مقالات وآراء

المواطن والمسؤول !

مناظير – زهير السراج
* توقفت الحياة أكثر من سبع ساعات كاملة من منتصف النهار وحتى الليل في وسط الخرطوم امس، وتأثرت حركة المرور والمواطنين من والى الخرطوم بشكل فظيع، كما انتهز اصحاب الحافلات العامة الفرصة (كعادتهم) ليواصلوا ممارسة هوايتهم، أو بالأحرى ارتكاب جريمتهم البشعة في الهروب من المواقف وتعذيب المواطنين الذين تراصوا أمس بالآلاف على امتداد الطرقات بحثا عن مواصلات تقلهم الى منازلهم بدون جدوى، مما ادى لتأخرهم في الوصول الى اماكن اقامتهم الى ساعة متأخرة من الليل، بينما تقف السلطات المختصة وعلى رأسها شرطة المرور عاجزة تماما عن التعامل مع هذه الجريمة البشعة وردع مرتكبيها وكأنها سعيدة بالعذاب الذى يجده الناس وتعليقهم على مشانق السفه والانانية واللامبالاة في المواقف والطرقات على ايدى سائقي الحافلات العامة الذين لا يحترمون صغيرا ولا كبيرا ولا امرأة ولا رجلا، في الوقت الذى كان الواجب المهني والأخلاقي يحتم على المسؤولين مراقبة المواقف وتقديم العون للمواطنين، وتنفيذ القانون وسحب رخصة أي حافلة ركاب يمتنع سائقها عن توصيل المواطنين والتوقف عن العمل ليكون عبرة لغيره!
* كان يكفى جدا للسلطات إصدار تحذير عام باتخاذ اقسى العقوبات ضد المخالفين والمتمردين والمتهربين من القيام بواجبهم ليفهموا ان للدولة هيبة تستطيع ان تستعملها عند الضرورة حتى يرتدعوا ويتوقفوا عن ممارسة تعذيب المواطنين وارتكاب جرائمهم الوحشية وتعطيل دولاب العمل والحياة في الخرطوم .. ولكن من يسمع ومن يهتم، ومن يرأف بحال المواطن المغلوب على أمره في عاصمة صارت جحيما لا يطاق في كل مجالات الحياة، بينما الحكومة نائمة لعن الله من أيقظها !
* لا يدرى أحد لماذا ولمصلحة مَن وما هو الهدف الحقيقي من وراء اغلاق الشوارع بعربات وقوات الجيش من حين لآخر وكأنها ميدان معركة عسكري، وممارسة تعذيب الناس بدون أن يتكرم أحد بتوضيح اسباب الاغلاق واعلان المواطنين قبل وقت كافٍ حتى يحتاطوا للأمر وكأنهم مجرد حشرات لا قيمة لها في نظرهم، يستطيعون سحقها في أي مكان وزمان لانهم اصحاب الشأن والقوة والقرار الذين لا يحق لأحد ان يعترض عليه او يعرف له سببا والا كان مصيره الردع والجر الى الحراسات، وكأننا لا نزال في زمن الدكتاتورية والفساد والنظام البائد الذى ثرنا عليه من أجل كرامتنا وحقوقنا والحياة الكريمة التي نستحقها !
* سألتُ بعض رجال الجيش الذين يغلقون شارع الجامعة ونهاية شارع القصر جنوب القصر الجمهوري حيث كنت على موعد برفقة الاستاذ محجوب عروة رئيس تحرير جريدة (السوداني الدولية) لاجتماع مع عضو مجلس السيادة الاستاذ (محمد الفكي)، عن سبب الاغلاق وتعطيل حياة المواطنين، فأجابوا بأنها أوامر عليا، وعندما دخلنا الى القصر وسألنا كبار المسؤولين اكتشفنا انهم لا يعرفون السبب، ولم يشف غليلنا ويكظم غيظنا إلا المقابلة الطيبة التي وجدناها من الأستاذ (محمد الفكي) وموظفي القصر الذين تجاوزوا اجراءات البروتوكول لنلحق بموعدنا معه، ووجدناه في انتظارنا رغم تأخرنا عن الموعد نصف ساعة كاملة، وهو زمن طويل جدا بمقاييس رجل الدولة الذى يحتاج لكل دقيقة لإنجاز المهام الضخمة التي تنتظره، خاصة مع الدمار الكبير الذى ألحقه النظام البائد بالبلاد وتحويل حياة المواطنين الى جحيم لا يطاق!
* لا يمكن لأى شخص او جهة مهما كانت السلطة التي تملكها والقوة العسكرية التي ترتكز عليها ان تصدر قرارا هكذا بكل تعالٍ وعشوائية يتضرر منه آلاف المواطنين أو حتى مواطن واحد، بدون ان تلزم نفسها بإخطاره قبل وقت كافٍ بالقرار واعلانه بالأسباب مهما كانت طارئة او ضرورية يتوقف عليها استتباب الامن، واعانته على قضاء حوائجه وتحمل المشقة في مواجهة الجحيم الذى يحترق فيه وظروف الحياة القاسية التي يكابدها كل يوم !
* لو لم يفهم المسؤول ان المواطن هو الاصل في وجوده والسلطة التي يستند عليها، فعلى المواطن وعلى الدولة وعلى ثورتنا وعلى بلادنا وعلى حياتنا .. السلام !
الجريدة

‫2 تعليقات

  1. الحكاية طلعت كضبة
    من وين يدفع حمدوك تعويضات المدمرة كول ما فى الا بركاوى
    اخبار وجبة فطور الاساس شنو
    اخبار 64 مليار ابو الجاز شنو
    اخبار الدولار ابو 60 بعد اسبوعين شنو
    لاتبيعوا الوهم فى حوارى المهمومين والغلابى
    انتهى الدرس يا غبى فيلم بطولة بنى قحطتان واخرون

  2. يا دكتور الامس القريب مش قلت انك قعدت مع رهط من كبار الضباط وقلت فيهم ما لم يقله مالك فى الخمر ووقتها قلنا ليك (نقبك على شونه يا دكتور_ الناس دى ما بتتشكر!!)ويبدو انك ما متابع لمقالاتك البتنشر فى موقع الراكوبه لتلقى نظره على التعليقات وإذا كنت تابعت لكفيت نفسك موؤنه الاجتهاد ووظفة وقتك الثمين فى ما ينفع الناس وما ينفع الناس المطالبه بإقالة الخازوق النصبوهو العسكر وزيراً للداخليه رغم أنف الشعب السودانى !!.
    يادكتور انت لسه وراء محجوب عروه وقسماً بالله هذا (المحجوب) فعلاً من عيون الكثيرين وبتوجيه من قادة الكيزان وقتها هو اول من غرس المسمار فى نعش الاقتصاد السودانى فى النصف الثانى من سبعينات القرن الماضى وانا ما عارف إذا كانت عندك المعلومه دى ولا بتفضل تطنش معلوماتنا وشايفك (فرحان اوى)كونك كنت مع سيادة مخرب الاقتصاد وهل فى شىء آخر مضيع البلد غير الحركات دى ؟!!وإتحداك تسآلوا إذا ده كان هو ولا قرين ليهو والسؤال العايزك توجه تحديدا بعد المصالحه الشهيره كان عندك يا محجوب يا عروه مكتب فى عمارة المبشر المطله على شارع السيد عبد الرحمن فى الطابق الاول بعد الارضى كنت شغال شنو بالضبط؟واذا جاوبك فكلنا آذان صاغيه لما سيقوله!! يادكتور انا افهم فى الوقت داك كلنا كنا بنحارب نظام جعفر نميرى لكن بطرق لا تؤذى المواطن ولا تهدد الآمن القومى لكن الكيزان آسسوا لاشياء غريبه وعجيبه ومنها تدمير البلاد متى ما وجدوا الى ذلك سبيلا كى يحكموا بمظنة إنهم سيعمروها بمشاريعهم الوهميه كالمشروع الحضارى !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..