رغم الحشود الشعب يعرف مطالبه

تمتلئ صفحات بعض الصحف بصور ملونة تظهر حكام الولايات تحيط بهم الجماهير المحتشدة , الفضول يدفعنى لقراءة تفاصيل تلك الصفحات الملونة , خير مثال لتلك الزيارات تلك التى قام بها والى ولاية جنوب كردفان لمحليتى رشاد والعباسية تقلى تلك المحليات التى ذاقت طعم الحرب المر , وجَرب مواطنوها كل الوان العذاب والقهر , لقد افلح الصحفى ابراهيم عربى ?صحيفة الصحافة الصادرة امس فى رصد احوال المواطنين .
وصفت المادة الصحفية المنشورة حال التنمية والخدمات فى محليتى العباسية ورشاد بأنه اسوأ بكثير مما يتوقعه الوالى نفسه , الماء فى محلية رشاد يمثل الحصول عليه مشكلة اقتصادية تواجه المواطنين اذ بلغ سعر برميل الماء (10) جنيهات فى المدينة و(12) جنيها فى تجملا , وتشهد المؤسسات التعليمية خرابا تاما بسبب الحرب التى دفعت المواطنين للنزوح, اضافة للاهمال فمدرسة الفاروق المختلطة التى تم تأسيسها فى العام 1996 ظلت منذ تأسيسها مبنية من القش !!
ماذا قال الطلاب والطالبات للوالى ؟ قالوا ( من المطر من الهبوب عليكم الله ابنوا لينا مدرستنا من الطوب ) ?.اذا قرأ وفهم الحكام شعب السودان جيدا لعرفوا ان الحشود تلك لم تجتمع لتعبر عن سعادتها أو حبها لهم , انما لتعبر عن مطالبها , وهى مطالب دقيقة ومن صميم الواقع ومرفوعة للجهة المعنية التى تملك المال والسلطة لكنها تفتقر للحساسية تجاه قضايا المجتمع وحقوقه الاجتماعية والاقتصادية , تلك الحقوق لم تغب قط عن ضمير وفكر شعب السودان
شعب السودان فى الولايات يعرف معنى الحكومة , ويعرف أن الخدمات مسئوليات الوحدات الحكومية التى تجبى الضرائب وتفرض الرسوم لذلك لايقاطع ولا(يحرد ) حقوقه يعرف كيف يرفعها ليل نهار دون ملل او يأس , لذلك يتفأجا الحكام بحديث الادارات الاهلية الذين تظن الحكومة انها قد ضمنت ولائهم بينما الاغلبية منهم وفى قرارة انفسهم يعرفون مطالب قاعدتهم الشعبية ويتمسكون بها ويفصحون عنها دون وجل ? بل ويلاحقون المؤسسات الحكومية دون كلل بالمطالب ,,تلك أحد أدوات الشعب للمقاومة ونزع الحقوق .
الميدان