ماكان من زمااااان ..!

منكم

حسنا فعل السيد رئيس الجمهوريه المشير عمر البشير بزيارته اول امس لروسيا ولو انها جاءات متاخره ولكن ان تاتي متاخرا خيرا من ان لاتاتي كما يقولون، وهذه الخطوة في اعتقادي ستمثل تحولا كبيرا في اتجاهات السياسه السودانيه والدوليه، خصوصا وان الحكومه كانت (عاصره ايده) ،،في الفتره الماضيه على محور محدد تجلى ذلك حول مواقفها المنظوره وتحركاتها المعلومه في الساحتين الاقليميه والدوليه رغم انه لم يكن هناك من سبب قوي يجعلها غير متوازنه في ادارة علاقتها الخارجيه.
روسيا اليوم ليست روسيا قبل عشره سنوات …فهي بدات تنطلق كالصاروخ في اتجاه عودة نجمها الذي افل منذ ثلاث عقود ،وقد حباها الله با ابن بار وهو الرئيس الحالي فيلاديمير بوتين، هذا الرجل (الفلته) خريج مدرسة المخابرات الروسيه KGB لم يلين له اي جانب منذ ان اصبح سياسيا ودخل مبنى الكرملين رئيسا للوزراء فبدا يخطط وينفذ سريعا ويتحرك في كافة الاتجاهات وهو يضع في ذهنه ذلك المجد التليد لدولته العظمى التي اسسها اجداده و(اسموها) الاتحاد السوفيتي تلك الامبراطوريه التي كانت لاتغيب فيها الشمس .
بدا بوتين اولا في اعادة بناء روسيه من الداخل ولكي يحقق ذلك التفت لتقوية الجيش الروسي من حيث التدريب والتسليح واطلق يد مصانع السلاح الروسي لتفعل مابدا لها من صناعة كافة انواع الاسلحه (المحرمه والمحلله )وقد كان .
اكمل فيلاديمير فترته في مجلس الوزراء ..ثم اختير مرشحا لرئاسة الجمهوريه من قبل جميع الروس الذين يتشوقون لعودة تاريخهم المضي فوجدوا هذا الرجل المتحمس والقوي والذكي في نفس الوقت يستحق ان يقود بلادهم مره اخرى ليكمل مابداه من مشوار وطني .
بوتين يعرف عدوه جيدا ولذلك كان دائما يضعه نصب اعينه فهو على علم بان سبب (مزلة) روسيا واهانتها وسقوطها هي الولايات المتحده الامريكيه التي لعبت معها حربا بارده لعشرات السنين جعلتها تتهاوى في العام 1989 صاغرة ..ولهذه الاعتبارات هو يسعى لا اخذ ثاره منها اليوم او غدا .
يملك الرئيس الروسي مهارات عاليه في خلق التحالفات السياسيه ولايتردد لحظه في مساندة حليفه بشتى انواع المساعدات اذا ماتعرض لبغي او عدوان من اي فئة كانت ،وكل مايقدمه يكون علنا اذا كان سلاح او اية معونات عسكريه ولوجستيه ،غير ابه باية تكاليف سياسيه او ثمن يمكن ان يدفعه في اطار قوانين المجتمع الدولي.
اضعف (الدب الروسي) جميع خصومه وعلى راسهم عدوه اللدود الولايات المتحده الامريكيه حيث افقدهم صوابهم ومعاركهم ،واصبح حينما ينحاز الى اي مجموعه من المجموعات او دوله من الدول يكون النصر حليفها ،والرجل ذهب ابعد من ذلك حينما اخترق جهاز المخابرات الامريكي CIA في الانتخابات الرئاسيه الامريكيه واستطاع ان يختار هو للامريكان رئيسهم عندما (فوز) دونالد ترامب على منافسته هيلري كلينتون الشي الذي جعل (خشم الامريكان ملح ملح) تاركا اياهم يتسالون حتى الان هل فعلها بوتين ام لم يفعلها؟!.
الان روسيا هي الاقوى .. ومافعله رئيسها خلال اليومين الماضيين من تحالف في سوتشي كفيل بان نقول له انت الاقوى …وفي اثناء (جعجة) العرب ومناحراتهم جمع الروسي الفرس والروم مرة واحده ليشكل معهم تحالف استراتيجي لاعادة صياغة المنطقه والعالم فاالتقى بالرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان واتفقوا على كل شي وهذا يعني اننا مقبلون على شتاء روسي بارد جدا يصحبه جليد كثيف!.
السودان ماكان له اصلا ان يفرط في تحالفاته مع روسيا ومن ورائها من الاصدقاء ..وحكومتنا هذه في وقت (زنقتها) وحصار المعارضه لها من كل الاتجاهات لولا تحالفها مع روسيا وايران ماكان لها ان تنتصر او ان تجلس في الكرسي الى هذه اللحظه.
واخيرا اقول الروس يعطونك كل شي تحتاجه ويحاربون معك اذا اعتدي عليك ولا يطلبون منك اتباع فكره او منهج سياسي ام الامريكان فانهم ياخذون منك اي شي ويخذلونك في وقت الشده ثم يطلبون منك ان تكفر بالله ..يعني لا دنيا ولا اخره ..فلنتعظ ثم نتجه مع الريح التي ستهب من ناحية موسكو ناحية العالم اجمع قريبا جدا.

[email][email protected][/email] الوطن -الجمعه 24نوفمبر 2017

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..