المتهيجون وساقط القول…!!!ا

المتهيجون وساقط القول…!!!
محمد الحاج احمد
[email protected]
لفيف من الناس بدافع الحب المفرط أو الكره المفرط أو الجهل المفرط يتوسلون بالمبالغة والتهييج العاطفي فيما يثيرون من قضايا ذات أهمية ولقد يسعون ويحفرون ليكونوا حديث العالم من حولنا. ولو أن المتأذيين من تلك الاهتياجات وجدوا من يأطر التناجي في محيط القضايا لما ترددوا في قمع الطيش وتعرية السوءات واسقاط المتشنجين كورق الخريف ، ولكن المهيجين للعواطف المسرفين في المبالغة والنفخ في البالونات الفارغة لا يتورعون من النيل الشخصي لخصومهم واجتراع الأوصاف المضحكة وكم من متأذ فكر وقدر وأوزن ثم غلب السلامة بالصمت المدان وتلك أمنية هذا الصنف ، فالجو حين يخلو لهم يكونون ك ( القبرة ) التي عناها الشاعر بقوله :
يالك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي وأصفري
والتصدي لخطل أولئك واعتزالهم خياران أحلاهما مر ، فالمسئول الذي يحترم نفسه ومجتمعه وسائر مؤسساته يسوؤه أن تكون الكلمة للمهتاجين العزل ثم لا يكون هناك كوابح تحد من شططهم وترد شاردهم ، إذ لا خير في جهل لا تكون له بوادر عقل تحمي صفو الحياة أن يكدرا
ونحن إذ نتفق على الخطأ والتقصير والفساد وسوء الأخلاق موجودة وأن المجتمع بكل أطيافه واتجاهات أبنائه يتسع كل الاحتمالات. وأن واجب النخب أن يكونوا مرايا مسطحه ومحدبة ومقعرة يمر بها كل من ولي أمر الأمة مسئولية كبيرة كانت أو صغيرة. وإن الجميع يقعون تحت طائلة المساءلة والنقد وإن الخطأ والتقصير متوقعان من كل عامل وأن كل عاقل راع في موقعه وهو مسئول عما استرعاه الله عليه.
ويجب أن نعلم أن مصلحة البلاد والعباد رهينة التداول وصراع المصالح وإن المتربصين لا يتوانون في التقاط ساقط الكلام بوصفة وثائق إدانة ، وحفظ فيوض القول الذي لا يلقي له المتهيجون بالاً يتراكم ثم يتحول إلي عدو وحزن في ساعات العسرة ، وفي ظل هذا التربص المريب لا يكون هناك حذر ولا سوء ظن ، ومن ثم يكثر التهافت على الإثارات ظناً منهم أن كلام الليل يمحوه النهار ، وما كان في حسبان ذلك القوم أن الأعداء لا يغادرون صغيرة ولا كبيرة إلا أحصوها ، فما بالك بأن تلك الاهتياجات تأتي من أناس هم في قمة السلطة ، ربما تفوتهم الدراية في كيفية كيف تدار الدول لدولها وشعوبها ، وهي إدارات متخصصة ، وبطبيعة الحال لا يعلمون بأن الدول المستبدة تسجل كل ما يقوله الصادق والكاذب والعاقل والعاطفي والمجحف والمنصف وتستغله في الوقت المناسب.
ولما تزل آثار تلك الاهتياجات باقية ، وهي إذ أصبحت خبراً بعد عين خلف ما بعدها قضايا، تكاد تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه. وما نوده أن نتعظ بركام الأخطاء وغثاء التجاوزات ، فالعاقل من وعظ بغيره ، ودونه من وعظ بنفسه ، والخاسر من لم يوعظ بغيرة ولا بنفسه.
كلامك مزبوط ومربط ربط ربط وفي القلب….. والمتهيجون والمنفخون ديل ورمونا ورم شديد بالحيل يا أخوي …. الله يعطيك العافية