الكشافة حراس النيل.. بشيلو التقيل

الخرطوم ? سارة المنا
قبالة الفلل الرئاسية بشارع النيل أقام اتحاد الكشافة البحرية مخيمه التدريبي الأيام القليلة الماضية، بالتعاون مع منظمة بريطانيا جاءت خصيصاً للعمل على تدريب مدربين في (الإنقاذ) لمكافحة الغرق، تنفيذاً لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها في (2011)م.
ونظراً للاحصائيات العالية التي سجلت ذاك الوقت، وقال التقرير إنها وصلت نسبة لا تستهان بها، الأمر الذي جعل المنظمة البريطانية تجد الدعم بسهولة لتنفيذ برنامجها التدريبي للمنقذين بالبلاد.. (اليوم التالي) زارت المخيم، فماذا وجدت هناك؟
مكافحة الغرق
أشار مرتضى كمال خلف الله نائب رئيس مجلس إدارة الكشافة البحرية إلى أن المشروع عبارة عن معسكر تدريبي لتدريب مدربين للإنقاذ والسلامة البحرية والمسطحات المائية. وقال: إن المعسكر مشترك بين الدفاع المدني واتحاد السباحة والكشافة البحرية، وهو مشروع بدأ التخطيط والتنظيم له منذ العام (2008)م، وفي (2011)م جاءت المجموعة البريطانية وأطلق على المشروع (سباحي النيل)، لكن مرتضى رجع وقال إن المشروع تحول هذا العام إلى منظمة خيرية بريطانية مسجلة في بريطانيا، كان يطلق عليها الجمعية الملكية للإنقاذ مع الكشافة البحرية، أُنشئت بتعاون ودعم من المركز البريطاني والسفارة البريطانية. وتابع: ثم بدأ الموضوع يتطور ووصل مرحلة الاستمرارية بالتوقيع على مذكرة تفاهم في (2011)م بين الدفاع المدني واتحاد الكشافة البحرية والمنظمة، الأمر الذي أعطى المعسكر دفعة قوية.
وقال مرتضى إن منظمة الإنقاذ الدولية لها فروع في كل العالم، وكان لنا نصيب في السودان من هذه الأفرع، وتعد من أغنى المنظمات الأوروبية، لأن الخواجة عندما يموت يضع كل التركة لهذه المنظمة بغرض إنقاذ الغرقى، وشعارهم (من أحياها كأنما أحيا الناس جميعاً)، لذلك نجد أن المنظمة مولت المشروع بالكامل، لأن هدفها الأساسي إنقاذ الغرق ومكافحته، بالإضافة إلى التذاكر والسكن ومواد التدريب، وبين كل دورة والأخرى، وقال إنهم يجمعون تبرعات لإقامة الدورة الجديدة، وفي (2015)م حدد شهر (9) و(10) موعداً لتدريب المتدربين الذي تناصف فيه السيدات الرجال بنسبة (50%).
طرق السلامة:
ولفت نائب رئيس مجلس إدارة الكشافة البحرية إلى أن مكافحة الغرق تبدأ بتعليم السباحة، وهذا الأمر جعل دخول الشراكة مع اتحاد السباحة لتعليم السباحة بغرض حماية الأشخاص من الغرق، فضلاً عن دخول طرق السلامة الآمنة وهذا هو غرض الدورة والمتدربين. وأضاف: بعد ذلك تدخل مرحلة تدريب السباحة، وتدريب مدربين على الإنقاذ، السلام الأمن على المسطحات المائية. وأوضح مرتضى أن التوعية تبدأ من الأسرة، ودرجة وعيها وثقافتها بأهمية السباحة، التي نجد كثيراً من الأسر تمنع أطفالهم من ممارسة السباحة أو نزول البحر في موسم العطلات الصيفية، بدعوى أنه يشكل خطراً عليهم. وقال إن المنع لا يمكن أن يكون وسيلة لحمايتهم من الغرق. وأردف: قد يحاول الطفل بطريقة أو بأخرى دخول البحر وتعرضه للغرق، لذا تعلم السباحة لابد أن يبدأ من الأسرة.
شواطئ آمنة
وأضاف أن الكورسات المتكررة قبل اليوم ومذكرات التفاهم مكنتنا من الوصول إلى الشواطئ الآمنة، ووضع علامات من قبل الإنقاذ النهري وتنشيط المنطقة من الحفر وتحديد مراقب من الجهات الثلاث (الدفاع المدني واتحاد تعليم السباحة والكشافة) للتوعية بكيفية التعامل مع المسطحات المائية. وأكد أهمية الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الإعلام لدى عكسه لتلك الجهود، والدولة عندما تدعم تلك الجهود لضما استمراريتها، وحتى الآن قال مرتضى إنها بعيدة كل البعد عن ذلك. وكشف عن إعدادهم لسمنار حدد له (29) من مارس الجاري يتحدث عن الشراكة المجتمعية بمركز الدفاع المدني لتوعية المجتمع ونشر ثقافة السباحة حتى نقود المشروع إلى الأمام، ونحل مشكلة الغرق نهائياً، لأنها تعد تحدياً عندما يكون أغلب الضحايا من الشباب.
توعية ضرورية
طالب نائب رئيس مجلس إدارة الكشافة البحرية بدخول السباحة في المنهج التربوي ومن خلال الإعلام لأن التوعية يمكنها أن تحل المسألة، مؤكداً استخدامهم للوسائل المتاحة في عملية الإنقاذ، كالطرور الموجود على البحر، جركانة الزيت والحبل التي يمكن تساعد على الإنقاذ، ومازلنا في انتظار الدعم، لأن الكشافة تعمل بالجهد الذاتي منذ سبعينيات القرن الماضي عند التأسيس، وهنا أذكر كابتن مكي محمد بابكر مؤسس الكشافة سنة (1970)م ومحمود خضر سكرتير اتحاد السباحة، العميد بحري محجوب حسن آدم وعبدالله سليمان أول رئيس إدارة للكشافة البحرية، وكان لهم دور أساسي وفعال حتى الآن.
فرق إنقاذ
لفت محمد عبدالله أحمد إلى وجود فرق إنقاذ تعمل على الانتشال، إلا أن المشروع يهدف إلى تحضير كمية منقذي الشواطئ، حتى يكون لدينا على الأقل منقذ واحد على الشاطئ قبل حدوث حالات الغرق، مجهزين بوسائل معينة (ألواح وحبال ومناظير وكراسي)، منتشرين في المناطق التي ترتادها الأسر في الرحلات والعطلات، بدأ البرنامج منذ العام (2007)م بمبادرة من المركز الثقافي البريطاني بغرض إنقاذ السودان من الغرق، هكذا ابتدر المدرب البريطاني دانيال قراين حديثه لـ (اليوم التالي)، وقال إنه بدأ العمل مع الكشافة البحرية هذا العام، ووجدوا دعماً مقدراً من منظمة جزيرة موناكو، وبحسب دانيال أن الكورس يهدف إلى تقليل نسبة الغرق في النيل، بما أن الغرق مشكلة يعاني منها العالم، لاسيما دول القارة الأفريقية عمدت المنظمة العمل مع الكشافة البحرية والدفاع المدني واتحاد السباحة في السودان، مع مجموعة المتدربين لتدريب عدد كبير من الأطفال لتفادي الغرق، بالإضافة إلى توعية المجتمع بأهمية تعلم السباحة ونشر تلك الثقافة بين أفراده، وبدأنا بالسودان لأن مساحته تحتوي أكبر نيل على الخليقة تليه يوغندا، وهي الخطوة القادمة. وأضاف: خطتنا تستهدف كل دولة بها نيل حتى نتخلص من الغرق الناتج من عدم المعرفة

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..