ستات الشاي.. معاناة مستمرة في مواقع العمل.. الاتجاه للمظلات

الخرطوم – درية منير
أجبرت الظروف القاسية الكثير من ربات المنازل للعمل في أي مهنة شريفة لمجابهة الاحتياجات الأسرية، ومع الأوضاع الصعبة اتجهت بعض النسوة إلى الجلوس بين النيران الملتهبة طوال اليوم لعمل (الشاي والقهوة) مقابل الحصول على مبلغ من المال لإعانة الأبناء.
خلف كل واحدة منهن حكاية يحول بيننا وبينها ألف باب موصد، تركن أبناءهن للقدر ونزلن الشارع يبحثن عن لقيمات تسد أود طفلة جائعة أو مصاريف لتعليم تلميذ تخلف عن الدراسة بسبب وجبة أو كسوة تقيه لسعات البرد القارص.
في سوق ليبيا
وسط سوق ليبيا بعد أن تم تفكيك الطلمبة التي تلج عبرها إلى سوق أبوزيد استغلت بائعات الشاي المكان لمزاولة مهنتهن، رتبن الكراسي وأوقدن النار إيذاناً بالبداية، غرباً باتجاه مستشفى الوالدين شيدت مظلة لروح شهيدة يسأل لها أهلها الدعاء والفاتحة وتحتها بنابر للجميع كما الحال بالقرب من الفندق الكبير، حيث استغلت إحداهن شجرة اللبخ مكانا لها.
مشروع ضخم
يرى البعض أنها أضحت مهنة من لا مهنة له، فأغلب النساء اتجهن لها بعد صراع مع الأجنبيات اللاتي سيطرن على إيجار الدكاكين بصورة رسمية، وفي السياق يقول عوض الكريم أحمد (معاشي): صاحبات الجنسيات الأخرى سيطرن على مهنة كنا نراها من نصيب الطبقة الكادحة التي تجرى وراء أكل عيشها. أما الآن أضحت مشروعاً ضخماً لأخريات يجلبن أموالاً طائلة من ورائها، وباتت الطبقة الكادحة من بائعات الشاي يستغللن الأماكن العامة لمزاولة مهنتهن، هذا ليس تطرفاً منا، ولكن مكابدة العيش فرضت عليهن ذلك، ولا أعفي من يستغللن الأماكن العامة ومنعن الناس من الجلوس عليها كأنها ملك له، وأضاف: لا يجوز أخلاقياً أو اجتماعياً مثل هذه التصرفات. وأردف: في هذا الزمن لا تجد مكاناً خالياً، إما سكناً لأسر وإما محلات لبيع الشاي أو تجمعاً لعصابة.
أفضل المقاهي
من جهته، يقول محمد سوار الدهب (موظف): أنا لا أفضل الجلوس مع ستات الشاي على نطاق الأماكن المفتوحة أو الدكاكين أو غيره، فبنظرة مادية واقتصادية بحتة، نجد أن فنجان القهوة في الكافيه والأمكنة الأخرى بنفس السعر، وربما يكون أقل منه مثلا في شارع النيل، لذا أنا أفضل المقاهي ليس لأنني برجوازي، بل هذا سلوك شخصي. وأضاف: هناك من يفترض أن القهوة مزاج وكيف وجلسة وليست شراباً لأشخاص يفضلونه.
أماكن غير مريحة
أما الرضية نورالدين فتقول: نحن من فرض علينا ضنك العيش تلك المهنة، وليس بكامل رضانا، ولكن المعايش أصبحت أكثر من جبارة. وتضيف: هناك من يستغللن ظلال الحوائط وأخريات ظلال الأشجار، ولكن القليل يتعدى على أماكن الجلوس العامة مثل المظلات. واستطردت: إذا نظر المواطن لأوضاع المرأة البسيطة لعفى عنها وعن ضيقها. وأشارت إلى أنها ضد من تستغل المظلات والمباني المهجورة وغيرها لمزاولة العمل، وأشارت إلى أن من الصعب عليهن استئجار مكان مع ارتفاع وتيرة أسعار الإيجارات وضغوطات المحلية المتكررة التي لا تعفيهم من الدفع. وقالت: حتى جلوسنا تحت الأشجار يعرضنا أحيانا للمصادرة والغرامة، فما بالك لو اتخذن محلا؟ ستقع على عاتقنا رسوم أكثر، من بينها الجبايات والضرائب.
وضع صعب
ضنك العيش والوجود الأجنبي فرضا على الطبقة الكادحة ضغوطاً إضافية تكاد أن تطيح بهم من سوق العمل، لأن الأجنبيات استغللن الأماكن والدكاكين كافة مما صعب أيضاً على الأخريات اختيار المكان المناسب والموقع المميز

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ستات الشاي في بلد العجائب

    كلما تحاول ان تصمت الا ان المسألة اصبحت لاتحتمل ، والبلايا تحيط بنا من كل جانب ، حتى اتهمنا النائب ابوالبشر بأن الله يعاقبنا بسبب ضعف ايماننا ، لذلك حل بنا الجوع والمرض والنقص في الثمرات. لكن نسأله لماذا العقاب الالهي يصلنا نحن المسلمون الفقراء ويترك هؤلاء النصارى والملحدين والذين لايؤمنون بوجود الله في الاصل. مع اننا نصلي اوقاتنا الخمس ونصوم رمضان المبارك وندفع الزكاة التي تؤخذ منا بالقوة رضينا ام ابينا. الا ان البلايا تأتينا من دون البشر الذين لايخافون الله ، وهم يدعون الاسلام.
    وقد لفت نظري اليوم خبر قصير ، بقدر ما اضحكني ابكاني ، مفاده بأنه قد تم تغريم ست شاي 500 جنية بحجة انها تعمل اثناء صلاة الجمعة. معظم النساء اللائي يقمن ببيع الشاي يقمن على أسر بسبب فقدان العائل سواء بالطلاق او الموت. وهذا العمل الشاق الذي يتم في الشمس وفي العراء ويتحملن حرارة الصيف وبرودة الشتاء وامطار الخريف.
    وبدلا من وعظ هذه المسكينة وتنبيهها بالتي احسن ، يتم خصم هذا المبلغ الذي تشقى من اجله طوال اليوم وتتحمل ما تتحمل من معاناة حتى توفر لقمة العيش لأسرتها. ومن الممكن انها لاتدرى أنها خرقت القانون ، ومثل هذه الاشياء تنم عن ان كل شخص في بلدنا يأخذ القانون بيده ويفعل ما يشاء، حتى القاضي الذي اضاع زمنه مع هذه المسكينة هناك من تحايلوا على القوانين واستولوا على المليارات ولا احد يسألهم.
    وهذه تذكرني واقعة حدثت في سوق قندهار عندما طلب احد المسؤولين من ستات الشاي وبائعات الطعام استبدال العناقريب لأنها غير مطابقة للمعايير وباع لهن عناقريب جديدة حتى يستفيد من هذه الحلقة الاضعف في المجتمع. وبدلا من القيام ببهدلة هذه الفئة من المجتمع يجب علينا القيام بدعمها وتشجيعها للعمل وكسب رزقها بالحلال. مثل اعفائهن من رسوم تجديد الرخص وكافة المعاملات الحكومية ، وتوفير اماكن لهن مؤهلة بكافة التسهيلات مثل المياه النقية والكهرباء مجانا ، بدلا من قيام اليسع بتأجير الارض لهن بالشبر.
    رأفة بهن يجب أن نقوم بتوفير الحماية لهن وايجاد خط ساخن لتلقي الشكاوى منهن ، لأنهن يتعرضن للكثير من التحرش ومحاولة استغلال ضعفهن. لأن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اوصانا خيرا بالنساء في خطبة الوداع. بالإضافة إلى توفير فرص للتدريب حتى يستطعن تطوير مهنتهن والارتقاء بها. وحمايتهن من الدخلاء ومن الاجنبيات اللاتي تغولن على ارزاقهن. ومساعدتهن باقامة نقابات تحمي حقوقهن وادخالهن في مظلة التأمينات الاجتماعية ، ومنحهن تأمين صحي لهن ولأسرهن. وتوفير السلع لهن عن طريق الشراء الجماعي حتى يتمكن من تعظيم الربحية.
    وإن كان هناك مآخذ على البعض نحن لسنا في المدينة الفاضلة ، لذلك يجب ان نعمل على معالجة الظواهر السالبة في هذه المهنة والارتقاء بها وتعليمهن كيفية الاهتمام والنظافة والصحة والسلامة وكيفية حماية البيئة. وتعليمهن اساليب الضيافة الحديثة ، ومن الممكن أن يكن وجهة سياحية ، من خلال اتباع العديد من الخطوات البسيطة التي تدعمهن وتوفير تسهيلات من خلال المصارف والمؤسسات المالية بفوائد أقل وشروط ميسّرة دون الاضرار بهن لأن المدخول من هذه المهنة في الغالب غير كبير.

    كنان محمد الحسين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..