مقالات وآراء

لماذا صمت بنك السودان ولم يعلق علي الفساد الذي كشفته بالوثائق الصحفية صباح؟!!

بكري الصائغ
١- بعد اطلاعي علي المقال الاول الخطير الذي نشر في صحيفة “الراكوبة “بتاريخ يوم الجمعة ٦/ يناير الجاري وجاء تحت عنوان “بنك السودان فساد جديد (١)”، والمقال الاخر (فساد ٢) المكمل للاول ونشر بتاريخ يوم الاحد ٨/ يناير ، كنت اتوقع ان تبادر ادارة بنك السودان علي الفور بالتعليق علي ما نشر بالصحيفة خصوصآ وان ما جاء في المقالة الاولي والثانية قد تضمنت حقائق في غاية الخطورة تتعلق بفساد هائل بمليارات الجنيهات السودانية.
 ٢- كنت اتوقع ان يقوم مدير البنك او من ينوب عنه من المسؤولين في مكتب العلاقات العامة او الناطق الرسمي للبنك بالرد السريع علي الاتهامات الخطيرة التي طالت البنك وهزت سمعته علي الملأ ، ان يبادر البنك فورآ بالدفاع المستميت عن سمعته التي تعرضت للتشويه واثبات عكس ما جاء في المقالتين وذلك من خلال ابراز وتقديم ما عنده من وثائق وادلة تثبت براءته من تهم الفساد ، ان يسعي البنك علي نشر كل ما عنده من وثائق ينفي فيها  بالتفاصيل الدقيقة – وتحديدآ في”الراكوبة” التي نشرت فساد البنك- ، ولكن ان يعم الصمت الرهيب عن عمد كل المسؤولين الكبار في البنك ويتجاهلون الاتهامات الخطيرة فهذا شيء غير مقبول ولا يقبله عقل او منطق خصوصآ انه فساد يتعلق بالمال العام المملوك للشعب وصل حجمها الي عدة مليارات الجنيهات- (الذي تحول بقدرة قادر الي مال خاص)!! .
٣- كنت اتوقع الا يستخف المسؤولين في ادارة البنك بما جاء في المقالتين وان يلتفتوا بجدية ويهتموا بردود الافعال الغاضبة وبالسخط الذي صدر من القراء ، كنت اتوقع الا يتعامل البنك وكان الامر لا يمسه من قريب او بعيد ، ولكن واقع الحال يؤكد انه غير مهتم علي الاطلاق ولسان حاله يقول: “لن نعلق ولن نوضح ولن ننشر .. واعلي ما عندكم من خيل اركبه”.. وفي رواية اخري:” اشربوا من البحر”!! .
 ٤- ولما طال الانتظار ولم اجد رد من ادارة بنك السودان وعدم وجود تعليق نشر بالصحف خلال الايام العشرة الماضية بعد نشر المقالتين  قمت بالاتصال مع احد الصحفيين في الخرطوم وسالته عن الجهة الرسمية المسؤولة في النظام العسكري الموجود حاليآ في البلاد يمكنها ان تقوم بالتحقيق حول ما نشر عن فساد البنك والقيام بضرورة مساءلة المسؤولين فيه عن عدم التعليق علي ما نشر بصحيفة با”لراكوبة “؟!!، واستفسرته عن دور المراجع العام او النائب العام او اي جهة قانونية اخري ، سيبادر بكل جراءة  بفتح ملفات فساد البنك؟!! .
٥- اجاب الصحفي اجابة صادمة مفادها ان لا احد في السلطة الحاكمة اليوم في الخرطوم سيقوم بنبش ما في ملفات بنك السودان او اي بنك اخر من اجل العثورعلي وثائق فساد وذلك لان البحث المطول سيمتد عن عمد بالسنين الطوال وستكون النتيجة (١٠٠%) تحصيل حاصل”، وذلك لان هذا الفساد مقنن باتقان شديد ومرتب بدقة!!، هو فساد اشبه بسلسلة مترابطة ومتواصلة الحلقات وكشفه سيجر شخصيات سياسية مشهورة وجنرالات برتب عالية ورجال اعمال عندهم مكانة في الدولة … لذلك فان المسؤولين حاليآ بالبنك في غني عن التعليق ووجع الراس!! .
 ٦- اصبح من المعروف ، ان ادارة بنك السودان صمتت ولارغبة عندها في الرد علي ما نشر من فساد مالي واداري ، وانها لا تبالي بالاتهامات الخطيرة ، وهذا يعني بكل وضوح انها قد فشلت تمامآ في الدفاع عن ما نسب اليها من فساد مالي كبير ولم تجد ما تنشره لتبرئة ساحتها من تهمة ضياع مليارات الجنيهات المنهوبة!!، او ان هناك بالفعل جهات عليا في السلطة العسكرية الحاكمة طلبت من ادارة البنك عدم الرد او التعليق علي ما كتبته الصحفية صباح!!.
٧- كنت اود في هذا الصدد ان اقول : (الكرة الان في ملعب بنك السودان وعليها ان ترد الكرة في ملعب “الراكوبة”)، ولكن واقع الحال يؤكد انه لا كرة هناك ولا ملعب ولا توضيح او تعليق،… يوجد فقط علي ارض الواقع  فساد مهول وكبير محمي بقوة من “فوق .. فوق خالص” من شخصيات قوية عندها الحصانة والحماية والقانون!! .
 ٨- خبر جديد في يوم الاثنين ٩/ يناير٢٠٢٢م
ونشر بصحيفة “الراكوبة” وله علاقة بالمقال:
  (أ)- مؤتمر التفكيك يناقش 5 محاور  منها “فساد ما بعد 25 أكتوبر”..
 كشف قيادي بقوى الاتفاق الإطاري ، أن مؤتمر طريق تجديد عملية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو الذي سينعقد في الفترة من التاسع وحتى الثاني عشر من شهر يناير الجاري، “سيناقش خمسة محاور رئيسية”. وقال القيادي الذي فضل حجب اسمه لـ ”الترا سودان”، إن المحاور الخمسة تتمثل في تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو، وكذلك “تفكيك التمكين والفساد ما بعد انقلاب 25 أكتوبر من العام 2021م″، الذي جمّد اللجنة ضمن قرارات قائد الجيش التي حل بموجبها الحكومة ومجلس السيادة ، وأوقف العمل بعدد من بنود الوثيقة الدستورية الحاكمة. وينطلق المؤتمر في التاسع من الشهر الجاري بحضور المكون العسكري والآلية الثلاثية والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني بقاعة الصداقة بالخرطوم.-ا نتهي-
 (ب)- يا تري ، هل يستطيع “مؤتمر التفكيك”هذا ان يناقش فساد بنك السودان واسترداد مليارات الجنيهات التي دخلت جيوب الكثيرين من العاملين في البنك وخارجه بطرق غير مشروعة بحسب ما جاء في المقالتين؟!!… ام ان “مؤتمر التفكيك”هو الاخر سيتعرض للتفكيك ويقطع اربآ اربا ان تجرأ وفتح ملف فساد البنك؟!!… خصوصآ ان كل شيء جايز في سودان اليوم!!.

‫5 تعليقات

  1. لن يعلق البنك ولن يأخذ الموضوع موضع الجد لان الصحافة والصحفيين فى هذا الزمان الاغبر ليسوا الا اقلام رخيصة ومأجورة ومدلسة وتكتب لمن يدفع او يرفع وقبلها قالها النجم الهلالى الكبير هيثم مصطفى انه يستطيع شراء اى صحفي بصحن فول
    اختلط الجابل بالنابل

  2. تمنيت لو أن التعليق على اوجه القصور والفساد في الدولة كان في سرعة تعليقات بعضنا لبعض في الراكوبة كان زمان وصلنا زيرو فساد لكن الظاهر الدولة دي ملكية خاصة منذ الاستقلال وممنوع الاقتراب او التصوير.. مافي زول عندوا ايمان بالدولة فالكل يخدم في نفسه او حزبه أو قبيلته أو ايدولوجيته ولا يستطيع التفريق بين الدولة ونظم الحكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..