حاق الفشل المتكرر بالفريق الوطني في سيكافا وذاق طعم الخروج المهين من بطولة المحليين قبل الوداع المبكر للشباب والناشئين.. أسوأ نتائج 2015م

الخرطوم ? عثمان الأسباط
انتهى الموسم الكروي بالسودان بسلام رغم الأزمات التي رافقته وكادت تعصف به، ولولا احتكام الرياضيين لصوت الحكمة والعقل الراجح لطال سيف عقوبات الاتحاد الدولي (فيفا) السودان وتوقف النشاط على خلفية تدخل البرلمان في قضية الموسم الشهيرة، وبعيداً عن نجاحات ثنائي القمة (الهلال والمريخ) في دوري أبطال أفريقيا ووصولهما إلى المربع الذهبي فإن منتخبنا الوطني الأول حقق أسوأ نتائج على الإطلاق في العام 2015م وهي التي لم تحدث طوال مسيرته العامرة بالنجاحات، وعلى النقيض من إخفاقات كبار صقور الجديان نجح منتخبنا الأولمبي في تحقيق نجاحات مذهلة في مشوار التصفيات الأولمبية وحقق انتصارات متواصلة وتفوق على أعتى المنتخبات الأفريقية.
المنتخب الأول
تعددت مشاركات منتخبنا الوطني الأول في العام 2015م حيث دشن صقور الجديان مشوارهم بتصفيات بطولة الأمم الأفريقية التي ستقام نهائياتها بالجابون في العام 2017م، وأوقعت القرعة السودان في المجموعة الرابعة عشرة مع منتخبات كوت ديفوار وسيراليون والجابون مستضيف النهائيات، وخاض منتخبنا أولى مبارياته مع سيراليون بالخرطوم وفاز بهدف رمضان عجب وفي المواجهة الثانية نازل الغابون على ملعبها وتعرض السودان لخسارة مذلة بلغت أربعة أهداف دون مقابل ما أفضى إلى تقديم المدير الفني للمنتخب الكابتن محمد عبد الله مازدا استقالته من منصبه، مشوار المنتخب في ذات التصفيات لازال مستمراً حيث سيواجه كوت ديفوار رايح جاي بالخرطوم وأبيدجان بجانب ملاقاة سراليون بفري تاون والغابون بأم درمان، حظوظ السودان في التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية تبدو ضعيفة للغاية في ظل النتائج السلبية علاوة على أن هناك عائقا كبيرا يقف أمام طموح صقور الجديان يتمثل في تأهل بطل المجموعة فقط للنهائيات.
خروج مهين من بطولة المحليين
ودع المنتخب الأول تصفيات بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين من المرحلة الأولى وذلك بعد الهزيمة من يوغندا ذهاباً وإياباً وبنتيجة واحدة هدفين دون مقابل.
وداع مذهل من تصفيات المونديال
وبعد مرور اسبوع واحد وقبل أن تستفيق الجماهير السودانية من كارثة التصفيات خرج صقور الجديان من تصفيات كأس العالم المقامة بروسيا في العام 2018م من الباب الواسع عندما تعرضوا للهزيمة من منتخب زامبيا في التصفيات التمهيدية ذهاباً بهدف في مدينة كريمة وإياباً بهدفين دون رد بلوساكا.
فشل متكرر في سيكافا
شارك منتخبنا الوطني الأول في بطولة شرق ووسط أفريقيا (سكيافا) التي أقيمت بمدينة بحر دار الإثيوبية، وأوقعت القرعة المنتخب في مجموعة ضمت مالاوي وجنوب السودان وجيبوتي، وخسر السودان المباراة الأولى من نظيره المالاوي بهدفين لهدف فيما تعادل مع جنوب السودان بدون أهداف واكتسح جيبوتي برباعية ليتأهل إلى دور الثمانية، وفي هذه المرحلة واجه المنتخب جنوب السودان مجدداً وتعادل الفريقان في الوقت الرسمي سلبياً ليحتكما إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للسودان بنتيجة خمسة أهداف لثلاثة ونقلت النتيجة صقور الجديان إلى دور الأربعة من المنافسة، وفي نصف النهائي واجه منتخبنا الوطني نظيره الرواندي وتعادل المنتخبين في الزمن الرسمي بهدف لكل وبعد الاحتكام إلى ضربات الجزاء الترجيحية ابتسمت إلى رواندا ليودع السودان البطولة من دور الأربعة ويواجه منتخب إثيوبيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي خسرها صقور الجديان بالركلات الترجيحية (5-4) بعد انتهاء الوقت الرسمي بهدف لكل، محصلة منتخب السودان في سيكافا وضعته في المركز الرابع في بطولة تعد الأضعف على مستوى القارة الأفريقية.
نجاحات الأولمبي
على النقيض من فشل المنتخب الأول حقق صغار صقور الجديان نتائج مميزة في التصفيات الأولمبية حيث دشن منتخبنا الأولمبي مشواره بملاقاة نظيره الإثيوبي واستطاع المنتخب السوداني أن يتغلب على إثيوبيا رايح جاي بنتيجة هدفين دون مقابل بأديس أبابا وعروس الرمال، وفي الدور الثاني قابل الأولمبي منتخب جنوب أفريقيا وفاز الأول بهدفين دون مقابل بمدينة الأبيض وخسر السودان بجوهانسبيرج بهدف دون رد ليتأهل الأولمبي إلى المرحلة الثالثة وينازل تونس التي خسر أمامها ذهاباً وإياباً بهدف وحيد في رادس وهدفين دون رد بالأبيض، ورغم الهزيمة من أبناء الخضراء إلا أن منتخبنا الأولمبي تأهل إلى النهائيات الأفريقية التي أقيمت بالكنغو برازافيل وأوقعته القرعة في المجموعة الثانية إلى جانب البلد المضيف وبوركينا فاسو وزيمبابوي، ودشن صغار صقور الجديان مشوارهم بملاقاة الكنغو وخسروا بهدفين لهدف وفاز السودان على زيمبابوي بهدف في المباراة الثانية وتعادل الأولمبي السوداني في مباراته الأخيرة مع بوركينا فاسو بدون أهداف ليحتكم المنتخبان للقرعة لتحديد المتأهل بحسب شروط المسابقة بعد أن تساويا في عدد النقاط والأهداف لتبتسم القرعة في نهاية المطاف للمنتخب البوركيني، ليختتم منتخبنا الأولمبي مسيرته في العام 2015م بطريقة رائعة محققاً نتائج مبهرة ومتفوقاً على منتخبات قوية وكبيرة في القارة.
خروج مبكر للناشئين والشباب
شارك منتخبا السودان للناشئين والشباب في التصفيات الأفريقية في فاتحة العام 2015 إلا أنهما ودعا المسابقات من الدور الأول، ليتواصل سيناريو الخروج المستمر لمنتخبات الصغار من الأدوار الأولية للموسم الثالث على التوالي.
أسباب عديدة
ظلت الكرة السودانية وعلى مدى الأعوام السابقة تتراجع بشكل مخيف وتنتقل من سيء إلى أسوأ فنيا وإداريا وذهب المهتمون بأمرها مذاهب شتى في سبيل تشخيص أدوائها بحثا عن الدواء الناجع الذى يعيد لها الريادة الأفريقية إذ أن السودان يعتبر أبو اللعبة في القارة والذي نبعت منه فكرة الاتحاد الأفريقي ونال شرف تنظيم أول بطولة قارية كما نال لقب بطولة أمم أفريقيا في العام 1970م، الخبراء الذين يشرحون القضية الآن تذهب آراؤهم إلى أن أسباب الفشل تكمن في ضعف الإمكانيات في زمن اصبحث تحولت فيه كرة القدم من الهواية إلى الاحترافية وباتت الدول تدعمها بلا حدود من واقع أنها تمثل سفارة بين الشعوب بينما تحجم عندنا الدولة عن الدعم فقد أثبت المال سطوته في كرة القدم في السنوات الأخيرة بصورة لم تحدث في تاريخ اللعبة من قبل وأصبح انفاق أموال طائلة يعني تحويل فريق أكثر من عادي لفريق بطولات، بينما يرى آخرون أن تركيبة اللاعب السودانى نفسها هي التي هوت باللعبة كونه هشا نفسيا وبعيدا عن الاحترافية التي وصل اليها العالم من حولنا في مجال كرة القدم بينما يتهم البعض البنيات الأساسية لكرة القدم بالبلاد بضلوعها المباشر في التدهور إلا أن الجميع يتفقون على أن عدم تواصل الأجيال هو المحرك الرئيس للتدهور المريع.
تشخيص علمي
شخص المدرب القومي الفاتح النقر الحالة التي مرت بها منتخبات كرة القدم في السودان في العام 2015م بأنها لا تقوم على التمرحل السني مشيرا إلى أن المدارس السنية هي التي تولت النهوض بكرة القدم في العالم أجمع مستدلا بالمدارس السنية في السنغال وساحل العاج التي حملت منتخبات بلادها فيما بعد إلى آفاق ارحب في فضاءات الكرة الأفريقية وطورت أداء اللاعبين لتقدم عددا منهم إلى أعظم الدوريات في أوروبا ولفت النقر إلى أن المدارس السنية كانت في السودان تغذي المنتخبات الوطنية وتصل باللاعبين إلى مراحل متقدمة مستدلا بجيل منتخب الناشئين الذي نافس في ايطاليا في العام 1990 والذي يعرف بجيل ماسا وكان يضم عددا من اللاعبين أمثال عاكف عطا وابراهومة وخالد احمد المصفي ونميرى احمد سعيد كما وصل منتخب الشباب الذي ضم هيثم مصطفى ومحمد موسى وعصام على الريح إلى مراحل بعيدة في المنافسات الأفريقية.
نقد لاذع للاتحاد
وانتقد النقر الاتحاد العام للكرة السودانية وقال إن من يشغلون المناصب بالمؤسسة الرياضية الأولى لا علاقة لهم بكرة القدم موضحا انهم يعملون على تجميع المنتخبات قبل اسبوع من المنافسة ويكتفون بإعداد الأندية للاعبين الأمر الذي يفقد اللاعبين الانسجام المطالوب في ظل غياب التجارب الإعدادية موضحا أن التجارب تدل على أن التمرحل في الإعداد هو الذى يقود إلى التميز في الأداء
اليوم التالي