كم يكللني العار?الدم المسفوك سوداني

حالة الاقتتال الوحشية وعلى أسس قبلية التي تحصد في أبناء وبنات السودان في دارفورـ خاصة في شرق ولاية دارفور ـ أمر يشعرني بالعار والقلق والخوف على حق الحياة للمواطنين الذين يسلب حقهم في الحياة بسبب النزاعات القبلية. أشعر بالعار لحالة الصمت التي تسود الشارع السوداني إزاء ما يحدث من نزاعات قبلية تحصد أرواح المئات من الشباب من الأطراف المتنازعة، يتم الإشارة لإعدادهم في صحف الخرطوم ثم يطويهم النسيان حتى تمتد يد الموت لإعداد أخرى، أنه أمر مؤلم ووضع شديد البؤس أن نصمت ونتعامل مع ما يجري في دارفور بروح الاستهانة بما يحدث. القتال القبلي في دارفور يفضح مدى التراجع في الوعي السياسي والمجتمعي ومدى خبث الدور الذي يقوم به المؤتمر الوطني الذي يعمل على تحريك أجندة الحرب لتحقيق مكاسب نوعية وسياسية ولإعادة بناء تحالفات في مناطق يشعر بتراجع وتدهور نفوذه فيها. كل القبائل السودانية أنظر إليها نظرة واحدة، لكننا لا يمكن أن ننظر للذين يحركون المجتمعات لأجل خوض الحروب المحلية والقبيلة إلا أنهم تجار حرب يدفعون بالشباب لساحات الموت تحقيقا لأجندة سياسية ذاتية، بينما تفقد الأسر شبابها وتنوح الأمهات ويعصر الحزن قلوب الأباء وتخسر المناطق القوى العاملة ويتوقف دولاب العمل والإنتاج وتهدر الثروات. لابد من وقفة تاني من قبل المكونات الاجتماعية في المناطق التي تعصف بها الحروب القبلية واعتقد أن النساء مؤهلات للقيام بمبادرات شجاعة لأجل وضع حد للنزاعات القلبية، وما مبادرة النساء من قبلية المعاليا ضد الحرب أمام البرلمان إلا دليل على وعي النساء بخطورة الحروب القبلية ووعورة طرقها وفداحة نتائجها..إنها مسؤولية اجتماعية ووطنية أن نتكاتف لنضع حداً للنزاعات القبلية وأن ننمي الوعي بأن الثروات في باطن الأرض وخارجها ملكاً لكل أهل السودان وأن العدالة والتنمية والسلام هي أجندة كل السودانيين، وإن مصلحتنا المشتركة هي قيام دولة سودانية عادلة وديمقراطية.المكونات الاجتماعية والقيادات الأهلية تدرك جيِّداً أن اهدار دم الشباب لن يعوضه ديات وكلمات معسولة وإن الإنسان أغلى من قطعة أرضه أو مقعد سلطة وإن العدو المشترك هو الذي يؤجج نيران الحروب الأهلية لإضعاف المجتمعات وتركيعها.
الميدان