(ولا شِيْ).. وللحُزنِ بقيـة..بهنس — بين اللوعة، السخط، والبحث عن المسئول

ليه يا عصافير ليه الضنى / صفقة جناحك أحزنها ليه؟ – إسحاق الحلنقي

“عذراً.. لم أجد الوقت الكافي لأكتب رسالة مختصرة”. كتبها أحد الحكماء في ختام رسالة طويلة لصديق له! وكشاعر سابق، كتبتها، لحبيبة جميلة، في إهداء رسالة كانت مجموعة شعرية كاملة. وأجدني أفتتح بها هذا، فيقينا، لستُ بمختصِرٍ فيه.

كتبته منذ عام ينقص قليلا. وعدَلتُ عن نشره حينها، لأسباب عده، وأنشره اليوم، ليس لأن رحيل البهنس قد حال عليه الحول، ولا لزوال أسباب عدم النشر، وإنما لظني أن وقته قد حان. ولكم العتبى، سادتي!
_________________
هو ليس رثاءاً، فالرثاء مهمة لا ينبغي أن يقوم بها غير الأحياء. وهو ليس قصة فالقصص لها أبطال. ولا يوجد أبطال. كذلك فهو ليس قراءة للواقع، ففيه ما يبعده عن ذلك. هو لا شئ، لا شئٌ بهنسيّ، فيه من الفوضى ما أهداه حبيبته من “وديان السهو مشي”. ونحن، عمداً، نمارس مشي السَّهْو! نقطع المسافات ونحن في أقصى حالات الغياب عن المسافة، طبيعة الطريق، وإن كنا نعرف محطة الوصول، وغاية المشي؛ نفتقد البوصلة، نفاذ البصيرة، زاد السفر، وثقتنا في أنفسنا!

هو لا شئ؛ فيه من كل ما فينا من جمال وقبح، فيه من الغم ما فيه من الألم، ذلك الحزن الذي هو فينا، كائنٌ يمشي على ساقين، بات مثل طابع البريد على غلاف رسالة حياتنا، لا بد له من أن يختم ساعات يومنا، لا تشرق شمسنا بدونه، ولا تغيب إن لم يحضر ليشاركنا قهوة المساء، تلك التي أصبحت ترفا بعيدا عن متناول من لا يكفيه راتبه بالكاد لوجبة واحدة في اليوم، ناهيك عن ترف البن والزنجبيل.

ليس رثاءا لبهنس، ذلك الجميل الرائع الذي أشبع مسام الحضور كآبة وأرهق حواف الغياب بكاءا صامتا، مِن كل مَن عنّ له أن يعرف؛ وواقع الأمر، أن لا أحد يعرف!

إن يكن رثاءاً فهو لأنفسنا التي ماتت! وأُعلِن عن موتها بجثة نبيلةٍ باردةٍ على رصيف الإغتراب، ولكنه ليس كذلك، إن يكن رثاءا فهو لكل من ماتوا في وطن أصبح يستنكر الحزن على الموت، وينتقد قادته، مجازا ?فما هم بقادة-، الحزن على الشعراء والفنانين والنبلاء. ويتبجح الكثيرين بانتقاد الحزن المشروع، ويلومون بعضهم البعض على التقصير. هكذا هو الحزن، يكون أشد وجعاً حين يمزق جلدك بأظافرة فيدميها، فلا تنساه وإن شفا الجرح، وما هو بشافِ. ربما تحس بألم الآخرين إن شاهدت أظافر الألم تسلخ جلودهم، ويبقى فيك لحظات تطول أو تقصر حسب تركيبتك النفسية وحالتك الشعورية؛ وتأسى حين يُحكى لك أن حزنا ما قد سلخ جِلداً ما في دارفور، مهبط أسى السماء، أو في جبال النوبة، مكمن الجمال المرير الطعم وصامت الأسى. وتتذكر حينها طعم تمزيق جلدك، ولكنك لا تحسه، مثلهم، إن كان قد تبلد موضع الحزن فيك، وإنه لمتبلِّدٌ، وبعد برهة وجيزة، تنسى إحساسك بألمهم، وتعود لحياتك اليومية، لا يعادوك إلا إن رأيت ما يذكرك به، وما أكثره: طائرات أنتنوف تظن أن طياريها ليسوا بشرا لهم أبصار وأسماع ومشاعر مثلنا، كهوف ضاقت عن ساكنيها، صور مآسٍ تملأ العالم كله أسىً وحسرةً ودهشة وذهول، مشردين داخل حدود الخريطة أوجعوا الناظرين إليهم وصنَّفوهم قاذوراتٍ تسئ لمظهر شارعهم العام، لاجئين ملَّتْهُم تقارير الدنيا والعالمين، ونبذهم سكان ولاجئي مدن المنافي، فإحتواهم البرد وأرصفة الموت لا رحمة بهم ولا إمعانا في تمزيق جلودهم.

أصبحت لنا، سادتي، نشرة أسبوعية، نعم!! أسبوعية. لا تعني بالصحة، التعليم، ولا حتى بالجرائم وإنتهاكات حقوق الإنسان التي يتم إرتكابها كل يوم وكل ساعة، ولا بترتيبنا، كذلك، في أوائل قائمة الفشل والفساد، أو ذيل قائمة مستوى المعيشة، أو مؤخرة قائمة الحريات. وإنما نشرة إنسانية؛ نعم! تُعنَى فقط بالشأن الإنساني، تصدر باللغتين العربية والإنجليزية مطلع كل أسبوع، لتوضح للعالم عدد المشردين القدامى والجدد في بلادنا: داخلها وخارجها، تحكي عن حجم الفجوة الغذائية وتقص حكايا المجاعات البائنة في أفقٍ قريب. تفصّل وضع الأمراض في معسكرات النزوح، تفضحُ بالأرقام مئات الآلاف في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة، أولئك الذين يتفضل عليهم العالم بالطعام والكساء والمأوى، وتشرح فيما تشرح، للمانحين والمتبرعين، أن هناك مليار دولار، فقط!! تحتاجه الأمم المتحدة للخروج من الوضع الكارثي في السودان إلى مستوى الصفر المعنوي، أي أن يكونوا في مستوى سكان بقية المدن السودانية، والذين يعانون ما تعلمون.

والإرتباط أوثق مما تظنون بين هذا وذاك! فهذا هو الذي منع بهنس من العودة! للأسف القاتل.

ثم يستنكرون عليه الإكتئاب، ويستكثرون عليهم وعلينا الحزن عليه..

“كل ما هو غير طبيعي في ظل وضع غير طبيعي، يصبح طبيعيا”، قالها نصر الدين مرةً، ورددناها من بعده.. ومعه.. الغير طبيعي في ظل الوضع غير الطبيعي هذا، أن يكون هناك من يستنكر أن إنسانا (تحتها خطين)، فقد أسرته وبيته، وأغتصبت أمه وأخواته أمام عينيه، وفقد بعدها قريته التي لم يكن بها من مقومات الحياة سوى حفير يشرب منه البشر والدواب معا، وبلا مدرسة يتعلم فيها الصغار، أو شفخانة يتعالج فيها جرحى دانات الأنتنوف، أو مصابي الدرن، أو الحمى الصفراء، أو بقية الأوبئة التي تنتشر بين ليلة وضحاها في بيئات كهذه؛ يستنكرون أن هذا الإنسان، له أن يحزن! والأشد إيلاما، أنه إن حزن، يستنكرون عليه تعبيره عن هذا الحزن!.

قال الشافعي
نَعيبُ زَمــانَنا وَالعَيبُ فينا / وَمــا لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ / وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ / وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

كثرت في دولتنا، سادتي، أو قل ما تبقى منها، عادة سب الوطن، والسخرية منه، والإستهزاء به بل والسخط عليه. وأصبح السخط والإستهزاء من وبـِ ، أي شي وعلى أي شي عادة لا غرابة فيها. ولا تجد إستهجانا من أحد ولا يسخط عليها إلا القليل. وأظننا أكثر دولة يسب شعبها وطنه في العالم. فنحن الذين قلنا (منعول أبوكِ بلد) ونحن الذين جهَرنا، نحن لا غيرنا، بتسمية (وطن المرض والجوع) ونحن الذين إبتدعنا (بلد السجم والرماد) وغيرها مما تعلمون. ودونكم فيما يتعلق بمستوى الإحباط ما يتناقله الشعب (المقتدر) عبر اليوتيوب والواتسب من فاحش القول ضد عصابة القصر. وصلنا، سادتي، حد أن وصفنا حكامنا بالعصابة واللصوص وقعدنا عن تغييرهم لنغير من حالنا.

إن كان رثاءا، فهو رثاء لنا جميعا. نحن الذين فقدنا بوصلة التحكم في أقدارنا التي ظنناها ملكنا في يوم ما. نحن الذين قال عنا فتحي الضو “بربك الذي خلقك فسواك فعدلك، من ذا الذي يعيد إلينا أحلامنا التي وُئدت، وطموحاتنا التي سُرقت، وآمالنا التي أُجهضت؟ من ذا الذي يُرجِّع إلينا ماضينا الذي دُمر وحاضرنا الذي تشوه؟ من ذا الذي يعيد لنا ربع قرن إقتطعناه من جلودنا هماً وغماً وأسى؟ من ذا الذي يعيد إلينا ذكرياتنا الجميلة؟ من ذا الذي يعيد لنا خارطة وطن كان واعداً فوطئته سنابك خيول المغول وأحالته صعيداً جَرَزا؟” وأعقبها بما يعني هذا الـ (ولاشي) ” يا سادتي.. قوموا إلى صلاة الغضب يرحمكم الله”!!!.

قلت ذات مرة لصديق بغيض تخلى عن صداقتي بمحض إرادته، بغيض لأنه حاول أن يبرر لي أنه يتواصل إجتماعيا مع منتسبي النظام الحاكم، بحجة أنهم سودانيين مثلنا وكذلك وفي غربة، وتخلى عن صداقتي لإصراري على عدم رضاي عن العلاقة مع موالٍ للنظام وإن كان أخاً أو قريبا، فإذا كنا نلوم أنفسنا على عدم مقدرتنا على التغيير ونحن نعمل لإسقاط نظام حكم حرمنا من حقنا في الحياة، فمن باب أولى بموالي النظام أن يقتلوا أنفسهم قصاصا لضحاياهم، ومن باب أولى بنا، كذلك، وعلى أقل تقدير، ألاّ نتواصل معهم، هم الذين يقتلنا قادتهم وهم يعلمون حق العلم أنه الباطل؛ ويصمتون. قلت له، لقد شوهتني هذه الحكومة، أصبحت لا أشم رائحة الورد إن مررت بزهرة متفتحة، ولا أرى الجمال، وإن رأيته لا يكون بوسعي تذوق لمْحَتة، وأنني، كذلك، فقدت مقدرتي على الضحك، وكيف لي أن أضحك!؟ وأنا أعلم أن هناك شخص يتم قتله في هذه الساعة وآخر يعاني التعذيب في المعتقل الآن. الآن هذه أوان كتابتي وآناء قراءتك. وأن ثمة طفلة صغيرة جائعة تتوسد صخرة كهف ما في جبل ما، وربما يتم إغتصابها في ذات هذه اللحظة!!؟ وأعلم أني لست وحدي في هذا.. أضحكوا يا سادتي.. تبادلوا النكات العنصرية التي تجذَّر من مصابنا، إضحكوا، فنحن أفضل من يجيد الضحك والونس في بيوت العزاء. وما هذا إلا بيت عزاء كبير للوطن.

نشوِّه فينا دوما روعة أجمل ما فينا، عن قِصَرٍ منا، عن إدراكٍ مطلق للأشياء، إذ نحن بشر. وبالفطرة البشرية، يموت فنان صاحب مدرسة جديدة في كل شئ، تشكيلا وموسيقى وشعر وما خفي أجمل، في رصيف البرد جائعا متجمدا، وربما مقتولا أو منتحرا. لا أحد يعلم. وغيره يموت كل يوم في أرض الوطن وفي المنافي البعيدة. ينزفون أرواحهم وجمالهم يوما وراء الآخر، وهم يتطلعون إلى غد أفضل لهم ولوطنهم، ذلك الذي يسبوه علنا بسبب من هم على سدة حكمه، ويذرف المنفيين، طوعا أو عصبا عنهم، دموع الشوق والحنين فور إنطفاء الأنوار قبيل النوم، إن كان ثمة نوم يجئ.

مدت عصافير الحلنقي الخريفية ما يعلو على خاطر الوجد أسفا.. لم نبكِ البهنس، الطائر القدسي الواحد.. الذي حلق بنا الموت، في سماءِ غضَّ الطرف عن حياته، تلك التي ظلت صفرا على شمال حتى أقرب أصدقائه. لم نبكه وهو يستجدي لقمة العيش بينما بكينا موته وكأنما كان أخا وشقيقا لكل واحد فينا. لم يشتهر ولم نعرفه ولو يعرفه وطنه وهو حي، ولم يحتفِ بمجده أو فنه، وإنما شهَّر بفضيحتنا أمام أنفسنا. ونبه إلى أن هناك خلل شنيع يتم التعامي عنه مع سبق الإصرار والزوغان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بهنس وما ادراك ما بهنس مجرد اوهام ينسج منها موضوع ماذا قدم بهنس حتى يتم الها الناس به كانه اكتشف علاج للسرطان كل من يتخذ قرار خاطى ويقتل نفسه يعتبر مناضل وان هنالك جيهات تامرت عليه هذا هو سبب تخلفنا بأن نعطى دائما القاب شرف مجانيه وبدون مقابل كفايه اوهام كفايه كذب راعى بسيط يرعى الغنم فى الخلاء اكرم الف مره من بهنس ممكن ان يكون قدم للبشريه مالم يقدمه بهنس هذا

  2. عزيزي، هل ادلك علي طريق الشفاء: احمل سلاحك وعش يومك على حافة الموت والحياة، تحقق ذاتك و تتزوق طعم الحياة.
    ظللت انادي بان الحل في اشعال حرب عصابات المدن. للاتي:-
    النظام الفاشي البوليسي الذي يستطيع ان يقتل بدم بارد صبيان المدارس ، ويغتصب القاصرات . هذا النظام لن يترك الحكم الا بالقوة ، حتى لو تتطلب الامر اشعال حرب اهلية او وصول هاوية الصومال و سوريا و ليبيا. لن يجدي الحوار مع النظام الاطرش.
    الاضراب السياسي حسب الواقع المعروف . لا وجود لنقابات عمال و مهنيين كما كانت الحالة في اكتوبر و مارس ابريل. لا وجود لمؤسسات دولة ، توجد مؤسات قطاع خاص وتوقف العمل بها لا يهم الحكومة ، على الاقل ترتاح من صرف رواتب واجور. فاقتصاد النظام في جيوبهم. ولا يهمهم ان مات ثلثي السكان بالجوع كما قال احد قادنهم.
    الحاصل تدني مستوى الوعي العام وذلك لنزوح خير ابناء السودان لخارج البلاد . 11مليون مهجر. وايضا تدني مستوى التعليم و الثقافة العامة نتيجة لسياسات العصابة في تجهيل الناس و نشر الخرافة و الدجل وسط الناس بدلا عن العلم.
    في مثل هذه الظروف ، ظروف تدني الوعي العام، يكون من واجب الطلائع ، طلائع الوعي وهي بالضرورة قليلة العدد. على الطلائع القيام بواجب قيادة المقاومة المسلحة للاطاحة بالعصابة الحاكمة. وبعد ذلك تدخل في برنامج مكثف لمحو الامية اولا و تثقيف عامة الناس بالثقافة اللائقة للبشر.
    ولنا في تجربة الاورغواي في حرب عصابات المدن دليل مكتوب.

  3. بهنس وما ادراك ما بهنس مجرد اوهام ينسج منها موضوع ماذا قدم بهنس حتى يتم الها الناس به كانه اكتشف علاج للسرطان كل من يتخذ قرار خاطى ويقتل نفسه يعتبر مناضل وان هنالك جيهات تامرت عليه هذا هو سبب تخلفنا بأن نعطى دائما القاب شرف مجانيه وبدون مقابل كفايه اوهام كفايه كذب راعى بسيط يرعى الغنم فى الخلاء اكرم الف مره من بهنس ممكن ان يكون قدم للبشريه مالم يقدمه بهنس هذا

  4. عزيزي، هل ادلك علي طريق الشفاء: احمل سلاحك وعش يومك على حافة الموت والحياة، تحقق ذاتك و تتزوق طعم الحياة.
    ظللت انادي بان الحل في اشعال حرب عصابات المدن. للاتي:-
    النظام الفاشي البوليسي الذي يستطيع ان يقتل بدم بارد صبيان المدارس ، ويغتصب القاصرات . هذا النظام لن يترك الحكم الا بالقوة ، حتى لو تتطلب الامر اشعال حرب اهلية او وصول هاوية الصومال و سوريا و ليبيا. لن يجدي الحوار مع النظام الاطرش.
    الاضراب السياسي حسب الواقع المعروف . لا وجود لنقابات عمال و مهنيين كما كانت الحالة في اكتوبر و مارس ابريل. لا وجود لمؤسسات دولة ، توجد مؤسات قطاع خاص وتوقف العمل بها لا يهم الحكومة ، على الاقل ترتاح من صرف رواتب واجور. فاقتصاد النظام في جيوبهم. ولا يهمهم ان مات ثلثي السكان بالجوع كما قال احد قادنهم.
    الحاصل تدني مستوى الوعي العام وذلك لنزوح خير ابناء السودان لخارج البلاد . 11مليون مهجر. وايضا تدني مستوى التعليم و الثقافة العامة نتيجة لسياسات العصابة في تجهيل الناس و نشر الخرافة و الدجل وسط الناس بدلا عن العلم.
    في مثل هذه الظروف ، ظروف تدني الوعي العام، يكون من واجب الطلائع ، طلائع الوعي وهي بالضرورة قليلة العدد. على الطلائع القيام بواجب قيادة المقاومة المسلحة للاطاحة بالعصابة الحاكمة. وبعد ذلك تدخل في برنامج مكثف لمحو الامية اولا و تثقيف عامة الناس بالثقافة اللائقة للبشر.
    ولنا في تجربة الاورغواي في حرب عصابات المدن دليل مكتوب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..