رغيفة بجينه.. متى تنتفضوا لكرامتكم ياسودانيون؟

? أضاعت حكومة الحزب الواحد والرئيس الواحد والبرلمان الواحد، فرصة ذهبية خلال الأيام الفائتة لتسجيل هدف جديد في مرمى الشعب (المفتوح) منذ 27 عاماً باستغلال الزخم الإعلامي والإقليمي والدولي الذي أعقب زيارة اردوغان للسودان ووجد الإشادة من كثير من الشعوب وانتقدته الحكومة المصرية وإعلامها بالدرجة التي وجد السودانيون أنفسهم مجبورين على الانشغال بالرد على هذه الإساءات في مواقع التواصل أو القنوات الفضائية السودانية أو المصرية المعارضة، لتنتهز حكومة(الغفلة) الفرصة وتكافىء الشعب المتخندق معها في الحملة على المصريين، بـ(طوبة) على رأسه اسمها (الرغيفة بجنيه)، بدلاً من قرار مفرح يتواءم مع هذه اللحمة الوطنية.
? ومعلوم أن الحكومة الانقلابية الديكتاتورية في الخرطوم على مر سنوات حكمها استفادت من حالات كثيرة مشابهة وجدت فيها تعاطفاً(مؤقتاً) من الشعب الصابر، مثال الضربة الأمريكية على مصنع الشفا، ودعوة المحكمة الجنائية بمحاكمة البشير، وهجوم العدل والمساواة على امدرمان وقتلها مدنيين.
? ومعلوم كذلك في أروقة السياسة أن القرارات(الملغمة) التي تنوي الحكومة إصدارها وتخشى غضبة الشعب، تنتهز فرصة الأحداث الكبيرة والمؤثرة محلياً وإقليمياً ودولياً لتصدر تلك القرارات طمعاً في عدم لفت الانتباه إليها وهو مانشاهده حالياً مع حكومة السيسي الانقلابية التي تنتهز الأحداث العالمية والإقليمية المؤثرة مثل قرار ترامب بتهويد القدس، وحادثة ذبح مصريين في ليبيا بواسطة داعش، والحرب الأهلية في سيناء، لتصدر أحكام إعدام وتنفذ تصفية قيادات إخوانية أو معارضة بدم بارد تحت رواية(حدث اشتباك مع إرهابيين).
? منظرو المؤتمر الوطني أرادوا استثمار انشغال الشعب بالأحداث الإقليمية والتوترات مع مصر وزيارة اردوغان، واحتفالات رأس السنة وأعياد الاستقلال، بإصدار قرار (الرغيف بجينه) بعد أن فشلوا في تجاوز أزمة ارتفاع الدولار، ولمسوا (انكسار) الشعب طيلة 27 عاماً لمئات القرارات المهينة والمذلة من زيادات أسعار وإهانات من الرئيس على شاكلة (الهوت دوق) و(لحس الكوع)، وهز النسيج الديموغرافي السكاني في الخرطوم بإنشاء صندوق الإسكان وتشجيع سكان الولايات للقدوم للعاصمة وهجر الزراعة والإنتاج هناك مما ساعد إفراز ظواهر سالبة على قرار اغتصاب الأطفال وارتفاع معدلات الجريمة وظهور جرائم دخيلة على المجتمع السوداني.
? أمس انتفضت الجزيرة وقدمت شهداء، فيما (الوافدون الجدد) في الخرطوم، مشغولون بتمكين أنفسهم في بيوت السكن الاقتصادي والاستقرار في محل (الرئيس بنوم والطيارة بتقوم)، أما الصفوة في النقابات المهنية أو غيرها ويعول عليهم في قيادة الشعب للانتفاض ، فقد نفدوا بجلدهم إلى خارج السودان وفضل بعضهم المعارضة من الفنادق، والمعارضة المسلحة في النيل الأرزق وجنوب كردفان والحركة الشعبية في حالة (إغماء) بسبب الحرب الأهلية في الجنوب الداعم الرئيسي.. ومعلوم أن انتفاضة أبريل 85 قامت على اكتناف المحامين والأطباء.
? الآن، الكل في مركب واحدة، صحيح أن المهمة صعبة وآلة القمع الحكومية ستقتل الأبرياء على قرار مذبحة 2013 التي راح ضحيتها 200 شهيد من المتظاهرين في العاصمة ضد زيادة البنزين، وهناك قوات الأمن والدعم السريع والشرطة والجيش، كلها ستطلق النار على المتظاهرين لكن نقول للشعب السوداني، إلى متى تسكت ومرحلة إهانتك وإذلالك تصل لمرحلة (رغيفة بجينه؟) بعد أن سكت على إهانات كثيرة؟ وإن كانت تخاف الموت من طلقة في الشارع، كيف ستأمن من ذات الموت إن جاء أجلك وأنت نائم في سريرك أو بجوار زوجتك وأطفالك؟!!
? لا أحد يموت قبل يومه، ولا أحد يعيش بعد يومه، انتفضوا وأخرجوا لاقتلاع النظام الفاسد(السودان من بين أكثر 10 دول العالم في فساداً)، واستقبال مرحلة جديدة من السودان الجديد عنوانها الكرامة والحرية والتنمية والتقدم والسلام والازدهار، فقد قاطعنا العالم 27 عاماً (وما جاتنا الحبة) بأمر الله واعتمادنا على الزراعة، وبالتوكل عليه نخرج للشارع ونحتفل بالنصر في يناير مثلما حدث في ثورتي أكتوبر وأبريل.

جمال عيسى
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..