سياسي وكاتب ينتقد الاوضاع السياسية ويحمل النظام مسؤولية انهيار الدولة

القاهرة: القاهرة

حذر معارض وكاتب سوداني بارز من إنزلاق البلاد نحو إنهيار شامل وكارثة خطيرة حال إستمر النظام في سياسياته الحالية، محملا النظام مسؤولية إشعال الحروب في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وإتباع سياسات أفقرت كاهل الشعب السوداني، ودفعت الكثيرين وبخاصة فئة الشباب. ودعا إلى حوار شامل لقوى المعارضة لوحدة مواقفها لإسقاط النظام وبما يعزز الثقة فى ما بينها وينهي الخلافات التي أضعفتها خلال الربع قرن الماضي.

وشنّ الكاتب والصحفى فتحى الضو هجوماً كاسحاً على نظام الخرطوم، وحمله مسؤولية التدهور المريع الذي ألحقته بالبلاد جراء سياساته الفاشلة والتي أفقرت كاهل الشعب السوداني وقادت الى إنتشار الفساد وبرعاية وتشجيع من الحكومة وحزبها الحاكم مع مجموعة من الإنتهازيين، في ظل غياب المحاسبة والشفافية.

وإتهم الضو الذي كان يتحدث في ندوة بعنوان :”الازمة السودانية وتجلياتها” بدار الجبهة الوطنية العريضة، نظام الخرطوم بادخال اكثر من 40 الف جندى أجبني مشيراً إلى أنه فرط فى السيادة السودانية وأضاف كانوا يصفون المعارضين بتدنى ونقصان الوطنية ولكنهم تسببوا فى خلق كل الإزمات التى تحيط بالوطن.

وأرجع الضو أثناء حديثه في الندوة التي نظمتها الجبهة العريضة بالتعاون مع تحالف المجتمع المدنى من أجل دارفور وجميعة الأحلام للتنمية وبناء القدرات، عدم إستجابة السودانيين للمشاركة فى مظاهرات سبتمبر2013، رغم المعاناة التي يعشونها وحالة الإحتقان التي تمر بها البلاد، إلى التبلد في الحس العام الذى خلقته الانظمة الديكتاتورية والتى استمرت لفترة طويلة من عمر البلاد، وطرح الضو عدة تساؤلات فى مواجهة الازمة السودانية تتعلق باسباب استمرار النظام رغم حالة الضنك الذى ظل ملازماً له رغم إمكانيات السودانية البشرية والاقتصادية، وحمل الضو النظام السودانى مسئولية تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإخلاقية، وسخر من دعاية النظام بإقامة مشاريع تنموية في حين بلغت ديون السودان 41 مليار دولار، وقال أن الدعاية التى يتبعها النظام أصبحت مكشوفة بعد فشل مشروعاته مثل سد مروى كاكبر مشروع تبناه النظام، وادت الى إستنزف قدرات الشعب السوداني من خلال إستجلاب القروض، وأضاف ان الفشل إمتد إلى الزراعة والرعى و الصناعة مشيراً إلى أن ذلك يؤكد فشل النظام فى ادارة الدولة، أضافة الى الفساد الذى إستشرى وأصبح ثقافة يروج لها قادته بعنوان فقه السترة.

وعبر الضو عن أسفه لإستمرار الحرب في دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق،كونها مكلفة بشرياً ومادياً بينما احدثت تاثيرات بالغة على المجتمع السودان،وتسببت فى الحصار الدولى الذى دمر الإقتصاد وفقدنا مشروع الجزيرة والسكك الحديد والمشروعات التنموية الاخرى.

ورأي الضو أن ضعف قوى المعارضة ساهم في إستمرار النظام في الحكم، لكنه أعتبر أن الجهود المبذولة في إعلان باريس ونداء السودان خطوة تحتاج لجهود أكبر، مؤكداً على ضرورة إجراء حوار شامل يوحد مواقف قوى المعارضة تجاه إسقاط النظام، محذراً من وجود تسويات بعضها حدثت من قبل وأخرى في طريقها الآن يبحث عنها النظام، ليضمن إستمراره في السلطة وشدد الضو على ان أى تسوية قادمة لابد أن تتضمن المحاسبة لقتلة الارواح وضرورتها من أجل بناء قوة حقيقية فى مواجهة ال مؤكداً على أن الصراع الدائر فى دارفور ليس له علاقة بالدين متهماً الموتمر الوطنى بالعمل على تكريس سياسة التمييز بين أبناء الوطن الواحد.

تعليق واحد

  1. السودان ما خلاص الانهيار الشامل والدمار الشامل ما حل بالسودان نظرا لاسنمرار الحكومة الرعناء فى سياساتها الرعناء. والتى ستواجه بالتصدى العارم من كل السودانين والاحزاب المعارضة -مع علة بطء تحركها – والفصائل المسلحة, والوضع الان على الحافة, ويافى القدر بجيبك المغراف.

  2. عدم خروج الشعب في مظاهرات 2013تبلد في الحس العام والله الشعب السوداني اكثر فهم منك لماذا يخرج بدون قناعات لو كان هناك داعي للخلروج فلا يحتاج الشعب الي معارضة متهالكة كي تخرجة فانه يخرج من تلقاء نفسة

  3. انواع الربيع العربي ثلاثة
    الاول مثل ربيع مصر وتونس بان يتنازل الرئيس عن السلطة ويهرب او يصمد للمحاكمة وهم ارقى انواع الربيع العربي لانه يصحح نفسه بنفسه ولا تسمح الشعوب بسرقة ثورتها
    الثاني مثل ربيع اليمن وليبيا بان يتنازل الرئيس بعد حرقه او قتله ولكن يبقى انصار الرئيس المخلوع يثيرون الصراعات وتمزيق الاوطان ومجابهة الشعوب في الخفاء والعلن
    الثالث مثل ربيع السودان وسوريا بان لا يتنازل الرئيس عن الحكم الا بعد تدمير كامل الوطن حيث هب الربيع على السودان في سبتمبر 2013م ومازل مستمرا في شكل حروب اهلية واحتجاجات واغلاق طرق واحتقان سياسي وقمع للحريات واضطهاد للمواطنين في غلاء المعيشة وعدم توفير الخدمات مثل العلاجية وغيرها من اساليب متلفة في محاولة لقمع الربيع وكما في سوريا بعدم الازعان لارادة الشعب الا بعد تمزيق وقتل الشعب ومثل هذا النوع من الربيع لا يكتمل الا بعد تدمير وتمزيق كامل الوطن حتى لا تجد الاوطان من بعدهم وطن لتحكمه
    وليس هذا ببعيد عن ماذكره هذا الصحفي النابه ابدا

  4. اعتقد ان ما جاء بورقة المحاضر كلها عموميات اصبحت معلومة حتي علي مستوي العامة ناهيك عن المستنيرين والمتابعين من شرائح المجتمع السوداني المختلفة . هناك علة مشتركة بين كثير من المحللين لانتفاضة 23 سبتمبر 2013 اسبابها ومسير تها ومالاتها . ربطها بالربيع العربي بداية خاطئة في التحليل لاختلاف كافة العوامل . ومع ذلك لا يمكن تجاهل تاثير الثورات علي الانظمة في العالم بصفة عامة والكيان العربي بصفة خاصة . في 1977 انتفض الشعب المصري علي نظام انور السادات (علي خلفية اتفاقية كامب ديفيد)بسبب زيادة اسعار السلع ولم تستطع المعارضة المصرية من تحويلها الي (ثورة) ضد النظام (بعلة) عدم وجود معارضة انذاك . وفي السودان وفي نفس الاوان او بعدها بقليل (1980) رفع الاخوان المسلمون (بطانة النميري الحاكمون انذك) اسعار سلعة السكر فقامت احتجات هائلة (لم تصل لمرتبة انتفاضة) لكنها احدثت ازمة دستورية باستقالة الرئيس وعودته دون استفتاء . انتفاضة سبتمبر 2013 في السودان لم تخرج عن هذا السياق ومع ذلك نجحت المعارضة في تحويلها الي (هبة) غيركاملة بسبب تقاعس اجزاء من المعارضة (المختبئة) في جسم المعارضة مثل حزب الامة الذي رفض رئيسها مشاركة اتباعه بحجة عدم الاتفاق والشعبي الذي رفض الترابي علنا بعدم المشاركة(لان نجاحها سيضع اعناهم تحت رحمة الجبهة الثورية) . هذه هي مسيرتها لكن مالالاتها كانت اكثر عمقا . لاول مرة ترجف السلطة الحاكمة وتستعين باصدقائها المختبئين في المعارضة . كما ان الترابي حدد وجهته بصورة نهائية وتمايزت الصفوف اخيرا واصبح للمعارضة برنامج واضح كلفت وتكلف السلطة الكثير جدا . الان يمكن التحليل بان الانقاذ لم تجد شرعية من الشعب السوداني حتي اليوم وشرعيتها الحالية استمدتها من الاسرة الدولية صاحبة اتفاقية السلام الشامل (نيفاش) بالاتفاقية ثم الانتخابات المفروضة بنص الاتفاقية . (يتبع)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..