أخبار السودان

المتسلطون.. حصار أم (إبتزاز)؟!

عثمان شبونة

* من غير المعقول أن يتصالح الشعب السوداني أو يتعاطف مع نظام جلب له المقاطعة الاقتصادية بإصراره على العناد (من حيث يحتسب!!)؛ وهو الذي لا خرقة تغطيه..!! ثم بعد هذه السنين الطويلة من تعذيب الشعب دون جناية؛ يصدّع النظام رؤوسنا (بضرورة رفع الحصار).. وجيل كامل شبّ وترعرع وسط (كواريك!) هؤلاء الحاكمين التعساء الذين تحدوا العالم بالإدعاءات؛ وغلبهم السير بمركب الوطن في اتجاه صحيح.. أعني (أي اتجاه) أرضي أو سماوي..!! ومن عجبٍ أنهم كانوا يترنمون بنشيد للشاعر محمد إقبال؛ حرّفوه ومسّخوه وتفّلوه: (الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح.. وسفينة “الإنقاذ” سارت لا تبالي بالرياح)..! الآن (نعاين) حصاد الريح والظلام… وطن متأخر بسمعة سيئة؛ حصار؛ اقتصاد منهار؛ وفساد اكتسح الديار..! أتدرون سبباً واحداً لكل ذلك؟! إنه الغرور؛ فحسب..! والمغرور مهما بلغ به الوهن يأخذه الحمق للبعيد؛ فيتراءى له أنه قوي؛ وإن الله ناصره (ولو كان جباراً عتيّا)..!
* مع هذه الأشواك التي يجنيها الوطن اليوم؛ يتساءل المرء: أي نصر حققته (سفينة الإنقاذ) التي بُنيت طوابقها بالزيف والسراب؛ وهي في الوحل منذ 27 عاماً؟!
* ها هم بعد أن صار الوطن (كيمان متناثرة ــ بقايا وانقاض ــ نفايات ــ حاويات مهلكات ــ واقتصاد مبني على الجبايات..الخ)؛ ها هم يكتشفون على استحياء أنه لابد من رفع الحصار الذي (دنا عذابهم كثيراً) بأسبابه..! وعذبوا به شعبنا؛ الذي أسوأ ما فيه (التسامح) والنسيان..!
* بين حين وآخر؛ يخرج علينا كائن من الحكومة ليذكرنا بأن هنالك حصار اقتصادي مفروض على السودان ولابد من (رفعه) كأننا طلبنا (إنزاله) قبلاً؛ حينما فرضه (الكائن الحكومي) وجماعته..! ثم.. من الذي قال إن أنفاسنا تتقطع من أجل رفع الحصار (الخارجي) وحصارنا في أصله وفصلِهِ (داخلي)..!!
* حول الشأن أعلاه؛ حملت الأنباء قبل يومين تصريحات للقيادي بالحزب الحاكم في السودان إبراهيم محمود، لا جديد فيها ولا (طعم!) تخبرنا ــ التصريحات ــ عن اتجاه لرفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على الخرطوم، مقابل تعاون الأخيرة في محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية..!
* أليس حقاً شر البلية ما يضحك؟! أهذه صفقة أم إبتزاز “بالمقابل”؟! أهذه فضيحة أم هو الجهل التام بمعنى السياسة أو الكياسة؟! فما تنوي الحكومة السودانية دفعه نظير رفع العقوبات الامريكية يتجه “لإدانتها” أي الحكومة؛ وبهتها من حيث تدري أو لا تدري في الغالب “وهي المبهوتة دائماً”؛ فالصلف (يُعمِي)..! ماذا يعني إذا لم تُرفع العقوبات الامريكية عن كاهل الوطن الأسير؟! هذا سؤال العاقل والجاهل (معاً)..! هل يعني ذلك أن الحكومة السودانية ستدعم الإرهاب ــ مثلاً ــ والهجرة غير الشرعية؟! هل يعني ذلك اعتراف السلطات السودانية بأن (الهبو) يعلوها ويمكن التخلص منه بهذه الصفقة؟! لو كان المتسلطون يؤمنون (بالإرهاب!) فعليهم عدم التنازل لأمريكا وهي (تحت جزمتهم!!).. هذا قولهم.. والأيام شاهدة..! أما إذا أصبحوا ــ فجأة ــ بالوداعة الماثلة؛ فعليهم دفع الثمن..! لا يستقيم أن تدين شيئاً وفي ذات الوقت تتهيأ لاحتضانه… ذلك يضاهي (شخص “يفعلُ فِعلته” في إناء ويرفض الشراب به؛ وهو الفاعل)..!!
خروج:
* لا حديث يدعو لرفع الحواجب.. حينما تكون (اللا شرعية) نقطة ضعف سلطة المتأسلمين (وإن إدّعت تجاهلها) وحينما يكون تاريخها المُشاع (دمامات!) ودماء؛ وخواء..!!
أعوذ بالله
الجريدة

تعليق واحد

  1. رحم الله ..أبو الطيب المتنبي..حين قال.

    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
    وأسمعت كلماتي من به صمم..
    وقيل زمان في عاميتنا..

    السواي ما حدث..

    ونحن نتحدث كثيرا دون تقدم قيد أنمله..ثم ماذا ؟
    لا أركان الحكم يلقي لنا بالا إيمانا بضعف وحدتنا..المعارضة..شكرا عثمان دوام الطرق عل الحجر ينفلق..

  2. * لا حديث يدعو لرفع الحواجب.. حينما تكون (اللا شرعية) نقطة ضعف سلطة المتأسلمين (وإن إدّعت تجاهلها) وحينما يكون تاريخها المُشاع (دمامات!) ودماء؛ وخواء..!!
    تسلم البطن الجابتك يا رجل .

  3. رحم الله ..أبو الطيب المتنبي..حين قال.

    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
    وأسمعت كلماتي من به صمم..
    وقيل زمان في عاميتنا..

    السواي ما حدث..

    ونحن نتحدث كثيرا دون تقدم قيد أنمله..ثم ماذا ؟
    لا أركان الحكم يلقي لنا بالا إيمانا بضعف وحدتنا..المعارضة..شكرا عثمان دوام الطرق عل الحجر ينفلق..

  4. * لا حديث يدعو لرفع الحواجب.. حينما تكون (اللا شرعية) نقطة ضعف سلطة المتأسلمين (وإن إدّعت تجاهلها) وحينما يكون تاريخها المُشاع (دمامات!) ودماء؛ وخواء..!!
    تسلم البطن الجابتك يا رجل .

  5. يديك العافية وانت تكتب عنا وتزيح قليل من الغموم والهموم وضيق الصدر، كلما تذكرنا وراينا ما حاق بنا من تدهور وتضعضع حتى صرنا لا نرى بالعين.
    اللهم يارب فك أسرنا من هذه الطغمة الظالمة ، وانهض بشعبنا ليثور على الظالم مهما كان سلطانه ، اللهم تعلم ما حل بنا ، اللهم ازل ظلمهم ، وصير كيدههم فى ضلال وسلطانهم فى اضمحلال ،
    حسبى الله ونعم الوكيل

  6. ياعزيزى كلما كتبته صحيح ويعرفه جميع الشعب السودانى حتى رعاة الضان فى البطانه وسهول كردفان ولكنهم يعرفون ايضا” أن البديل اسوأ ..
    حتى يتم تغيير الحال لابد من طرح أفكار بديله وليس هيصه بديله !
    لماذا لا تطرح الاحزاب المعارضه رؤيتها لأداره السودان ؟ أم أنهم يعتقدون أن طرح فكره الثوره الشعبيه على النظام تكفى لأقناعنا بانها جديره بأن تكون البديل المناسب !
    لقد تعلمنا الدرس من اكتوبر 1964 وابريل 1985 ولن نخرج لمجابهه الرصاص من أجل السراب .
    القوا ما لديكم من افكار أو دستور متفق عليه حتى نخرج على النظام من أجل هدف واضح المعالم وألا فأنا هاهنا قاعدون وأذهب يا شبونه أنت ومن معك فقاتلا الانقاذ .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..