اللغة الفرنسية… هروب إجباري من بين جدران المدارس.. إنتكاسة علمية

الخرطوم- محمد عبد الباقي
عميد كلية قانون بإحدى الجامعات بالخرطوم، أبدى دهشته لاتجاه الطلاب لدراسة القانون دون إلمامهم بأي لغة أجنبية، وضاعف دهشة الحضور أيضاً بتأكيده على أهمية اللغة الفرنسية لدارسي القانون. وألمح خلال حديثه إلى أنه لا غنى لطلاب القانون من إجادة اللغة الفرنسية، واعتبر إجادة الفرنسية شرط بنهاية حديثه، وإلا فقد الطالب القدرة على البحث في المراجع المهمة في مجاله.
لم يكن حديث ذلك البروفيسور أول طبل يُضرب في حفل فوضى وضعف حقل التعليم، خبراء كثر ومختصون بُح صوتهم في الموضوع ذاته، وهذا يؤكد أن العقدين الماضيين، كانا القشة التي قسمت ظهر التعليم بصورة عامة واللغات الأجنبية بصورة خاصة، والدليل أن طلاب اللغات الأجنبية يلتحقون فور تخرجهم في الجامعة المعنية بمعاهد خاصة لغرض إجادة اللغة التي أهدروا أربعة أعوام في دراستها.
ضعف المناهج
وأسباب تدهور مستوى تعلم اللغات أرجعه أكثر من أكاديمي لضعف فاعلية بعض المناهج وعدم تدريب المعلم الذي يتولى أعباء التدريس، ومن هؤلاء الأستاذة المترجمة بالمركز الفرنسي بالخرطوم (إيمان خبير ساتي) التي قالت:” إن بعض المناهج الموضوعة لتعلم اللغة الفرنسية لا تفي بالغرض المطلوب لأنها تحوي بين دفتيها غثاً لا يرقى لمستوى المنهج المعتبر، وأن الكثير من المعلمين الذين توكل لهم مهمة التدريس مستواهم ضعيف جداً ويحتاجون يشدة للتأهيل وحتى المتمكنين من فنون التدريس ويجيدون اللغة بصورة ممتازة تعترضهم معضلة أخرى تتمثل في اكتظاظ الفصول بالطلاب فمن المستحيل أن يتمكن طالب من فهم لغة أجنبية لو كان في فصل يضم سبعين طالباً مثلاً كما يوجد بالمدارس الثانوية اليوم”.
أسلوب غير جاذب
غير كلاسيكية المنهج، وزيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد، وعدم تأهيل المعلمين وتدريبهم أيضاً، كشفت (إيمان ساتي) عن أسباب أخرى لضعف مستوى اللغة الفرنسية وقلة المتحدثين بها، منها أن الأسلوب المتبع لتدريس اللغة غير جاذب، وأن أكثر المدارس التي تقوم بتدريس هذه اللغة المهمة تفتقر للوسائل المستخدمة في التدريس وأن هذا لا ينحصر على المدارس الثانوية فقط، إنما هنالك كليات تحتاج لتجديد مناهجها ووسائل تدريسها ولتدريب معلميها. وبحسب (إيمان ساتي) فإن بعض خريجي كليات التربية بالجامعات السودانية لديهم إمكانيات رائعة ويجيدون اللغة وفنون التدريس،إلا أنهم لأسباب تتعلق بوضع المعلم المالي بالمدارس الحكومية يتجهون للمعاهد الخاصة لأنها تضمن لهم أوضاعاً مالية مجزية، وهذا انعكس سلباً على تعليم اللغة في المدارس والجامعات الحكومية.
صعوبات عديدة
لم يعد الثقب في ثوب اللغة الفرنسية مخفياً، فغلب رتقه الراتق، ولهذا خرجت “عفاف أحمد علي” منسق مشروع دعم اللغة الفرنسية بوزارة التربية والتعليم الاتحادية قبل عامين لتعلن عن أن عدد الطلاب الذين جلسوا لامتحان الشهادة الثانوية في العام 2013م على مستوى السودان لم يتجاوز الثلاثين طالباً فقط. وكشفت عفاف أحمد في ذلك الوقت عن صعوبات تواجه تعلم اللغة الفرنسية بالسودان منها نقص المعلمين، التدريب، عدم تعيين معلمين جدد.
ليس اللغة الفرنسية وحدها التي جفت منابعها بالسودان إنما هنالك لغات مهمة أصبحت في خبر كان، ولهذا لا عجب إذا علم الناس أن وزارات سيادية تدفع أربعمائة يورو للساعة مقابل الترجمة الفورية التي لا أحد يتقنها في السودان فيتم جلب مترجمين من الخارج كلما دعت الحاجة
اليوم التالي
هذه حقيقة واضحة للعيان لا يحتاج لشاهد تدني مستوى التعليم وبالتحديد اللغات كالانجليزية والفرنسية والالمانية … والتقرير صحيح ميه المية .. كنت قبل سنوات في المركز الثقافي الفرنسي وهالني منا رأيت كل الدارسين كانو خرجي اللغة الفرنسية بدرجة شرف …. غريبة جداً شخص متخرج من جامعة افني فيها اربع سنوات عجاف او خمس سنوات لا يستيطيع التحدث او القراءة او المخاطبة باللغة الفرنسية .. شي مؤسف جداً .. اضافة الي الاسباب المذكورة اعلاه ايضاً عدم علو الهمة في الطالب السوداني … يعني ليس له اي طموح في هذه الحياة لذلك تجده لا يعير اهتماماَ لاي لغة وتجد نتائج اللغات متدمية جداً بدليل عام 2013 على مستوى السودان يمتحن فقط 30 طالب … هذه هي الكارثة بعينها … الحقو التعليم وخاصة في مجال اللغات