«مرفعين راقد.. يلبلب التيس»اا

بشفافية

«مرفعين راقد.. يلبلب التيس»

حيدر المكاشفي

عجيب والله أمر هؤلاء الانفصاليين الشماليين، يحاربون الوحدة بخيلهم وخيلائهم، يحادّونها ويعادونها بكل ما ملكوا، حتى إذا ما بانت بعض «نواجذ» الانفصال بدأوا في «الجقلبة والسكليب»، الحقوووا، سبعة آلاف جندي من المارينز يطأون الآن بأحذيتهم الثقيلة أرض الجنوب، «أروروووك» ادركوووا الموساد تغلغل في الجنوب ويشرف الآن على تدريب كوادر الحركة العسكرية الاستخباراتية، حصّلوووا، يوغندا «مش عارف إيه» وهكذا تسمع منهم كل يوم ولولة وصرخة من هذه العينة، فلا تملك إلا أن تعجب لهذه الولولات والصرخات التي تصدر من أناس ظلوا وما فتئوا يحدثوننا من على منابرهم كل صباح عن ضرورة ذهاب الجنوب غير مأسوف عليه، وذهاب الجنوبيين ولو دخلوا في دين الله أفواجا، بل حتى الانفصال الذي عملوا له وسعوا إليه سعيَ شحيحٍ ضاع في الترب خاتمه، لم يعملوا ولم يسعوا لأن يحدث بإحسان وسلاسة وفي إطار مودة تراعي أصول الجيرة القادمة، وإنما أرادوه إنفصالاً عدائياً مشحونا بالبغضاء والكراهية، فتحوا أبواب الفتن على مصراعيها لاخراج الجنوب بأي شكل، فأي حق هذا وأي «قوة عين» هذه التي سمحت لهؤلاء أن ينتقدوا هذا الجنوب، ويكيلوا له السباب حتى بعد أن بدأ يحقق لهم «أمنيتهم» و«شرّفهم» بأن جعلهم (أبرز) تنظيم سياسي في العالم لكونه التنظيم الوحيد حتى الآن في الكون قاطبة الذي سيحقق لهم هدفهم الاساسي في زمن قياسي، لم يبلغه حزب أو تنظيم قبلهم، ولن يبلغه حزب أو تنظيم بعدهم.
قال أحد الساخرين «قلتو ليهم غوروا، أها غاروا، تاني في شنو، يجيبوا مارينز يجيبوا إبليس، مالكم ومالهم، مهمتكم خلاص انتهت». وقد صدق، فالمارينز الذين يخشى الانفصاليون الشماليون من دخولهم الجنوب، موجودون منذ زمن على أراضي بعض البلدان العربية الاسلامية في القواعد العسكرية الأمريكية «المتوهطة» فيها، وموجودون في بعضها من خلال عمليات التدريب والمناورات العسكرية التي تنظم بالاشتراك بين فترة وأخرى، واسرائيل أيضاً موجودة هناك بدبلوماسييها وسفاراتها واستخباراتها وملحقيها العسكريين، بل وحتى بملحقياتها التجارية، فما شأنكم بالجنوب الذي تصفونه بأنه زنجي مسيحي علماني وثني لا يشبهكم ولن تقبلوه حتى ولو دخل كل الجنوبيين في دين الله أفواجا، فالجنوب الآن يمضي لحال سبيله، كما طلبتم منه، فبأي حق تطالبونه بعدم ادخال المارينز والاسرائيليين الى أرضه، بعد أن لبى طلبكم، وبأي حق تشترطون على الجنوبيين أن يفعلوا هذا ولا يفعلوا ذاك…
إن ما يفعله الانفصاليون الشماليون الآن وما ينطقون به في أخف تعريفاته هو تدخل فيما لا يعنيهم، فهم قد عنوا واعتنوا بذهاب الجنوب لحاله، والآن الجنوب قد بدأ يذهب لحاله، فماذا تريدون منه بعد ذلك، هل هذه «حقارة» جديدة، يمكن أن نتفهّم ذلك ونقدّره ونقدّر دوافعه إذا صدر عن وحدويين، أما أن يصدر عن انفصاليين فلن يعدو كونه «لبلبة تيس» كما جاء في المثل الدارفوري «مرفعين راقد.. يلبلب التيس».. مرافعين الانفصال الجنوبيين الآن تمضي لحال سبيلها فلماذا «تلبلب» تيوس الانفصال بالشمال.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه..

الصحافة