حالة إفلاس

حالة إفلاس ..
العنوان : أم درمان السودان شارع المورده عمارة محمد حسين
الزمان : 1990 م
كانت تلك أولي زياراتي وآخرها لصرح ضخم ذو وزن في المجتمع والعالم بأسره ، لم أتصور مطلقا أن ستحل به كارثه فيما بعد أبدا ، برودة الأجواء تلفح الوجه والنظام والنظافه والرونق والبهاء والأناقه والتعامل الراقي هي عنوان من فيه وكل مرتاديه ، وكذا الحال مع مودعيه كان درة الأنظمه المصرفيه .
المكان : فرع – بنك الإعتماد والتجارة الدولي (BCCI)
( وبالإنجليزي : Bank of Credit and Commerce International) تم تأسيس البنك في لندن عام 1972 علي يد السيد/ أغا عابدي الباكستاني الجنسيه مع مجموعة من أصحاب الأعمال الباكستانيين وعدد من أثرياء الخليج ورأسمال ضخم من الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق والذي يمتلك أكبر نصيب في البنك ، كما كان هناك شريك يمتلك ما نسبته 25% من رأس مال البنك وهو بنك أمريكا ، تم تسجيل الشركة في لوكسمبورغ وهي أحدي دول أوربا ال 27 ، تجاورها كل من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا ، عملت الشركه في البدايه في 79 بلدا حول العالم من خلال مايزيد عن 500 فرع ، و يصل إجمالي أصول البنك الي 21 مليار دولار أمريكي وبذلك إحتل المرتبه السابعه في قائمة البنوك العالميه في زمانه .
هناك أسماء عدة لرجال أعمال وشخصيات أخري كثيره إرتبط إسمها ببنك الإعتماد والتجارة الدولي مثل أسامه بن لادن
والشيخ خالد بن محفوظ حيث يعتبر هو أحد أهم مؤسسي البنك وقد إشتري الشيخ / زايد حصة بن محفوظ الذي هو السبب الرئيسي وراء ثروة رئيس نادي الهلال السوداني الأسبق السيد / صلاح أحمد إدريس الذي كشف سابقا عن مصدر ثروته مبيناً أن خالد بن محفوظ منحه إستثماراً في السودان قيمته 100 مليون دولار على أن يقوم بتسديد المبلغ بقرض آجل وقال “هذا المبلغ الكبير كان السبب المباشر في ازدهار ثروتي .
في عام 1991 خرجت إلينا الأنباء بخبر صادم بعد سلسله من المشاكل في البنك – وهو حالة إفلاس بي سي سي آي !
والإفلاس هو أن تعلن الشركة المالكه للعمل أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها أمام الدائنين بعد
اضطراب في ألأحوال المالية ، و تقوم بتصفية كل أملاكها وحساباتها البنكية لتسدد أكبر قدر ممكن من هذه الإلتزامات لمستحقيها ثم تخرج من سوق العمل وحالة الإفلاس هذه قد يتعرض لها فرد بعينه أو دولة ما ، أو حتي شركة تجارية ، بإعتبارها شخصية قانونية معتبرة قانونا في التعامل التجاري ويسري عليها ما يسري على التاجر في العمل التجاري ، ومنذ ذلك العام وحتي وقت قريب كان نفر من المودعين يقدر بحوالي 800 ألف مودع تقريبا وهم من جنسيات أكثر من 70 دولة كانو لايزالون يلهثون وراء الحصول على حقوقهم الضائعه ، من أصل 1.25 مليون مودع في مختلف فروع الإعتماد كما المعلومات المتوفره .
هذا وحسب أقوال شهود وإفادات وتقارير الخبراء فإن البنك كان يمر بمشاكل جمه كزعم الجهات الرقابية في الولايات المتحدة وبريطانيا أن البنك قام بعمليات دعم الهجرة الغير الشرعية ، بالإضافة إلى إختفاء مبلغ 13 مليار دولار أمريكي وهو مايزال اللغز الذي حير الجميع إلي يومنا هذا . وبطبيعة الحال في مجال المال و الأعمال هناك أسرار وطرق معينه وفنيات تتبع للتسيير وتحقيق الأرباح ، لكن ماكان يجري داخل البنك من مشاكل قادته إلي الإنهيار وإعلان الإفلاس ثم الإغلاق في يوليو – عام 1991 م .
هذا وقد أوردت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن المصفين من شركة ديلوييت للمحاسبة ، التي تم الاستعانه بها من قبل محكمة بريطانية تسعي لاسترداد أصول البنك ، قد أبلغوا المودعين بأنهم ربما يحصلون علي 10 سنتات أو أقل عن كل دولار قاموا بإيداعه في البنك .
تري في ال500 فرع حول العالم كم كان عدد منسوبيه وكم كان عدد المتضررين الحقيقي من المودعين فيه ! وماهي الأسباب الحقيقيه التي أدت إلي إفلاسه ؟
[email][email protected][/email]