برلمان في وجه العاصفة

نبض المجالس
برلمان في وجه العاصفة ..!
حالة من التململ وعدم الرضاء تسود الاجواء داخل قبة البرلمان بسبب ما اسماه عدد من النواب (سؤالادارة) من قبل قيادة البرلمان الامر الذي دفع ببعض الغاضبين من القادمين الجدد الي اطلاق تهديداتهم بالانسحاب من البرلمان كليا مالم تعيد (القيادة) النظر في منهجها في ادارة شان الملفات التي تطرح داخل البرلمان فلم يشا هؤلاء القادمين الجدد يتهمونها بممارسة منهج التهميش .
لكن يبدو ان القضية الاسوأ من ذلك ليست فقط في كون النواب غاضبين علي القيادة البرلمانية ربما بسبب ملاحقة البعض لمطلوباتهم الخاصة وانما هناك حالة اخري من عدم الرضاء من عموم الشعب لاعتقاد الكثيرين بان البرلمان الحالي لا رجاء منه في اصلاح واقع حال المواطنين وهو ذات الواقع (الكارثي) الذي يفرض كل قوته وجبروته في اتجاه الضغط علي معائش الناس واضعاف ميزانيات الاسر السودانية مما جعل سوادها الاعظم في مواجه غير عادلة مع (غول الاسواق) وتردي الخدمات , فكثيرالمواطنين يعتقدون ان هناك قضايا ملحة ومصيرية تخص معاش الناس وتقلق حياتهم تحتاج الي تدخلات ومواقف حاسمة من نواب البرلمان ومن قيادته .
وكانت قبة البرلمان قد اهتزت الايام الفائتة علي وقع احتجاجات وتدراعيات مذكرة كان قد دفع بها نواب الحوار الوطني الي رئيس المجلس الوطني يطالبون عبرها بافساح المجال لهم في كل الفرص لاسماع صوتهم ورؤيتهم فيما يخص قضايا الحوار واداء ومخرجاته علي ان يتخلي السيد رئيس البرلمان البروف ابراهيم احمد عمر عن منهجه في توزيع فرص النقاش والمداولات للنواب كهذا تحدثت المذكرة التي حصلت عليها (الانتباهة) .
فهؤلاء يتهمونه بانه دائما ما يبدأ بتوزيع الفرص باليمين ويتيح فرصا قليلة ومحدودة لليسار بل ذهبت هذا المجموعة الي اكثر من ذلك حينما اعتقدت ان رئيس البرلمان تعمد ان يضع جميع نواب الحوار الوطني (يسار القاعة) مما يتيح ابوابا مشرعة للتاويل , ولازال اصحاب المذكرة ينتظرون ردا مباشرا علي مذكرتهم .
كابوس الداخليات ..!
بالامس اتصل بي عبر الهاتف شخص تربطني به معرفة وهو من احدي قري غرب الجزيرة الوادعة ..كان هذا الشخص مفجوعا وموجوعا كغيره من اولياء الامور الذين دفعوا بفلذات اكبادهم (كوديعة) في صندوق دعم الطلاب للقيام بالنيابة عنهم في توفير السكن والامن والامان لبناتهم الطالبات بالجامعات والمعاهد العليا في زمن يموج بالمهددات وبالسلوكيات الاجرامية .
ابلغني هذا الشخص بحالة ابنته (المفزوعة) التي استنجدت به فجرا عبر اتصالها به بان لصا سطا عليهن هي وزميلاتها الثلاثة بكلية الهندسة بجامعة السودان وهن داخل الغرفة بمجمع الشهيدين بمدينة السودان الجامعية حيث ابلغت الطالبة والدها بان لصا اقتحم عليهن الغرفة وهن في نوم عميق ولكن احدي الطالبات الثلاث شعرت بان حركة غريبة بجوار سريرها فاطلقت صرخة (هستيرية) تحولت معها حالة الهدوء الي هرج ومرج لكن دون جدوي فقد اختفي اللص واختفت معه اكثر من ثلاثة اجهزة تلفون ذكية بعد ان جرد (اللص) احداهن من ملابسها ثم هرب فالداخلية ابوابها ومنافذها مشرعة حيث لا حارس هناك اما الاشراف فهو نائم نوم العافية ولم تكن هذه الحادثة هي الاولي ولكنها تكررت عدة مرات كما ذكرت الطالبات .
ويبقي السؤال ..لماذا لم تعمل ادارة الصندوق القومي لرعاية الطلاب علي توفير القدر الاوفر من الامن لداخليات الطالبات حتي لا تتكرر مثل هذه السرقات الليلية وحتي لا تكون هذه القضية مبررا للاحتجاجات واغلاق الشوارع بمثل ما حدث لهؤلاء الطالبات بمجمع الشهيدين عشية الجمعة الماضية فالصندوق مطالب برفع سقف اهتماماته بقضية السكن الامن , صحيح ان ادارة الصندوق نجحت في انشاء المدن السكنية علي مستوي ولايات السودان كافة ولكنها ربما اهملت المطلوبات الاساسية التي تجعل من المبني معني وقيمة وامنا.
سلاح وقبيلة و(شرف) ..!
علي نحو حذر استجمعت الحكومة المركزية كل قواها وارادتها والياتها لانفاذ مشروعها التاريخي والمفصلي حيال ازمة دارفور الخاص بجمع السلاح ووجهت كذلك خطابها السياسي والاعلامي للدفع بقوة في اتجاه تحقيق هذا المشروع رغم ان مدخلات المشروع كما يعتقدها البعض لم تكتمل بالقدر الذي يمكن الحكومة من قطف الثمار في شكل مخرجات تتفق مع رغباتها ومزاجاتها السياسية . صحيح ان فكرة جمع السلاح اذا تحققت بالاسلوب الناعم سيكون نتائجه علي الواقع هناك بدارفور امنا وسلاما واستقرارا لكن في المقابل ربما تنتكس الاوضاع او تعود الي مربعها الاول خصوصا ان فكرة نزع السلاح قد تؤدي الي احتكاكات وتمايزات قبلية فالسلاح يعني لكل قبيلة شرف وهوية وحياة ولهذا فان مشروع جمع السلاح ربما تعترضه في مراحله الاولية حالة من التعنت والرفض والتوجس خصوصا من الزعامات والروؤس الكبيرة بقبائل دارفور وقد بدات اولي (المخاشنات) من زعيم قبيلة المحاميد موسي هلال في اعقاب اعتقال اربعة من حرسه الخاص .
حينما تصبح المصانع (هياكلا) ..!
في الوقت الذي تحاول الحكومة التسويق لشعار (الانتاج والانتاجية) كمخرج للاقتصاد السوداني من ازماته واحتقاناته وجنون اسعاره عبر فكرة اغراق الاسواق بالانتاج وتحريك حركة الصناعة باقصي طاقاتها لكن في هذا الوقت تتحدث تقارير واحصاءات وزارة الصناعة عن توقف ما لا يقل عن 600 مصنع عن الخدمة وهذا بالحسابات الاقتصادية والاجتماعية تراجعا كبيرا وتناقضا واضحا مع السياسات المعلنة من قبل الدولة في الشان الاقتصادي , كان الاجدي لوزارة الصناعة الاتحادية ان تقدم مرافعتها حول واقع الصناعة وعن الاسباب التي جعلت العشرات من هياكل المصانع السودانية المعطوبة والمتناثرة كما الجثث الممزقة علي فضاءات بلادي تنتظر من (يقبرها) او يبعثها من جديد ,فليت وزارة الصناعة تخرج ببيان للناس ..كيف ولماذا توقفت هذه المصانع ؟ والي اي مدي كانت السياسات الحكومية سببا في هذا الانهيار الصناعي ؟ .
هاشم عبد الفتاح
[email][email protected][/email]