مقالات سياسية

فلتعلم الإنقاذ : من كان في القاع لا يخشى السقوط

يبدو أن الإنقاذ لم يعد لديها غير إستخدام فزاعة الأمن والوفضى والسقوط في الفشل وتخويف الشعب في تمرير أي مشروع يزيد من معاناته وتستشهد في ذلك بدول الربيع العربي سوريا وليبيا واليمن . وهذا يبدو واضحا في التحذيرات التي يطلقونها نواب البرلمان والوزراء وحتى في شتى الوسائط من قبل ( المدسوسين منهم ) ورئيس الجمهورية أطلق هذا التحذير أيضا في حديثه المسرب الأخير في إجتماعه مع قادة المؤتمر الوطني قبل صدور القرارات الأخيرة وحذر من السقوط في الفوضى ومن مصير السودان الذي سيكون كسوريا وليبيا واليمن .. ونفس هذا التحذير أطلقه السيد وزير المالية الفاشل في حديثه الصحفي الأخير بعد أن أتى بمبررات واهية فاشلة لرفع الدعم وقال في ختام حديثه السمج إن السودان أصبح مأوى لكثير من الشعوب التي فقدت هذا المأوى والأمن في بلدانها لأن في السودان أمن وأمان …. فهذا دلالة واضحة على أن هذه القرارات الصعبة عليكم أن تقبلوها ويجب أن ترضوا بها وإلا الفوضى والموت والطوفان … .
لا أدري إلى متى تتعامل الإنقاذ بإستحمار الشعب السوداني بعشرات الوجوه والأقنعة المزيفة … بعد 27 سنة عجافا أوصلتم الشعب إلى القاع فكيف له أن يخشى السقوط هذا بمفهوم الخوف من الفوضى والطوفان المزعوم من قبلكم فلا نخشاها لأننا في فوضى وقتل بطئ من طرف واحد وممنوع على الطرف الآخر حتى الدفاع عن نفسه ولو بكلمة طيبة..
عموما إن الوقائع والتجارب اثبتت غير زعمهم هذا .. فتغيرت في السودان ثلاثة أنظمة حكم وآخرها نظام الإنقاذ الفاسد ولم نر حربا أو إنتقاما في السودان أما دول الربيع العربي حديثة عهد في تغيير الأنظمة والديمقراطيه.
ولو كان هذا الشعب يعشق الدماء والإنتقام لسالت الدماء منذ عام 1989 وحتى الآن حينما إنقلبت الإنقاذ على النظام الديمقراطي وكان هناك رئيس وزراء ونواب منتخبون من هذا الشعب بالرغم من ذلك آثر هذا الشعب الصبور الصمت والصبر ولم ينجر الى العنف والانتقام وإستكان للمؤامرة التي يطيل الحديث عنها الآن ..
فلو كان الشعب السوداني بهذه الشيطنة وهذه الأخلاق فكم عدد القتلى في عهد الانقاذ في بيوت الاشباح وبقية المعتقلات ؟ وكم عدد الذين شردتهم الإنقاذ وقطعت أرزاقهم في عهد الانقاذ ؟ ولا نذهب بعيدا كم عدد الطلبة والطالبات والمواطنيين العزل الذين قتلوا في هبة سبتمبر وحدها لقد تجاوز العدد 250 روحا برئية زهقت من أجل الحرية والعدالة الإجتماعية والغلاء ؟
فلو كان هذا الشعب بهذه الأخلاق فكيف سيكون الإنتقام منكم بعد أن أوصلتم الدولة لمرحلة الفشل والإنهيار بفسادكم الذي عم البر والجو والبحر ؟ سرقتم دخل البترول الذي فاق 70 مليار دولار … دمرتم مشروع الجزيرة العظيم دمرتم سكك حديد السودان … دمرتم التعليم …دمرتم الخطوط السودانية … دمرتم النظام الصحي وإنتشرت الأمراض التي إنقرضت منذ عشرات السنيين .. فلم يكن لدينا مورد واحدا يعتمد عليه … أليس كل هذه الأفعال حرية بأن تؤدي إلى الحقد الدفين والغبن ضدكم؟
أسألكم بالله فاذا كان هذا الشعب بهذه الصورة السيئه التي يحاول جماعة الإنقاذ تسويقها لنا فكم عدد جرائم الإنتقام التي كنا سنسمع بها كل يوم؟ وكم جريمة قتل او خطف لأسر او أبناء رجالات الأمن الذين شردوا وقتلوا ونكلوا بضحاياهم وهم على مقربة من ضحاياهم وفي بعض الاحيان يسكنون معهم في نفس الحي ونفس الحارة ومعروفون بالأسماء … فهل ليس لهؤلاء الضحايا قبائل او أصدقاء ؟ فلم نسمع بمنظمة تاسست تحمل اسم الانتقام لهؤلاء الضحايا او حتى عمليات فرديه كما في الدول التي تشهد حروب أهلية حاليا .. فهذا لا يرجع لجبن هذا الشعب وإنما على مدى الوعي الإجتماعي لهذا الشعب وإحترامه للقانون الذي يرفض مبدأ الانتقام والفوضى .
ولكن هذه المرة صدقوني وللأسف قد يخرج الموضوع عن السيطرة فالحساب سيكون عسير لأن حجم الضرر كبير والجرح عميق والأذى كان جسيما في جسم الوطن والمواطن
التجربه الاخرى عهد الدكتاتور النميري الذي حكم السودان بقوة امنيه عذبت وقتلت وان كان أخف وأهون بكتير من الانقاذ الذي اسقطه الشعب بإنتفاضه شعبيه في أبريل شهد لها القاصي والداني وبالرغم من ذلك لم ينجر الشعب السوداني الى حرب أهليه والدليل على ذلك إن الشعب ترك من عذبه وسرقه ونكل به ولم ينتقم منه وجاء رئيس ذلك النظام النميري وعاش وسط المواطنيين بكل علاته وذلاته … والآن كبار رجالات أمن النميري موجودون ويتبؤون ارفع المناصب وآخرون قضوا نحبهم وآخرون ينتظرون ويشاركون الناس افراحهم وأطراحهم فلم يثأروا أو ينتقموا منهم .
والتحربه الأخرى ثورة اكتوبر قتل فيها ايضا المواطنيين والطلبة ولم نسمع في التاريخ بقتل او تمثيل بالجثث او خطف أسر او أبناء رجال الامن او الجيش او الشرطه الذين قاموا بهذا العمل وما أسهل ذلك كما تفعل بعض شعوب الدول التي تشهد حروب أهلية الآن
أما اذا حدث ذلك سيكون دخيلا وستقوم به الإنقاذ وليس أحدا آخر فهذه هي أخلاقهم فهي المتربصة دائما بهذا الشعب وتجربة سبتمبر خير برهان قتلت الانقاذ أطفال المدارس وطالبات الجامعات بمجرد التعبير عن سخطهم للفساد والفوضى التي عمت مؤسسات الوطن فكان جزاءهم القتل بدم بارد وتريد أن تقول هذا هو حال التغيير الذي تنشدونه فوضى وموت ودماء .

حسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد اوفيت فقط لو ذكرت المجازر الجماعية في دارفور وجبال النوبة
    هذا الشعب الذي تنتظرون منه ان يتظاهر لاسقاط النظام فقد سكت حين كان الناس يقتلوا افرادا وجماعات حتي اذا الفاتورة غلا تباكيتم…………..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..