البشير عندما تموت الرجوله والضمير

عندما تعتاد النفس على الموبقات وخاصه كبائرها ، وتموت انسانية الانسان ، وتشيع الرجوله الى مثواها الاخير ، ويشبع الضمير موتا ، يظن الانسان انه خالدا الى الابد ، خاصه عندما تكون السلطه وحب المال هما السبب .
ما لا شك فيه ان النخوه والرجوله وعدم حب ( الحقاره والإستغلال) من خصائص وسمات الشخصيه السودانيه على مر الذمن ، من منا يحب ان تهان كرامته وان تنكسر رجولته ، مثلما يستمتع رئيسنا وهو يتلقي الصفعه تلو الاخري من اعراب الخليج وكأنه ( راعي في صحاريهم) يأتمر بأمر الكفيل .
في العام يزور دول الخليج عشرات المرات ويستقبله وزراء الزراعه والرياضه في إهانه واضحه لكرامة ودبلوماسية وبرتكولات العالم التى تواصوا عليها منذ مئات السنين ،
لطالما رأيناه ذليلا يجلس في دواوين السعوديه كأنه تابع او عامل فلبيني في حضرة كفيله ، حقيقه من يهن يسهل الهوان عليه ، كيف يحترمونه وهو يبيع لهم اراضي وطنه وابناءه بثمن بخس دراهم معدودات تدخل في حسابه او حساب زبانيته ، كيف يحترموه وهو وحاشيته يوميا مهرولين الى اسيادهم ( شايلين كورهم) يشحدون باسم الشعب وكرامته التى ألحقوها ( أمات طه) ، كيف يحترم وهو الرئيس الوحيد الذي يحرم عليه حضور مناسبات واجتماعات الامم المتحده ، وهو الوحيد الملاحق بإعتباره مجرما هارب من العداله ، وهو الرئيس الوحيد الذي يأتي الى بلده سفراء الغرب ومبعوثيهم دون ان يلتقوا به ، باعتبارهم ممنوعون من مجالسة المجرمين ، في امتهان لمبادئ العلاقات الدوليه واحترام سيادة الدول .
ان السودانيين وطوال مر العصور محترمون شعبا ودوله فرضوا إحترامهم على العالم ، مقدمين للعالم الدرس تلوا الدرس في الاخلاق والشجاعه والنخوة والعزه والكرامه يأبون الذل والهوان ، عزيزوا النفس يمتلكون قرارهم وارادتهم الوطنيه التى لم تدنس الا في عهد هؤلاء الطغاة عديمي الكرامه ، وصدق شاعر الشعب ( بعتا البلد بي ترابا باكر تبيع ابوكا)
ما دعانى لكتابة هذا المقال الصور التى إمتلأت بها صفحات الجرائد لمشاريع سندس وانتاج شركات الراجحي للحبوب والقمح
شاهد السودانيين قمح مد البصر يتم حصده ، ومحاصيل الاف الاطنان وعقالات سعوديه وخليجيه تراقب الانتاج ، وزياره تفقديه لرئيسنا الهمام وسعودى يشرح له طرق سير العمل ، ( حقيقه عندما رأيت الصور والعقالات خمنت ان تلك المشاريع في السعوديه ) ولكن يا للأسف هي اراضينا التى باعتها لهم طغمة الارزقيه بثمن بخس ( نصف دولار للفدان الواحد) ولمدة 99 سنه وكأنها عقود إذعان ، ولا يري السودانيين انتاج تلك المشاريع الا في المطار وهي تتجه الى مشايخ الخليج ، وبنك فيصل الاسلامي السودانى يعيد استيراد نفس القمح بالعمله الصعبه ، وبنك المزارع يشتري المحاصيل من المزارعين قبل حرث الارض ليتم تصديرها للعرب ، او تباع لمصانع اسامه داؤد والذي يتحكم في السوق ( بالنسبه لسلعة القمح وكثير من السلع الاساسيه ) ، (ويملك اي رغيفه حايمه في السوق ) والنتيجه مجاعه بكل ما تحمل كلمة مجاعه من معني ، والفقر يتمدد وتتسع رقعته بصوره مخيفه ، وسوء تغذيه ، والاستوبات إمتلأت الى اخرها بالشحادين الذين يستجدون الماره من اجل جنيه ثمنا لرغيفه ، ونظام يزداد منسوبيه غني كلما إتسعت رقعة الفقر .
أيمن حولي المحامي
[email][email protected][/email]