من قتل (المتشردين) ؟!ا

مفاهيم

من قتل (المتشردين) ؟!!

نادية عثمان مختار

ظاهرة المتشردين أو أطفال الشوارع كما يسمونهم، أو (الشماسة) كما اعتدنا على مناداتهم؛ نسبة لسكونهم هجير الشمس منذ شروقها وحتى غروبها؛ هي من الظواهر المذرية التي توضح بجلاء فشل الحكومات في السودان ودول أخرى كثيرة في حفظ آدمية وإنسانية بني البشر، ممن لا حول لهم ولا قوة !!
أولائك المتشردون فيهم الأطفال والشباب من الجنسين، وفيهم (أولاد الحلال) من اليتامى والمعسرين الذين تقطعت به سبل الحياة؛ ولفظتهم البيوتات اتقاء شر الفاقة والعوز؛ ولعدم مقدرة أسرهم على تكملة تربيتهم وإعاشتهم ؛ وفيهم (أطفال السفاح) الذين جاءوا إلى الدنيا قسرا نتيجة شهوة أناس أعمتهم رغباتهم الحيوانية فأخرجوا للكون أطفالاً أبرياء أشقياء يدفعون من دمهم أثمانا باهظة للحظات متعة محرمة، وتلك قضية أخرى لها مسبباتها التي تشمل في بعضها ضيق ذات اليد، وعدم المقدرة على الزواج، وتحوي في أجزائها الأخرى انتشار الفساد والانفلات وتمزق بعض الأسر وانشغالهم عن التربية السليمة لأبنائهم !!
الخبر الذي تصدر عددا من الصحف في اليومين الماضيين، والذي يفيد بأن أعدادا من هؤلاء المتشردين وجدوا متوفين في مناطق مفرقة، والسبب في وفاتهم هو تعاطيهم لمادة ( الاسبيرت) التي يتناولها هؤلاء الشباب ليغيبوا عن الوعي ويشعروا بنشوة زائفة ربما تنسيهم واقعهم المؤلم الذي يعيشونه في رحلة ضياعهم الأبدية، وفي ظل غياب الدولة عن تجميعهم وتأهيلهم، وفي إصرارها على تركهم كالقطط الضالة في الطرقات يأكلون من خشاش الأرض ويفترشونها ويلتحفون السماء!!
تضاربت الأنباء في الصحف عن العدد الحقيقي لقتلى الاسبيرت ولكن يظل العدد كبيرا ومريبا ومثيرا للحسرة !!
يا إلهي !!
مادة الاسبيرت رغم خطورة تكويناتها (القاتلة) على المدى القريب إذ أنها تؤثر على الكبد، وتتسبب في تليفه، وتؤثر على الرئة تأثيرا مباشرا وقويا- بحسب حديث الأطباء- إلا أننا لم نسمع بموت جماعي لمتعاطيها بهذه الصورة الغريبة التي حدثت مؤخرا !!
و أن تقتل هذه المادة؛ المعروف تعاطيها وسط المتشردين منذ قديم الزمان؛ كل هذا الكم الكبير وفي توقيت متزامن فذلك هو المثير للتساؤل والريبة في آن واحد !!!
ومع حديث المحامي إسماعيل رحمة حامد الذي قال بعدم وجود نص صريح في القانون الجنائي يجرم بيع وشراء مادة (الاسبرت) والتعامل معها بمبدأ فقه الضرورة على أنها من المؤثرات العقلية التي تندرج تحت قانون المخدرات.. إذن لابد من وقفة !!خاصة مع تأكيده بأن هذه المادة أصبحت تؤثر في صحة الإنسان بعد أن كشفت الدراسات الطبية عن تسببها في أمراض تليف الكبد مما يستجوب على المشرع أن يجتهد في إيجاد نص صريح يجرم التعامل غير الرسمي مع تلك التجارة!!
ولكن المؤكد أن مادة (الاسبيرت) هذه لا يمكنها (إبادة) أولئك المتشردين بهذه السرعة والكيفية وبهذه الطريقة (المريبة) و (الموت الجماعي) ذلك مما يستدعي فتح تحقيق عاجل وفوري بناء على تشريح الجثامين لتلك الفئة من الناس !!
فلو أن ظروفهم قد حكمت عليهم بتلك الحياة البائسة مما جعلهم في نظر البعض ما هم إلا (حثالة وجرذان) يشوهون وجه (دولة المشروع الحضاري ) !
فهم عند ربهم بشر، وأرواحهم لها ثمنها ودماؤهم كدماء المسئولين بذات اللون الأحمر.. !!
لنا الحق أن نسأل إذن .. من قتلهم ولماذا وكيف ؟؟
سؤال نتهم فيه المسئولين حتى تثبت براءتهم !!
و
كلكم مسئول عن رعيته

الاخبار

تعليق واحد

  1. نشكر الكاتبة على موضوعها الجيد الذي طرح مجموعة تساءلات مهمه يجب ان نجد لها اجابات وافية ، خاصة وأن الاشاعات بدأت تأخذ في الانتشار حول ظاهرة موت المشردين بهذه الاعداد الكبيرة وترجيح البعض لسبب موتهم بأنه ذا علاقة بتجارة الاعضاء البشرية وبل وذهب بعضهم إلى انها عملية مدبره من جهات معلومة بعداءها الاثني لهذه المجموعات فيما يشبه عصابات الكوكلكس كلان التي زرعت الرعب في انحاء الولايات الامريكية في اربعينات القرن المنصرم والتي قام بإستنساخها شخص نافذ في الحزب الحاكم مشهور ببغضه للإثنيات غير العربية، أي كان فكل التحليلات والاشاعات تظل تحتفظ بمكانتها كحقيقة محتملة حتى يتم التحقيق الشامل في هذه القضية وتنويرالناس بمسبباتها..ولكن لفت نظري تقرير كاتبة المقال وقطعها بان تسمية شماسة جاءت لانهم هم(يعني ناس الكاتبة)أطلقوا هذه التسمية نسبه لسكون الشماسة هجير الشمس !! وهذا الامر لفتني لظاهرة غريبة جداً تحدث عندنا في السودان وهي ظاهرة التحليلات العشوائية للاحداث التاريخية ونسبتها بغير علم ولم تسلم من ذلك حتى تسميات المناطق فنجد ان هناك الكثير من التأويلات الخاطئة التي صارت جزء من المسلم به كحقائق تاريخية..وهنا اود ان انصح الكتاب بأن لا يغتروا باطلاق تحليلات من بنات افكارهم قبل ان يتحققوا من صحة ماذهبوا اليه مثل قول الكاتبه ان لفظة شماسة منسوبة للشمس وجهلها بان هذه اللفظة تعود لحركة الشباب المحتجون ابان الفترة الديغولية في الجمهورية الفرنسية وكانت هذه الحركات تسمى بالشاماس فاطلقها السودانيون المعروفون باستنارتهم على المشردين كونهم ايضاً غاضبون على المجتمع والحكومات..

  2. تحيات
    قال والله ماقتله سيف الحجاج انما قتله حلم معاوية
    امشكلة في تعريف المتشرد
    وفي العشرين عاما الماضية يانادية اجمع الباحثون الاجتماعيون في السودان علي ان المتشرد هو من طالته مظلة الصالح العام اوتواجد في مناطق الاقتتال في دارفور وكردفان اضافة الي ضحايا المجتمع السابقين قبل مجئ الانقاذ
    وكل هذه الفئات تتعاطي انواعا محتلفة من المهدئات القاتلة
    ولهذا لايمكن القول بان الضحايا هم من تعاطي مادة السبيرت فقط اذ ان مشكلة هؤلاء جميعا هو انهم ماتوا بالجملة بينما يموت غيرهم من المشردين فرادي
    اتمني اعادة كتابة هذا امقال باالرؤية التي اضفتها اليك
    وشكرا
    ممشرد صالح عام
    ي

  3. حتى و إن كان فعلاً التشرد ظاهرة طالت كل بلدان العالم ,يجب أن تخلو منه بلادنا ,إو قل لا يندرج تحت مفهوم ظاهرة عندنا ,, وذلك لاننا دولة المشروع الحضاري الاسلامي,,
    ,,,,,,,, وطالما لم تخلو منها بلادنا , وعجز المشروع عن درء الظاهرة وتقليصها , فيجب ان نتستر عليها (باب اذا بليتم) ,وذا أضعف الايمان, وأما درء الظاهرة او تقليصها فيحتاج دراسةً وتخطيطاً وبالطبع زمناً , ولكن ايواءهم ورعايتهم وحصرهم ولو حتى في اصلاحيات او سجون خاصة كان ارحم عليهم مما حل بهم,,
    فالذي حدث سواءً مؤامرة مدبرة, أو خطأ عفوي فهو اولاً واخيراً مسؤولية الدولة بصفة عامة , ومؤسسات الرعاية الاجتماعية بصفة خاصة

  4. عندي ملاحظه ماعن الصحفيه ناديه مختار ولا الموضوع ده بالتحديد بل عن كل الصحفيين السودانيين انهم جبانيييييين لانو كلو ما اجو ليك عن مشكله او تقصير من الحكومه اكتبو ليك بدل الحكومه الحكومات او الحكومات المتعاقبه او كل حكومات الدول العربيه او دي مشكله ما بنعاني منها نحن بس بل يعاني منها كل العالم العربي او العالم .. كان ماعملو الحربشات دي ما بخشو في الموضوع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..