضا في مباراتي ملحق البقاء أو الهبوط ، وهناك دعم متوفر من المسؤولين حتى على المستوى السياسي عن الفرق بالولايات.
كلمة أخيرة
أشكر موقع كووورة الذي ظل يبرز انتصاراتنا وأنا سعيد جدا بأن هذا الموقع الأكثر قراءة على مستوى الوطن العربي ظل متابعا للخرطوم الوطني والدوري السوداني عن قرب ، كما أشكر الإعلام السوداني الذي أبرز الخرطوم على حقيقته الفنية والإنضباطية ، وشكرا لمجلس إدارة نادي الخرطوم ولاعبيه وجماهيره والأجهزة الآخرى التي تعاونت معي.
كووورة